على طريقة "أكمل القصيدة" استطاع كاظم الساهر أن يختبر أصحاب الادعاءات بأنها لهم، وفي كل مرة كان يفشل الكاتب في إكمال "أنا وليلى" حتى قاده ابن خالة حسن المرواني إلى صاحب القصيدة الأصلي، الذي استأذنه في غنائها، وبعد 8 أعوام من البحث خرجت إلى النور.
سمَّى الساهر ألبومه "أنا وليلى" الذي أصدره عام 1998 باسمها، لكن الحقيقة أنها كانت بداية لسلسلة أخرى من الادعاءات طفت على السطح بعد النشر.
كان أول من ادَّعى كتابته للقصيدة هو الشاعر "الحلي" هادي التميمي، كما ذكر فيلم وثائقي عن القصيدة أنتجته قناة "العراقية".
وكشف "الحلي" عن مسودات القصيدة التي كتبها على ورق دفتر مدرسي قديم من عام 1956، قائلًا إنه كان قد كتب القصيدة فيه، وأطلق عليها عنوان "رسالة إلى أسماء"، ضمن ديوان بخطه فقده عام 1959.
وفي إذاعة بغداد حلَّ الشاعر قيس مجيد علي ليدعي كتابته للقصيدة، التي احتلّت بعدما غنّاها القيصر المركز السادس بين أفضل 10 أغانٍ في العالم، في استفتاء لهيئة الإذاعة البريطانية BBC.
فيما ادَّعى كاتب آخر أنها له، وأكد أنه لا يطلب الإشارة إلى أنه صاحبها ليقوم بطباعة ديوان باسم أنا وليلى، ويصبح ثالث الدواوين التي تحمل الاسم ذاته بعد الديوان المزعوم لـ"التميمي" وديوان "الشطري".
أما المرواني "وهو الكاتب الأصلي" فقد صرَّح في فيلم وثائقي بأنه كان يسعد حين يسمع أن قصيدته يتغنَّى بها في حفلات وندوات ولم يشعر بغضاضة، لأنها لم تنسب له، بل قال "كنت أسمع ذلك ولا أجد غضاضة، بالعكس، كنت أجد فيها عزاء لجراحي، هذا الشيء الذي أتألم منه يحبه ويفضله آخرون ويسرقونه".
دافع زملاء حسن المرواني عنه تجاه كل تلك الادعاءات، حتى إن أحدهم قام بإرسال برنامج للحفل الذي ألقى فيه المرواني، عام 1971، قصيدته لأول مرة، ولذي احتفظ به إلى إحدى الصحف، ليؤكد أن "المرواني" هو الكاتب الأصلي لتلك القصيدة.
أما كاظم الساهر فكان رده قاطعًا بأن المرواني هو الشاعر الذي كتب رائعة "أنا وليلى"، وكشف أن 6 شعراء ادعوا أنها لهم، حتى إن البعض قال إن صاحبة القصة الأساسية كان اسمها سندس، وإن ليلى اسمٌ افتراضي، الأمر الذي حسمه المرواني قائلًا: "ببساطة الفتاة المعنية بالقصيدة اسمها ليلى، ولا شيء غير ليلى، اسمها الحقيقي ليلى"".
الساهر لم يكن أول من غنَّى قصيدة أنا وليلى لحسن المرواني، بل سبقه العديد من المطربين في غنائها، كان أولهم أكرم دوزلو، عام 1974، أي قبل قرابة 24 عامًا من غناء القيصر لها.
وقال كاتب القصيدة إنه لم يعطِها لأحد ممن غنوها قبل كاظم الساهر، بل هي التقطت من يده بعد إلقائه لها مباشرة، عام 1971، وطُبعت في مطابع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وتم تداول قصة أخرى عن القصيدة وهي:
"يقول كاظم الساهر عندما قرأت كلمات ( أنا وليلى ) بقيت أبحث عن الشاعر خمس سنوات
و عندما نشرت نداء وإعلان لمعرفة مؤلف تلك القصيدة وجدت كاتب القصيدة رجل فقير مسكين
وهو أستاذ لغة عربية يدرس في إحدى المناطق النائية ببغداد فعندما جاءني جلب لي القصيدة كاملة 355 بيت شعر و كان كل من يدعي أن هذه قصيدته يجلب لي بيتان أو أربعة أبيات من القصيدة
فلما جاء حسن المرواني إلى الأستوديو وبدأت بتلحين القصيدة بدأ بالبكاء .....
وقال لي أنا لست شاعرا....
لأنني كتبتها تعبيرا عن حالة إنسانية مررت بها أيام الدراسة الجامعية لقد أعدت لي الذكريات.
كما يتداول العراقيون قصة أخري حول القصيدة تقول أن حسن المروٍآني من العراق من مدينة ميسان كآن شاب من عآئله فقيرة جدًا . . كآن يشقى ويدرس، ومرت الأيآم و أصبح من الطلاب المجتهدين في جامعه بغداد كليه الآداب كان أنسانً بسيط متساهل صاحب لسآن وكلمآت برٍآقة بسيط اللباس ولكن داخله كنوزً ومآس ، وقعت أنضاره . . على فتآة تسمى ليلى . . فأحبهآ . . وأحبته . . و أتفقوا على الزوآج بعد التخرج . . وفي آخرٍ سنه . . من العآم الدرٍآسي . . أتت ليلى ومعهآ خطيبهآ . . أنصدم حسن المرٍوٍآني . . بعدها ترك الدراسه لفترة زمنية . . ومن حسن حظه أنه لم يُرقن قيده .
وفي يوم التخرج . . دخل حسن المرٍوٍاني يرتدي قاطًا أسوٍد . .ولكن الدمعه مخنوقة بأعجوبة . . مكابرة يا مروٍاني . . .. المهم . .سلم على الأصدقاء وجلس معهم قليلًا من الوقت . . قبل ذلك بيومين قآل حسن المرٍواني لصديقة . . أشرف الكاظمي . . انهُ كتب قصيدة . . لكن ليس بوسعه ان يقرأها فقال له اشرف . . سنرى عزيزي .. من الأعز( ان تقرأها ام تخسرني) وبعد نصف ساعة من جلوس حسن المرواني على الطاولة مع اصدقائه. . الا وصوتً ينادي . . ستسمعوٍن الآن يا أخوان . . قصيدة من حسن المرٍوٍاني . .فوقف حسن مندهشً . . و الأنظار تلتفت إليه . . أجبرته تلك الأنظار على النهوض فمسك المكروفون . .وقآل . . سألقي لكم قصيد تي الأخيرة . . . في هذه المسيرة . .فلتفت . . ونضر الى الحبيبة بنظرٍات محزٍنه وخطيبها يقف جنبهآ . .
وقآل . .
ماتت بمحرٍاب عينيك ابتهالاتي . . و استسلمت لرياح اليأس راياتي . .
جفت على بابك الموصود . . أزمنتي ليلى ومآ أثمرت شيئً ندائاتي .
فبكت ليلى وذهبت وجلست في المقعد الأخير . . .
ودموعهآ تحرق وجنتيها . . .
فنظرٍ أليهآ من جديد . . ونظرة سريعه الى الخطيب وقآل . .
عآمآن مآ رفني لحنً على وترًا . . ولا أستاقت على نورً سماواتي .
أعتق الحب في قلبي و أعصرهُ . . . فأرٍشف الهم في مغبرِ كاساتي . .
قالت يكفي يا مرٍوٍاني . . ارجوك . .
ضعف مرواني واراد ان يترك المايكرفون الا ان اشرف
صرخ أكمل ..
نزلت أول دمعة من دموع حسن المروآني وبدأت عينه بالأحمرٍآر . .
وقآل . . ممزقً أنا . .لا جاهً ولا ترفً .. يغريكِ فيآ . .فخليني لآهاتي . .
