قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

التخريب والتشويه بالقمامة


منذ عدة أيام شعرت باليأس والإحباط ، عندما شاهدت على قنوات التليفزيون منظر ترعة العزيزية بالجيزة وقد قام بعض اهالى المنطقه بإلقاء القمامة من جديد فى الترعه ، وقد شاهدت وشاهد غيرى شكل الترعه والتبطين الذى قامت به الدوله للترع فى مختلف محافظات مصر وشاهدنا منظرا متحضرا لشكل المصارف والترع وهى خاليه من القمامه ، وشعرنا بالارتياح لجمال المنظر واهمية رفع القمامة والحيوانات النافقة من مجارى الترع والمصارف المائيه ، لحماية الناس والأطفال من الإصابة بالأمراض وتجنب الملوثات فى تلك القرى والمحافظات.


ولكن ما أفزعنا وأفزع غيرى من المواطنين ، هو عودة إلقاء بعض المواطنين للقمامه من جديد ، كما لو لم يكن شيء تم من تطوير للقرى التى يقطنون بها ، وهذا ما يجعلنى أتساءل هل المواطنون اعتادت أعينهم على التلوث وعدم تمييز ما هو جميل وما هو قبيح ، هل سلوك النظافه أصبح بعيدا عن فكر وسلوك البعض ونحن فى القرن الواحد والعشرين؟.


وعندما نتعمق فى مشكلات السلوكيات الهدامه بيئيا ، نجد ان العديد من المشكلات البيئة الحاليه واضحه بشكل قوى ، وأكثر مظاهرها وضوحًا هو قبحها ، ألم يكفنا ان العديد من ملاك الأراضى الزراعيه قاموا بتبوير تلك الأراضى وأصبح الزحف العمرانى والزياده السكانيه الرهيبه تدمر المناظر والبيئات الطبيعية.


ونعلم جميعنا ان اهتمام الحكومات جاء متأخرا بالجوانب الجماليه منذ عقود طويله ونحن نعانى من مشكلات القمامه والتقميم ومشكلات تلوث البيئة والقبح الذى محا الكثير من الجماليات فى البيئة من حولنا ، فهل يعقل ان أول حكومه منذ عهود ساحقة تهتم بالجماليات البيئيه وتعمل على حماية المواطنين من الأمراض وتمحو التلوث البصرى الذى اصاب اعيننا منذ الصغر ان يقابل كل هذا من جانب بعض المواطنين المخربين بالاهمال واللامبالاه وبالسلوكيات الهدامة بيئيًا؟


وليست القمامه فقط منظرا غير سار للعين ولكنها تشكل خطرًا على حياة الحيوان والإنسان على السواء.. وبالتالى نجد ان التكلفه السنويه لاستهتار وتخريب بعض المواطنين، مبالغ طائله للتنظيف ورفع ما أفسدته يد بعض المنحرفين أخلاقيًا ، ووفقًا للدرسات العلميه نجد ان أكثر العوامل قوة ومساعدة على تشويه الأماكن بالقمامه هو وجود مصادر أخرى للتشويه ويبدو ان الناس أقل انشغالًا بالتقميم وإلقاء الفضلات فى المناطق التى بها قمامه بالفعل. فالقمامه تولد القمامه ، ونجد ان سلوك بعض المواطنين لدينا خرج عن نطاق تلك الدراسات والعلم الذى يبحث عن حلول للمشكلات البيئيه ومنها مشكلة القمامة.


فنجد ان الترعه كانت تعانى كغيرها من ملايين الترع بمصر من تدهور فى البنية وأطنان من المخلفات والقمامه بمختلف انواعها ، وبعد التطوير ورفع أطنان القمامه والمخلفات وتبطين الترع وإنارة المنطقه وأصبحت منطقه نظيفه ، نجد عودة السلوك الهدام بيئيًا من جديد ، كما لو ان البعض لا يريد أن يرى الجمال أو يشعر بالنظافة.


وهنا أتساءل هل بطرح غرامات ماليه وتطبيق القانون على من يقوم بإلقاء القمامه وسلوك التقميم سوف يمنع هذا السلوك ؟ أم نحن فى حاجة لدراسة الأسباب والدوافع للتعرف على مكنونات تلك السلوكيات لدى بعض المواطنين.


هل تتوافر صناديق للقمامه كافيه داخل القرى وعلى جانبي الترع ؟ هل اماكن وضع تلك الصناديق مناسبه وقريبه من الممواطنين ؟ هل تتوافر عربات رفع المخلفات بصوره دوريه أم هناك تقصير من البلدية؟


هل نحتاج لحملات توعية للحفاظ على حماية الترع والمصارف فى اماكن تجمع الفلاحين والمزارعين داخل القرى؟هل للجهات المسئولة عن المخلفات ورفع القمامه دور فى اعمال المتابعه والصيانه ؟ هل قمنا باستطلاع رأى المواطنين عن أسباب عودة سلوك التقميم من جديد ؟ وما هى أساليب معالجته ؟


للأسف مازلنا ونحن فى القرن الواحد والعشرين والعديد من دول العالم منشغلة بقضايا أخرى تخص مشكلات البيئه والتلوث والاحتباس الحرارى ، مازالت مصر تتبع مشكلة القمامة والحفاظ على نظافة المكان بعد توفير العناية الكامله به ، هناك شيء خطأ لابد من تدخل العلماء والباحثين للحد من تلك السلوكيات الهدامه بيئيًا ، وللحديث بقية.