في مارس من كل عام تحل علينا ذكرى عزيزة لشخصية مصرية أسوانية حفرت اسمها بأحرف من نور بين عظماء العالم ليكون واحدًا من العلامات المضيئة البارزة التي يتوارث تاريخيها أجيال وأجيال، جيلًا بعد جيل أنه ابن محافظة أسوان عروس الجنوب وعاصمة الشباب والإقتصاد والثقافة الإفريقية بالقارة السمراء عملاق الأدب المصرى والسياسي والمفكر الأديب الراحل عباس محمود العقاد والذى تحل علينا الذكرى الـ 57 لرحيله.
وفى هذا الإطار يلقى " صدى البلد " الضوء على حياة وشخصية عباس العقاد أحد البارزين ممن أبدعوا فى مجال الأدب وأثروا الحياة الثقافية والفكرية فى المجتمع، حيث توفى فى 12 مارس من عام 1964 ، فيما ولد فى 28 يونيو عام 1889 ، وكان العقاد نموذجًا يحتذى به فى الكفاح، حيث إنه علم نفسه بنفسه فتفوق وأبدع ، ليظل حتى آلان قامة وقيمة عظيمة فى تاريخ الأدب المصرى والعربى والعالمى.
اقرأ أيضًا :
محافظ أسوان يفتتح ملتقى ثقافة المرأة ضمن مشروع أهل مصر.. شاهد
مقتنيات العقاد :
وفيما يخص مقتنياته فى أسوان، تم نقل غرفة نومه من شقته بمصر الجديدة إلى مكتبته بأسوان، على كورنيش النيل، بالإضافة إلى جزء من صالون العقاد الذى كانت تقام فيه الندوات، وبعض الصور التى كانت بحوزة أسرة الأديب الراحل، والشهادة التقديرية التى منحها له الرئيس السابق حسنى مبارك.
وتوجد لعملاق الأدب العربى "العقاد" مقبرة خاصة به وضعت فى موقع تم تسميته بميدان العقاد بمدينة أسوان، كما تم تصميم تمثال من قبل وزارة الثقافة وتم وضعه فى هذا الميدان تخليدًا لذكراه.
وأشار ابن شقيق عملاق الأدب إلى أنه بعد وفاة العقاد طلبت دولة الكويت شراء مكتبته ومؤلفاته، لكن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر أرسل لجنة من وزارة الثقافة لمعاينة المكتبة وجردها، وإعداد تقرير عنها، واستمر عمل اللجنة آنذاك شهرين متواصلين، وقدرت قيمتها وقتها بمبلغ 5 آلاف جنيه فى سنة 1965 تقريبًا، ثم تم تسليمها للهيئة المصرية العامة للكتاب، ومعها تمثال برونزى نصفى للعقاد فى سن الشباب، صممته له كلية الفنون.
وتم وضع المكتبة في الهيئة بصالة كبيرة تضم مكتبات العقاد وطه حسين وقوت القلوب، وتم تسليم آخر قلم كان يكتب به العقاد يومياته والعدسة المكبرة وترابيزة صغيرة كان يكتب عليها اليوميات.
وقال عبد العزيز العقاد إن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أرسل لجنة من وزارة الثقافة لمعاينة المكتبة وجردها، وإعداد تقرير عنها، واستمر عمل اللجنة آنذاك شهرين متواصلين، وقدرت قيمتها وقتها بمبلغ 5 آلاف جنيه فى سنة 1965 تقريبًا ، ثم تم تسليمها للهيئة المصرية العامة للكتاب، ومعها تمثال برونزى نصفى للعقاد فى سن الشباب، صممته له كلية الفنون، وتم وضع المكتبة فى الهيئة بصالة كبيرة تضم مكتبات العقاد وطه حسين وقوت القلوب، وتم تسليم آخر قلم كان يكتب به العقاد يومياته والعدسة المكبرة وترابيزة صغيرة كان يكتب عليها اليوميات.
حياة العقاد الفكرية والعلمية :
وفى سرد لحياته نجد أن "العقاد" اعتمد على ذكائه وصبره وإصراره علي التعلم والمعرفة حتى أصبح صاحب ثقافة موسوعية لا تضاهى أبدا ليس بالعلوم العربية فقط وإنما العلوم الغربية أيضا، حيث أتقن اللغة الإنجليزية من مخالطته للسياح الوافدين على محافظتي الأقصر وأسوان، ما مكنه من القراءة والاطلاع علي الثقافات البعيدة.
