قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

متطلبات البيئة العالمية الحاضنة للحوار


خلقنا الله سبحانه وتعالى متعددين متنوعين في كل شيء، في: اللون، والعرق، والدين، واللغة، والفكر، والثقافة، والإمكانات، والمهارات... ليكمل بعضنا بعضا.

لقد جاء بنا ربنا إلى الدنيا وسخر لنا كلَّ ما فيها؛ لنتكامل جميعًا في إعمارها، وإسعاد الكون والحياة والإنسان...
ولا سبيل إلى التعاون، والتكامل، والتعاضد إلا بمنهجية ناجعة، تُجلِّي الحقائق، وتوضح وجهات النظر، وتقضي على الغموض واللبس، وتذيب الثلوج والمشكلات، وتقرب المسافات بين سائر البشر...

ومن هنا تبرز الأهمية البالغة للحوار الذي يرتكز على مجموعة من القيم ومن أهمها: التعددية والتنوع، والمسؤولية، والمشترك الإنساني والقواسم المشتركة (الثقافية، والدينية، والأخلاقية، والحضارية،...) بين سائر البشر.
ولا ريب أن هذه القيم كفيلة -حال الإيمان الكامل بها وتفعيلها وتمكينها لتكون منهج حياة- بإيجاد عالَم آمن وخال من الحروب الصراعات والمشكلات، يسوده التفاهم، والإيمان المشترك بأهمية كل منا في الحياة...

ومن هنا تتعاظم الحاجة إلى الحوار في هذه الأونة أكثر من أي وقت مضى، فبعد أزمة كورونا التي أرعبت العالم، وأربكت الدنيا، وكشفت المستور عن هشاشة الحضارات المعاصرة أمام فيروس ضعيف لا يُرى بالعين المجردة، وأعربت عن مرارة استنفاد الجهود والتوجه نحو صناعة الأسلحة وصناعة الحروب والصراعات التي راح ضحيتها ملايين البشر حول العالم بدلا من التكاتف العالمي لحماية البشرية من الأخطار والحروب بكل أنواعها، وكشفت أيضًا عن ضعف الإنسان، وحاجته إلى التعاون والتكامل لإعمار الكون والحياة، وتعظيم قيمة الحوار بين كل الناس؛ ليعلو صوته، ويسود صداه، ويبلغ مداه كلَّ مكان؛ ليكون بديلا عن أصوات الذخيرة والمدافع والقنابل...
إننا في حاجة جد ماسة إلى الحوار المثمر البنَّاء الذي يضع البشرية كلها أمام مسئوليتها... لإعمار الكون، بدلا من تدميره، ونشر الأمن بدلا من الخوف، وإسعاد الحياة بدلا من إتعاسها، ومعالجة مشكلاتها بدلا من تكثيرها...

إننا في مسيس الحاجة إلى حوار جديد، ينطلق من الإيمان الكامل بالتعددية، والمسؤولية، والمشتركات بين البشر، وما أكثرها في هذه الحياة!!.

إننا في حاجة جد ملحة إلى تحقيق فهم أدق لطبيعة الآخر، وخصائصه الثقافية، والدينية، والاجتماعية،... والانطلاق معه من هذا الفهم العميق، وبحاجة كذلك إلى أن نمكِّن الآخر من أن يفهمنا فهمًا دقيقًا يحقق التقارب المنشود، ويقضي على ظاهرة ما يسمى "الإسلاموفوبيا"، ويصحح فهمه الخاطئ عنَّا، والذي كرَّسته مصانعُ الكذب والتدليس على مدار عقود...

يجب على البشر أن يتعاونوا بشكل حقيقي؛ لعلاج مشكلات البشرية وتحدياتها والأخطار التي تهددها قبل فوات الأوان. ولا ريب أن الظرف -الآن- مناسب جدًّا لإيجاد بيئة عالمية حاضنة للحوار والتعاون والإخاء من أجل البناء... فهل نستثمر هذا الظرف؟ المستقبل هو مَن سيحدد الإجابة.