الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الخيانة في القرآن!


الخيانة هى كسر الثقة وتحدث من خلال فعل ضد الأخلاق والقيم، والخيانة في اللغة من المصدر خان، ومادة "خ، و، ن" لغويًا تدل على النقص، كنقصان الوفاء والأمانة، فالخيانة تتناقض مع الأمانة والتي إما أن تؤدى وإما أن يخونها الإنسان. 


وللخيانة أنواع وأشكال متعددة، ومنها خيانة العهد أي نقضه، فقد عقد النبي عليه الصلاة والسلام معاهدات سلام مع القبائل، وبعضهم كان ينقض العهد ويهاجم المدينة، فجاء الأمر بأن يعلن لهم على السواء أنهم ناقضون للعهد وخائنون له: (وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ) الأنفال 58.


كما تم وصف الكفار بالخيانة: (وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) الأنفال 71، أي إن كفرهم بك ومكرهم وقتالهم لك لأنهم كفروا بالله من قبل حتى نصر المؤمنين ببدر ومكنهم من الكفار.


ووصف شهادة الزور بالخيانة، فقد شهدت امرأة العزيز على نفسها أنها هى التي راودت النبي يوسف عن نفسه، وكانت شهادتها في حضور الملك والحاشية والنسوة المترفات من أهل المدينة، الوحيد الذى لم يكن حاضرًا هو النبي يوسف عليه السلام، كان في السجن ورفض الخروج منه إلا بعد إظهار براءته، وتمت تبرئته باعتراف امرأة العزيز: (ذَٰلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ) يوسف 52، كانت لا تزال تحبه وتشعر بتأنيب الضمير لما فعلته به، وكانت شهادتها رسالة له أنها لم تخنه في غيابه سجينًا. 


وصف الخيانة في موضوع امرأة العزيز يعني شهادة الزور ولا يعنى الخيانة الزوجية، مع أن امرأة العزيز كانت تخون زوجها حين راودت النبي يوسف عليه السلام عن نفسه، ولم يأت وصفها بالخيانة الزوجية عندما شهد شاهد من أهلها ووصفها بأنها من الخاطئين ولم يقل من الخائنين: (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنْ الْخَاطِئِينَ) يوسف 29، ولم يأت وصف الخيانة في موضوعات الزنا للزوج أو الزوجة.


ولذلك فإن وصف زوجتي النبيين نوح ولوط بالخيانة لا يتعلق بالخيانة الزوجية، بل بخيانة الإيمان برسالة زوجيهما: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنْ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) التحريم 10، ويدل على ذلك أنهما المثل في الكفر بالله بالنسبة للكافرين، مقابل امرأتين هما المثل في الإيمان بالله بالنسبة للمؤمنين: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ. وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنْ الْقَانِتِينَ) التحريم 11-12.


كما وصف المنافق بالخيانة وهو الذي يخفي الكفر ويظهر الايمان وقد تفضحه عيناه التي تعكس الكفر الذي في الصدور، والله هو الأعلم: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) غافر 19.
وقد دعا تعالى المؤمنين بالطاعة لأوامر الله ورسوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) الانفال 24. 


ثم نهاهم تعالى عن خيانة الله ورسوله في أماناتهم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) الانفال 27.
قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) الحج 38، ووصف خوان كفور يرتبط بالكفار، وكلمة خوان من الخيانة، فالخائن هو الذي يرتكب الخيانة، أما الخوان فهو هو صيغة مبالغة في الخيانة، وكلمة كفور من الكفر، أما الكفور فهو صيغة مبالغة في الكفر.


ووصف خوان أثيم يرتبط بمن يزعم الايمان، فهو ليس خوانًا كفورًا بل هو خوانًا أثيمًا: (وَلا تُجَادِلْ عَنْ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا) النساء 107، ثلاث صفات لهم، يختانون أنفسهم أي يخونون ويخدعون أنفسهم، وخوانًا مبالغة في الخيانة، وأثيمًا مبالغة في الإثم.
ويختان أي يخون نفسه بالخداع، فقد كان بعض المسلمين الأوائل يختانون أي يخدعون أنفسهم في ليالي الصيام، لأن الوقت المتاح للإفطار لا يكفي الطعام والراحة واللقاء مع الزوجة، وكان يحدث لقاء الزوجين وفيه تجاوز لوقت الافطار، وجاء التعديل من الله تعالى تيسيرًا بجعل وقت الافطار من المغرب الى الفجر: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ) البقرة 187.


وفعل يختان يكون بين الشخص ونفسه، أما الخيانة فتكون بين الشخص وغيره، فالخيانة بكل معانيها تدل على النقص والانحراف عن الحق، ولذلك قرر تعالى أنه لا يحب الخائنين: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ) الأنفال 58.