لو تعصرين سنين العمرٍ أكملها .. لسال منها .. نزيفً من جرٍاحاتي ..
فأشآر أليهآ بأصبع الشهآدة وبكل حرٍآرة .. وقآل
لو كنتُ ذآ ترفً ما كنتِ رافضتًا حبي . . ولكن عسرٍ الحآل فقرٍ الحآل ضعف الحال مأسآتي .
عآنيت عآنيت ... لا حزنٍي أبوح بهِ ولستي تدرين شيئً عن معآنآتي . .
أمشي و أضحك . .يآليلى مكآبرتًا . . علي أخبي عن النآس أحتظآرٍآتي ..
لا النآس تعرٍف ما أمري فتعذرهُ ولا سبيل لديهم في موٍآسآتي . . .
يرٍسوٍ بجفنيَ حرٍمآنً يمص دمي .. ويستبيحُ اذا شآء ابتسآمآتي . .
معذورتً ليلى . . أن أجهضتي لي أملي ..لا الذنب ذنبك . . بل كآنت حمآقآتي . .
أضعت في عرب الصحرٍآء قآفلتي وجئت ابحث في عينيك عن ذآتي . .
وجئتُ أحضآنك الخضرٍآء ممتشيًا كالطفل أحملٌُ أحلامي البريئآتي . . .
غرستي كفك تجتثين أوردتي . . وتسحقين بلا رفقً بلا رفق مسرٍآتي . .
فبكى أشرف . . . وقبل حسن . . وقال أكمل
فقآل وآآ غربتآآه مضآعً هآجرت مدني عني .. ومآ ابحرت منهآ شرٍآعآتي ...
وصرخ نفيت و استوطن الأغرٍآب في بلدي ودمرو كل اشيآئي الحبيبآتي . .
فكل من كآن موجود بالقآعه قد بكى على الكلمآت وعلى شكله . .
فلتفت عليهآ وقآل .. خآنتكِ عينآكِ . . في زيفً وفي كذبً . .
ولتفت على خطيبهآ وقآل . . أم غرك البهرٍج الخدآع . . .
مولآتي . . .
فرٍآشةً جئت ألقي كحل أجنحتي لديك فحترقت ظلمًا جنآحآتي . .
أصيح و السيفُ مزرٍوعً بخآصرٍتي و الغدر حطم آمآلي العريضآتي . .
وقالت وهي فائضه بالدموع .يكفي أرجوك حسن أرغموني على ذلك . .لأنهُ ابن عمي
. .فصرخ . .
و أنتي ايضآً ألا تبت يدآكِ . . أذا أثرتي قتليآ و استعذبتي أنآتي . .
مللي بحذف أسمك الشفآف من لغتي أذًا ستمسي بلا ليلى . .
ليلى . . فلتفتت .. وقآل . . حكآيآتي . .
فترك المكيرفون وأحتضنه أشرف . .
وقبله وقآل له . . يآويلي . .
قد أدمع عين النآظرين أليه .. ودمج الأذنين مع البكآء
وخرج و بعد خمس دقآئق . .أغمى على ليلى .
ونقلوها للمشفى . . ورجعت بحآلة جيدة . .
ولكن كآن لهآ أبً قاسيًا جدًا .. وخطبهآ لأبن العم ..
فذهب ابن العم لحسن المرٍوٍآني وهو يبكي وقآل . .
أنا اسف ماكنتُ اعرف بهذا . .والله . .
قد جرت احداث هذه القصة في سنة 1979 ..
ورحل حسن المرٍوٍآني وسآفر الى الأمآرآت بسببهآ .. وبقى هنآك أكثر من 16 عاما ..والى يومنا هذا.
اما القصيدة فقد خُطت على جدار جامعة بغداد وهي موجودة إلى الأن تخليدا "لذلك الحب الرائع المحزن.... تحياتي .. ولا عزاء لمن فقد حبيبه فقد صار العذاب والشعر طبيبه".