قال الدكتور مجدى عاشور، مستشار مفتى الجمهورية، إن النية هي القصد، وعرَّفها الفقهاء: بأنها قصد الشيء في حالة الاقتران بفعله، ومحلها القلب في جميع العبادات، فلو تكلم المسلم بلسانه بخلاف ما نوى في قلبه، كان الاعتبار بما نوى بقلبه، لا بلسانه، لما رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى؛ فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ".
وأضاف "مستشار المفتي" ردا على سؤال مضمونه "هل يجب التلفظ بالنية عند الصلاة؟" أن الفقهاءاختلفوا حول المفاضلة بين التلفظ بالنية وترك التلفظ بها، فذهب الجمهور من الحنفيَّة والشافعية والحنابلة إلى أفضلية التلفظ بها؛ باعتباره قد أتى بها في القلب وهو محلها، ثم زاد فنطق بها. كما ذهب المالكيَّة إلى مشروعية التلفظ بها، وقالوا بأن الأَوْلَى ترك التلفظ، إلا في حالة المُوَسْوِس فإنه يستحب له ذلك حتى يذهب عنه اللبس.
وأوضح أن دليل الجمهور أنه قد ثبت تلفظ النبي صلى الله عليه وسلم بالنية في عدة مواقف عند إنشاء العبادة ، ومنها ما روته السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ، قالت: دخل عليَّ النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: " هل عندكم شيء ؟ " فقلنا : لا، قال : " فإني إذن صائم".
وأكد أنه لا يجب على المصلي التلفظ بالنية، وإنما يستحب له ذلك عند جمهور الفقهاء؛ لأنه قد أتى بها في محلها وهو القلب، ثم أتى بها باللسان زيادةً في الكمال وجمعًا للهمَّة في الصلاة وقطعًا للوسواس، ولكن لا ينبغي الجهر بالنية إلا بمقدار ما يُسمِع الإنسانُ نفسَه حتى لا يُشوِّش على غيره