قام تطبيق واتساب WhatsApp، مؤخرًا بالإعلان عن تحديثا جديد لـسياسة الخصوصيةالخاصة به، والتي ستدخل حيز التنفيذ في أقل من شهرين من وقتنا الحالى، حيث شهدت خدمة المراسلة الشهيرة حصته كبيرة من الجدل في الآونة الأخيرة، والتي تركزت معظمها حول مخاوف المستخدمين بشأن خصوصيتهم على التطبيق، ففي شهر ديسمبر الماضي، كانت شركة التراسل الاجتماعية من بين العديد من الشركات التي تلقت توجيهات هيئة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية FTC، حول حول كيفية استخدامها للبيانات الشخصية الخاصة بمستخدميها وطريقة جمعها.
ولكن في شهر في يناير المنصرم، غيرت "واتساب" شروطها حسبما ذكر موقع "screenrant"، لتشمل مطلبا جديدا ينص على مشاركة معلومات معينة لمستخدميها مع موقع الشركة الأم "فيسبوك"، حيث ادعى أن هذه القاعدة الجديدة ستسمح بتكامل أفضل مع خدمات عملاقة التواصل الأخرى.
ومع ذلك، لا يزال لدى المستخدمين الكثير من المخاوف وإلذي يصل للحد الذي قرر فيه الكثيرون منهم ترك منصة "واتساب"، والبدء في استخدام خدمات منافسة له أكثر أمانا منها تطبيقي سيجنال وتيليجرام، وفي الواقع، كانت الاستجابة سلبية للغاية في الوقت الذي تأخرت فيه الشركة المالكة لتطبيق التراسل الأشهر لدخول السياسة المحدثة حيز التنفيذ، مما تسبب في هروب عدد كبير من مستخدميها.
وكانت خطة شركة "واتساب" في البداية، هي تطبيق نص السياسية المحدثة إجباريا على مستخدمي تطبيقها في الثامن من شهر فبراير الماضي، ولكن بعد موجة الغضب الشديدة التي واجهاتها الشركة من مستخدميها حول العالم في شهر يناير الفائت، اضطراتها إلى التخلى عن تنفيذ شروطها مؤقتا وتأجيلها حتي 15 مايو المقبل، كجزء من خطة جديدة للشركة تعطى فيها مهلة للرافضين فرصة لقبول شروط سياسة الخصوصية الجديدة.
ولم يمر الإعلان عن خطة التأجيل لشهر مايو بسلام، ولكن رافقها تهديدا صغيرا فإذا لم يقبل المستخدمون بنود أحكام "واتساب" الجدبدة بحلول ذلك التاريخ، فسيبدأون في فقدان إمكانية الوصول إلى التطبيق، بادئ ذي بدء، ولكنهم سيستمروا في استقبال الإشعارات وتلقي المكالمات على "واتساب" إلى جانب فقدان إمكانية رؤيتها والرد عليها، ولكن إذا لم يقبلوا الشروط بعد ذلك، في غصون أيان من 15 مايو المقبل، فمن المحتمل ألا يتمكنوا من استخدام التطبيق حتى الموافقة على شروطه.
ومنذ ذلك الحين، تحاول شركة "واتساب" جاهدة لتسهيل على المستخدمين فهم سياستها الجديدة وحثهم على الموافقة على التغيير عن طريق إضافة لافتة جديدة عند الدخول إلى التطبيق والتي ستستمر في تقديم تذكيرات بضرورة قبول التغييرات حتى المهلة المحددة.
ماذا تعني تغييرات واتساب في الواقع؟
تركز التحديثات بشكل أساسي على الشركات التي تستخدم تطبيق الأعمال من واتساب للتواصل مع العملاء، دون أي تغيير متوقع في الطريقة التي يتفاعل بها المستخدمون مع بعضهم البعض، على سبيل المثال، قد يرى مستخدمو هذا الإصدار إعلانًا لنشاط تجاري لتمكينهم من الاستفادة من النسخة التجارية من خدمة التراسل، للتواصل بشكل أفضل مع هذه الشركات المستخدمة للمنصة، وقد يستخدم "فيسبوك" أيضًا الطريقة التي يتفاعل بها الأشخاص مع هذه الإعلانات لدفع الإعلانات المخصصة في المستقبل.
وفي نفس الوقت، سيتم إبلاغ المستخدمين أيضًا بعلامات واضحة إذا كان النشاط التجاري الذي يتحدثون معه يستخدم خدمة استضافة آمنة من "فيسبوك" بالإضافة إلى ذلك، قد يستخدم النشاط التجاري معلومات من محادثات التسوق الخاصة بعملائه بما في ذلك الإعلانات لتحسين الميزات المتعلقة بالأعمال.
ولكن في الحقيقة قد تكون هذه خدعة جديدة من شركة "فيسبوك" وحجة واهية لاستغلال بيانات المستخدمين لدفع الإعلانات المخصصة وجني الإيرادات من خدمة التراسل المجانية لتعويض صفقة الاستحواذ على الخدمة التي قدرت في عام 2014، بـ 19 مليار دولار، والدليل على ذلك أن الشركة ترسل رسالة منبثقة للموافقة على بنود سياستها إلى المستخدمين العاديين بالإصدار الأساسي من منصتها والغير مخصص للشركات.
ولذلك يجب أن يتوخى المستخدمون الحذر من أي تغييرات تتعلق بجمع البيانات واستخدامها عبر التطبيقات على الإنترنت، فمن المفترض أن تكون نصوص سياسة "واتساب" أوضح منذ البداية، ومع ذلك فإذا كان هناك مما يدعو للقلق بشأن هذه التغييرات، فهناك العديد من الإجراءات التي يمكنك اتخاذها، بما في ذلك التخلى عن استخدام "واتساب" نهائيا، والبحث عن بدائل أخرى تهتم بحماية خصوصيتك وبياناتك في المقام الأول.