كعادته خرج بعد العصر إلى قطعة أرض يجلب منها الحشائش لإطعام المواشى، التى يتعايش هو وأسرته من خيرها، لكن طريق نجع حمادى الصحراوى، أمام قرية البطحة جعلها آخر رحلة فى حياة الطفل الصغير الذى حمل عبء رعاية أسرته مبكرًا.
عبدالرازق ناصر عبدالرازق ١٨ عامًا، المقيم مع أسرته بقرية البطحة التابعة لمركز نجع حمادي، منذ نعومة أظافره وهو يحمل هم أسرته البسيطة، كون والده من ذوى الاحتياجات الخاصة ولا يقوى على تدبير نفقات المعيشة، فقد كان السند و الراعى لأسرته بعد الله عز وجل، لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن.
دراسته وحصوله على دبلوم المدارس الصناعية، لم يكن عائقا أمام الإلتزام بأداء واجبه تجاه أسرته المكونة من أب وأم و٤ أشقاء، ينتظرون عودته لتوفير عائد مادى يعينهم على تلبية احتياجاتهم المعيشية اليومية، و تلبية احتياجات المواشى التى يتولى إطعامها لتساعد فى توفير جبن أو ألبان تغنيهم سؤال الناس.
سقوطه شهيدًا أثناء عودته على دراجة نارية محملة بالحشائش، أمام سيارة نقل كبيرة، بعد مغرب يوم الخميس، تسبب فى حالة كبيرة من الحزن بين أبناء قرية البطحة الذين يرون فيه رجلا فى ثياب طفل، عندما قرر أن يتخلى عن طفولته مبكرًا من أجل أسرته البسيطة.
الطريق الصحراوى و غياب الأنوار، رغم المطالبات المتكررة لأهالى قرية البطحة بتوفير كشافات إنارة، كان السبب فى حرمان الأسرة البسيطة من ابنها و مصدر رزقها بعد الله، كما كان سببًا فى إزهاق أرواح الكثير من الأبرياء على هذا الطريق الذى لا تنقطع عنه المواصلات لكن تنقطع عنه الإضاءة بشكل دائم.
وفاة الطفل المكافح أسفل عجلات سيارة نقل متهورة، دفع الكثير من الأهالى لتقديم استغاثات ومطالبات لمجلس قروى الغربى بهجوره و الوحدة المحلية لمركز ومدينة نجع حمادي، لإيجاد حل عاجل للطريق المظلم حقنا للدماء.
اقرأ أيضًا :