ليصبح عباس العقاد زعيمًا مصريًا أسوانيًا للأدب العربى، وتظل مسيرته العطرة والحافلة من الأرقام القياسية التى حققها وأصبحت كتاباته ومجلداته العلمية والأدبية باللغات المختلفة شاهدة على شخصية بارزة أحبت النجاح بعزيمة وإصرار الأبطال.
وأوضح عبد العزيز العقاد ابن شقيق عملاق الأدب أن العقاد يرجع إلى العراق، حيث أنه ذو أصول كردية جاءت أسرته إلى مصر واستقرت في محافظة دمياط، وكان جده يعمل في غزل خيوط الصيد لذلك اكتسب لقب العقاد وأصبح لقبا لعائلته، ثم أستقرت العائلة فى محافظة أسوان.
والتحق العقاد بمدرسة المواساة الابتدائية، وذات يوم وأثناء زيارة الإمام محمد عبده للمدرسة طلب الاطلاع وقراءة بعض المقالات التي يجتهد التلاميذ في كتابتها، فقرأ المقال الخاص بالتلميذ "عباس محمود العقاد"، وفى ذلك الحين قال جملته الشهيرة التى أثرت فى حياة العقاد "حرى بهذا الطالب أن يكون كاتبًا فذًا"، وصدقت نبوءة الإمام محمد عبده، وصار العقاد كاتبًا عظيمًا .
وقام العقاد بإنهاء تعليمه عند المرحلة الابتدائية، وعمل كاتبًا فى هيئة البريد بأسوان، ولكنه كان مطلعًا ويحب القراءة، لذلك حاول أن يثقف ذاته بالقراءة في جميع المجالات حتى أصبح صحفيًا بصحيفة الدستور في هذا الوقت، ثم انضم إلى حزب الوفد، وكان صديقًا مقربًا لسعد زغلول.
وكان العقاد حريصا على تعلم العديد من اللغات، حيث كان يجيد 9 لغات منها الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والعبرية والألمانية، وغيرها من اللغات الأخرى، وكان دائمًا يتحدى أن يجيد أحد من أهل الدول التي يتحدث بلغاتها أفضل منه.
وعمل بالتدريس لفترة، ثم عاد إلى الاشتغال بالصحافة في جريدة الأهالي سنة 1917، وأخذ يتنقل من جريدة لأخرى، فالتحق بجريدة الأهرام سنة 1919 واشتغل بالحركة الوطنية التي اشتغلت بعد ثورة 1919، وأصبح العقاد هو الكاتب الأول لحزب الوفد، والمدافع عنه أمام خصومه، وعمل العقاد أيضًا في جريدة البلاغ وروز اليوسف، والهلال، وأخبار اليوم، ومجلة الأزهر.
بعد أن عمل بالصحافة، صار من كبار المدافعين عن حقوق الوطن في الحرية والاستقلال، فدخل في معارك حامية مع القصر الملكي، مما أدى إلى ذيع صيته واُنْتخب عضوًا بمجلس النواب، وسجُن بعد ذلك لمدة تسعة أشهر عام 1930 بتهمة العيب في الذات الملكية؛ فحينما أراد الملك فؤاد إسقاط عبارتين من الدستور، تنص إحداهما على أن الأمة مصدر السلطات، والأخرى أن الوزارة مسئولة أمام البرلمان، ارتفع صوت العقاد من تحت قبة البرلمان على رؤوس الأشهاد من أعضائه قائلًا: «إن الأمة على استعداد لأن تسحق أكبر رأس في البلاد يخون الدستور ولا يصونه»،
ومن إنتاجه النثري كتب "الفصول، ومطالعات في الكتب، والحياة، ومراجعات في الأدب والفنون"، ثم كتب سلسلة "سير الأعلام، والشخصيات الإسلامية"، ومنها سلسلة العبقريات "محمد والصديق وعمر، وسيرة سعد زغلول"، كما اتجه إلى الفلسفة الإسلامية فكان كتابه "الله" ثم "الفلسفة القرآنية" ثم "إبليس" ثم "الإسلام وأباطيل خصومه"، كما تعدت مؤلفات الكاتب الكبير 15 ألف مقالة والمائة مؤلف و10 دواوين في الأدب واللغة والنقد والتاريخ والاجتماع والسياسة والتراجم، وله أربعون كتابًا في الإسلاميات على رأسها العبقريات الشهيرة التى بدأها بعبقرية سيدنا محمد (ص) ثم الخلفاء الراشدين، وله عدة مؤلفات فى الدفاع عن الإسلام.
