أثار تقرير خبراء منظمة الصحة العالمية حول منشأ فيروس كورونا "كوفيد-19" قلقا دوليا واسعا، فيما أكد مدير المنظمة وجود صعوبات واجهت الخبراء في الصين، مطالبا بتحقيق موسع، ما يفتح الباب مجددا أمام فرضية تسرب الفيروس من مختبر صيني في مدينة ووهان.
وبينما يعتقد كثير من العلماء أن "كوفيد-19" انتقل إلى البشر عن طريق الحيوانات، أطلق المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم تصريحات مثيرة للدهشة، أكد خلالها أن المؤسسة لم تفحص سيناريو تسرب الفيروس بشكل كاف، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وانتقد أدهانوم المسؤولين الصينيين "لعدم تشاركهم البيانات بشكل كاف" حول فيروس كورونا وتقييدهم حصول الخبراء الدوليين على البيانات الأصلية حول الوباء، وهو توبيخ علني غير عادي من قبل مؤسسة طبية اتهمت من قبل إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أنها موالية للصين.
وقال مدير الصحة العالمية في مؤتمر صحفي "رغم أن تقرير خبراء المنظمة خلص إلى أن تسرب الفيروس من المختبر هو الفرضية الأقل احتمالا.. لكن هذا يتطلب مزيدا من التحقيق بشكل أوسع عبر بعثات جديدة وخبراء متخصصين".
وفي هذا السياق، أعربت الولايات المتحدة الأمريكية و 13 دولة في بيان "قلقها المشترك" حيال التقرير، وحثت الصين على السماح للخبراء "بوصول كامل" إلى كل البيانات.
وذكر البيان الصادر عن 14 دولة بينها بريطانيا وإسرائيل وكندا واليابان وأستراليا والدنمارك "من الضروري أن نعبر عن قلقنا المشترك من أن دراسة الخبراء الدوليين حول منشأ فيروس "كوفيد-19" تأخرت بشكل كبير ولم تحصل بشكل كامل على البيانات والعينات الأصلية".
وتابع البيان "من الضروري جدا أن يسمح لخبراء مستقلين بالحصول الكامل على كل البيانات البشرية والحيوانية والبيئية والأبحاث والطواقم التي كانت معنية في المراحل الأولى للوباء والمهمة في تحديد كيفية ظهور الجائحة"
ولطالما دافعت الإدارة الأمريكية السابقة للرئيس دونالد ترامب عن نظرية تسرب فيروس كورونا من مختبر صيني، معتمدة على معلومات استخباراتية، وهو ما تنفيه بكين واستبعده كثير من الخبراء.
وأجرى خبراء منظمة الصحة العالمية في الفترة من 14 يناير إلى 9 فبراير الماضي، زيارة إلى مدينة ووهان الصينية، حيث ظهرت أولى الإصابات المرض، لكن العلماء اعترفوا بأن بكين قيدت وصولهم إلى بعض البيانات.
وخلص تقرير الخبراء إلى أن فرضية انتقال الفيروس إلى الإنسان عبر حيوان وسيط مثل الخفافيش "محتملة إلى محتملة جدا"، في مقابل استبعاد فرضية تسرب الفيروس من مختبر ووهان لعلم الفيروسات.
ورغم ذلك، جدد مدير الصحة العالمية الجدل حول تلك الفرضية بعدما أكد أن الأمير تطلب مزيدا من التحقيق، موضحا أن "كل الفرضيات تبقى مطروحة على الطاولة".
في المقابل، تنفي الصين المزاعم حول خروج الفيروس من المختبر المذكور، رغم اعتراف الأطباء في ووهان برصد إصابات مبكرة بمرض غامض قبل فترة من إعلان الحكومة رسميا عن اكتشاف الفيروس.