قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

أنا ورئيس العمليات «1»

×

بين الفينة والأخرى، أحن، شأني شأنالمصريين جميعا، إلى مرحلة التجنيد، وتأخذني الذاكرة لأتسامر مع أصدقائي فيالسرية وزملائي في الوحدة وأقراني في اللواء، أعود لأحمل السلاح وأنا أقفخدمة ملتزما التزاما صارما بالتعليمات بضرورة اليقظة الهائلة والحرص كلالحرص من أن يقترب شخص من مكان خدمتي، كان أثناء ذلك يمر علينا الضباط لكييتأكدوا من أداء العمل على أكمل وجه، ولم أكن أسمح لأي من الضباط، حتى علىمعرفتي له، إلا أن يذكر كلمة السر، وساعتها أسمح له بالاقتراب، كان هذاالالتزام من جانبي، والذي كان يشاركني فيه بالطبع زملائي، مضرب مثل فيالكتيبة.

أعود بين الفينة والأخرى لتلك الشهور التي قضَّيْت فيهاالخدمة العسكرية لتأمل وجوه الزملاء وضباط الصف وأصحاب الدرجات المختلفة،وأتأمل كذلك الضباط والقادة، وتلك المواقف التي جمعتني بالنماذج المختلفةمنهم، وكيف استفدت استفادة هائلة من هذه الشهور، وكم الخبرات التي تراكم،إضافة للالتزام الصارم الذي خضعنا له فاستقر في شخصيتنا.

هناك شخصية تركت أثرا كبيرا في نفسي، شاءت الأقدار أنتنتقل هذه الشخصية إلى الوحدة التي كان قد تم ترحيلي لها في نفس وقت وصولهتقريبا، وبمجرد أن وصلت للوحدة تم توزيع لأكون أحد أفراد سرية "الرياسة"تلك التي كان يرأسها "ضابط شرف"، وانخرطت في السرية مع زملائي، وكان بهاأحد زملائي في قسم اللغة العربية وآداب بكلية الآداب جامعة المنصورة والذيكان قد تم تجنيده قبلي بدفعة، ولقد أحسن استقبالي بعدما تعرف عليّ بصعوبة،حيث كنت قبل التجنيد صاحب شعر طويل ملفت، فتغيّر وتبدّل شكلي على الزميلوأنا حليق الشعر التزاما بالتقاليد العسكرية المصرية.

مجرد أن تسلم الوافد الجديد مهام عمله كرئيس للعمليات فيالوحدة؛ كان لابد أن يطمئن على سير العمل في مكتب العمليات الذي كان الجنديالمسؤول فيه على وشك الانتهاء من الخدمة العسكرية فكان لابد أن يقومبتدريب زميل جديد ذي مواصفات خاصة ليقوم بعمل ذهني مركز فاتجهت الأعينللقادمين الجدد لكي يتم تدريب من تتوفر فيه تلك الصفات المطلوبة لمثل هذاالعمل، وبعد اختبارات تنافستُ فيها مع عدد من الزملاء من خريجي الجامعةاختارني لأقوم بأعمال مكتب رئيس العمليات الجديد الرائد، آنذاك، جمال محمدإسماعيل، هذا الاسم الذي سيلازمني، ليس فقط في مرحلة التجنيد، بل طوال رحلةحياتي حتى اللحظة.

انخرطت في عمل مكتب العمليات، وكان لابد أن أتفوق، فجلستساعات طوال على المكتب أدرب نفسي على المهام التي سأقوم بها، هذا الذي كانيأخذ طوال النهار وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم الجديد، وكنت في عمليةالمذاكرة والتدريب هذه على تواصل مع رئيس العمليات طوال الوقت، الذي كانقد طلب مني أن أحفظ كل تفصيلة في المكتب وعمله وكل شيء يمكن أن يصبح مهمةمستقبلية، هذا الذي عملت عليه وبرعت فيه لدرجة ملفتة، هذا الذي، نظرالتواصلي مع اللواء التابعة له وحدتنا، جعل مكتب عمليات اللواء يطلبني بصفةشخصية لأكون أحد أفراده، وهنا طلبني رئيس عمليات الوحدة ليسألني: هل هناكمن تحدث معي من اللواء لكي أنتقل إليه؟ وهل هناك علاقة تربطني بأحد هناك؟هذا الذي نفيته وأكدت لسيادته أنني لا أعرف هناك، من خلال العمل، إلاالضابط المسؤول عن مكتب العمليات، الذي لم يحدثني في ذلك، وهنا سألنيالقائد سؤالا مباشرا: هل تريد الانتقال إلى اللواء أم البقاء معنا؟ فكانتإجابتي: أنا عسكري يا فندم، وأي مكان يتم وضعي فيه ستكون فيه مهمتي، وليسلي من اختيار.

لمحت ابتسامة تحاول مجتهدة، ولكنها فشلت، أن ترتسم على شفاالرجل، الذي بادر: لو افترضنا أن لك الحق في الاختيار .. هل تريد الانتقالإلى اللواء أم تستمر هنا في الوحدة؟. فجاءت إجابتي أتمنى أن أستمر معحضرتك. انتهى اللقاء وأذن لي بالانصراف وبقيت في مكتب عمليات الوحدة.

يتبع!.