مرحلة التعليم :
كان عباس العقاد قد التحق بمدرسة المواساة الإبتدائية، وذات يوم وأثناء زيارة الإمام محمد عبده للمدرسة طلب الاطلاع وقراءة بعض المقالات التي يجتهد التلاميذ في كتابتها، فقرأ المقال الخاص بالتلميذ "عباس محمود العقاد"، وفى ذلك الحين قال جملته الشهيرة التي أثرت في حياة العقاد "حري بهذا الطالب أن يكون كاتبًا فذًا"، وصدقت نبوءة الإمام محمد عبده، وصار العقاد كاتبًا عظيمًا.
وأنهى العقاد تعليمه عند المرحلة الإبتدائية، وعمل كاتبًا في هيئة البريد بأسوان، ولكنه كان مطلعًا، ويحب القراءة لذلك حاول أن يثقف ذاته بالقراءة في جميع المجالات حتى أصبح صحفيًا بصحيفة الدستور في هذا الوقت ، ثم انضم إلى حزب الوفد ، وكان صديقًا مقربًا لسعد زغلول.
وحرص على تعلم العديد من اللغات حيث كان يجيد 9 لغات منها الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والعبرية والألمانية، وغيرها من اللغات الأخرى، وكان دائمًا يتحدى أن يجيد أحد من أهل الدول التي يتحدث بلغاتها أفضل منه.
ويعد العقاد من أصول كردية بالعراق حيث جاءت أسرته إلى مصر واستقرت في محافظة دمياط، وكان جده يعمل في غزل خيوط الصيد لذلك اكتسب لقب العقاد وأصبح لقبا لعائلته، ثم استقرت العائلة في محافظة أسوان.
منزل العقاد :
قال ابن شقيق العقاد أنه تم إنشاء بيت العقاد فى عام 1948 على مساحة 220 مترا بنظام الحوائط الحاملة ومكون من 3 أدوار ولم يشهد أى أعمال إحلال وتجديد ، فيما عدا بعض الدهانات حيث قام الكاتب الراحل بأول زيارة للبيت فى عام 1950، وكان يلتقى بمحبيه وزائريه فى الدور الأرضى للمنزل بشكل سنوي حيث كان يعقد حلقات الأدب واللقاءات والدواوين الشعرية معهم.
تخليد ذكرى العقاد :
تخليدًا لذكرى عملاق الأدب العربي نجد أنه تم تأسيس مدرسة باسم "مدرسة العقاد الثانوية بمدينة أسوان" والتي تأسست قبل 120 سنة بعد أن كانت مقرًا عسكريًا لجيش الاحتلال الإنجليزى، ثم أطلق عليها اسم عملاق الأدب العربى عباس محمود العقاد تخليدًا لذكراه.
فمدرسة عباس محمود العقاد الثانوية العسكرية بنين بدأ البناء فيها عام 1892 وإنتهى 1898، وكانت معسكر قديم لجيش الاحتلال الإنجليزى ثم تحولت إلى مدرسة ابتدائية، وعندما كثر رغبة التحاق الطلاب بالثانوية تحولت إلى أول مدرسة ثانوى من عام 1927 ، وتعد أول مدرسة ثانوية فى أسوان، وأن سبب تسميتها باسم العقاد تخليدًا لذكرى عملاق الأدب العربى بعد وفاته 1964.
وتغير اسمها القديم من "صوان الثانوية"، إلى "العقاد الثانوية ، وهى تعتبر أحد أكبر قلاع التعليم فى أسوان ودائمًا ما تلقى اهتمامًا سواء من المحافظ أو وكيل الوزارة ، كما أن مدرسة العقاد خرجت آلاف الأجيال على مدار تاريخها إلى الآن، وكل عام تخرج أكثر من 600 و700 طالب ثانوية ، وطلاب المدرسة يتبوأون أعلى المناصب سواء داخل مصر أو خارجها بالوطن العربى ومنهم قياديان مهمان.