الخيانة هى كسر الثقة وتحدث من خلال فعل ضد الأخلاق والقيم، والخيانة في اللغة من المصدر خان، ومادة "خ، و، ن" لغويًا تدل على النقص، كنقصان الوفاء والأمانة، فالخيانة تتناقض مع الأمانة والتي إما أن تؤدى وإما أن يخونها الإنسان. 


وللخيانة أنواع وأشكال متعددة، ومنها خيانة العهد أي نقضه، فقد عقد النبي عليه الصلاة والسلام معاهدات سلام مع القبائل، وبعضهم كان ينقض العهد ويهاجم المدينة، فجاء الأمر بأن يعلن لهم على السواء أنهم ناقضون للعهد وخائنون له: (وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ) الأنفال 58.


كما تم وصف الكفار بالخيانة: (وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) الأنفال 71، أي إن كفرهم بك ومكرهم وقتالهم لك لأنهم كفروا بالله من قبل حتى نصر المؤمنين ببدر ومكنهم من الكفار.


ووصف شهادة الزور بالخيانة، فقد شهدت امرأة العزيز على نفسها أنها هى التي راودت النبي يوسف عن نفسه، وكانت شهادتها في حضور الملك والحاشية والنسوة المترفات من أهل المدينة، الوحيد الذى لم يكن حاضرًا هو النبي يوسف عليه السلام، كان في السجن ورفض الخروج منه إلا بعد إظهار براءته، وتمت تبرئته باعتراف امرأة العزيز: (ذَٰلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ) يوسف 52، كانت لا تزال تحبه وتشعر بتأنيب الضمير لما فعلته به، وكانت شهادتها رسالة له أنها لم تخنه في غيابه سجينًا. 


وصف الخيانة في موضوع امرأة العزيز يعني شهادة الزور ولا يعنى الخيانة الزوجية، مع أن امرأة العزيز كانت تخون زوجها حين راودت النبي يوسف عليه السلام عن نفسه، ولم يأت وصفها بالخيانة الزوجية عندما شهد شاهد من أهلها ووصفها بأنها من الخاطئين ولم يقل من الخائنين: (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنْ الْخَاطِئِينَ) يوسف 29، ولم يأت وصف الخيانة في موضوعات الزنا للزوج أو الزوجة.


ولذلك فإن وصف زوجتي النبيين نوح ولوط بالخيانة لا يتعلق بالخيانة الزوجية، بل بخيانة الإيمان برسالة زوجيهما: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنْ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) التحريم 10، ويدل على ذلك أنهما المثل في الكفر بالله بالنسبة للكافرين، مقابل امرأتين هما المثل في الإيمان بالله بالنسبة للمؤمنين: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ. وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنْ الْقَانِتِينَ) التحريم 11-12.


كما وصف المنافق بالخيانة وهو الذي يخفي الكفر ويظهر الايمان وقد تفضحه عيناه التي تعكس الكفر الذي في الصدور، والله هو الأعلم: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) غافر 19.
وقد دعا تعالى المؤمنين بالطاعة لأوامر الله ورسوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) الانفال 24. 


ثم نهاهم تعالى عن خيانة الله ورسوله في أماناتهم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) الانفال 27.
قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) الحج 38، ووصف خوان كفور يرتبط بالكفار، وكلمة خوان من الخيانة، فالخائن هو الذي يرتكب الخيانة، أما الخوان فهو هو صيغة مبالغة في الخيانة، وكلمة كفور من الكفر، أما الكفور فهو صيغة مبالغة في الكفر.


ووصف خوان أثيم يرتبط بمن يزعم الايمان، فهو ليس خوانًا كفورًا بل هو خوانًا أثيمًا: (وَلا تُجَادِلْ عَنْ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا) النساء 107، ثلاث صفات لهم، يختانون أنفسهم أي يخونون ويخدعون أنفسهم، وخوانًا مبالغة في الخيانة، وأثيمًا مبالغة في الإثم.
ويختان أي يخون نفسه بالخداع، فقد كان بعض المسلمين الأوائل يختانون أي يخدعون أنفسهم في ليالي الصيام، لأن الوقت المتاح للإفطار لا يكفي الطعام والراحة واللقاء مع الزوجة، وكان يحدث لقاء الزوجين وفيه تجاوز لوقت الافطار، وجاء التعديل من الله تعالى تيسيرًا بجعل وقت الافطار من المغرب الى الفجر: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ) البقرة 187.


وفعل يختان يكون بين الشخص ونفسه، أما الخيانة فتكون بين الشخص وغيره، فالخيانة بكل معانيها تدل على النقص والانحراف عن الحق، ولذلك قرر تعالى أنه لا يحب الخائنين: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ) الأنفال 58.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط