قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

من «اللفة» لـ ابتدائي .. هتك أعراض الأطفال مأساة مستمرة

متحرش المعادي
متحرش المعادي
×

عدة دقائق تدمر مستقبل طفل أو طفلة، بل عائلة بأكملها، شهوة التحرش والاعتداء الجنسي لم تقتصر على الكبار فقط، بل تخطت أبعد من ذلك ووصل الحال إلى التحرش بالأطفال وصغار السن حتى الرضع لم يسلموا من هذه الظاهرة، حيثتجددت أزمة التحرش بالأطفال ومحاولة الاعتداء الجنسي عليهم، بعد تداول مقطع فيديو على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الإجتماعي، يظهر فيه رجل أنيق يحاول التحرش بطفلة لا يتعدى عمرها 10 سنوات في مدخل منزل بالقاهرة.

ما يجعلنا نتساءل عن السبب الذي يدفع شخص بالغ إلى هتك عرض طفلة صغيرة أو رضيعة لم تبلغ بعد من مفاتن الأنوثة التي قد تثير الشهوة ؟

سبب التحرش بالاطفال
قبل الإجابة عن هذا السؤال، لابد من قراءة هذا الواقع وسرد الحوادث المؤلمة التي تثبت وجود أزمة بالفعل وليس مجرد إدعاء، آخرها ما حدث أمس، عندما تحرش رجل بطفلة تبيع المناديل كان قد استدرجها لمدخل إحدى المنازل في المعادي بالقاهرة، حتى هاجمته سيدة بالإبلاغ عنه ورصد الكاميرات لتصرفه.

لا يوجد تبرير أو عذر لهذا السلوك الهمجي، لكن إن افترضنا –على سبيل الجدل- تبرير هذا الفعل بالحرمان الجنسي الذي قد يعاني منه هذا الشخص نظرا لكونه أعزب أو مراهق لم يذق النشوة بعد! الإجابة لا حيث أكد المقربون منه أنه متزوج ولديه أطفال.

وإن افترضنا أن يكون المستوى التعليمي سببا وراء هذه الظاهرة، فلماذا يقوم رجل بمحاولة التعدي على طفلة، لتتشابه الواقعة مع واقعة أخرى تعرضت لها طالبة بالصف السادس الابتدائى، داخل فصول التقوية بإحدى المدارس في الدقهلية، عقب انتهاء اليوم الدراسى وانصراف زملاؤها، ونفس الحال لمدرس آخر بمحافظة بني سويف تم استبعاده من التدريس على خلفية تحرشه بالطالبات.

حتى وإن كانت طفلة العمارة –جدلا- تشكل عامل إثارة أو لديها من المفاتن ما يثير الشهوة، فكيف يرى المتحرش كل هذا من وراء ملابس المدرسة المهلهلة، فمن المعروف أن الاطفال، لم يعرفوا بعد طريق التبرج أو «الميكب» أو الملابس الضيقة، وحتى إن عرفوها فلن تسمح لهم الأهالى بذلك، ناهيك عن كونهم ريفيات صغار سن، لم يبلغوا مفاتن الأنوثة بعد!

أزمات متكررة
لن يتم الإجابة عن هذا السؤال قبل دراسة جولة آخرى في حوادث تحرش الأطفال لكن هذه المرة أصغر سنا (تحت الـ10 سنوات) وأشد آسفا، حدثت أيضا في عدد من القرى الريفية لكن على يد ذئاب بشرية أكثر توحشا لم تميز في نهشها للأجساد سنا أو جنسا.

الاعتداء الجنسي على الأطفال يمثل 18% من إجمالي الحوادث المتعلقة بالطفل، وفقا لدراسة عن حوادث التحرش بالأطفال في مصر، أعدتها د.فاتن عبدالرحمن الطنباري أستاذ الإعلام المساعد في معهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس، ووفقا للدراسة أيضا فإن 35 % من هذه الحوادث يكون الجاني على صلة قرابة بالطفل الضحية.

تخطى الأمر بيوت العلم ليذهب إلى بيوتا أكثر قدسية وهي بيوت الله، حيث شهد مركز منيا بالشرقية واقعة مٌشينة، عندما قام مبيض محارة، باستدراج طفلة –تبلغ من العمر 5 سنوات- أثناء لهوها أمام المسجد، واصطحبها إلى دورة مياه المسجد وهتك عرضها.

لم يقتصر التعدي على الأطفال للفتيات فقط، ففي المنوفية اغتصب سائق «توك توك» طفلًا 6 سنوات وسط الزارعات، بعد استدراجه بحجة أن والده يريده، وعقب الاغتصاب هدده بالذبح فى حالة الإفصاح عما تعرض له، كما اعترف عامل بالأجرة، 43 عامًا، في قليوب باغتصاب وقتل بنت ابنة عمه، التى تعاني من تأخر عقلى.

نختم جولتنا بفاجعة وحشية يعجز اللسان عن وصفها، لم تحدث في تاريخ تحرش الاطفال، وهي جريمة اغتصاب طفلة رضيعة تبلغ من العمر سنة وثمانية أشهر، على يد ذئب أربعيني -في قرية ديملاش بالدقهلية- استغل حبو الطفلة أمام المنزل ليخطتفها ويعتدي عليها جنسيا بوحشية، متسببا في هتك جهازها التناسلي.

تحليل نفسي
المتحرش يبدو متعلم وفي كامل أناقته، وبعد تداول الواقعة وصل رواد مواقع التواصل إلى معلومات شخصية عنه بما فيها أنه متزوج ويعمل في شركة كبرى وكذلك بعض الصور التي ظهر فيها أثناء أداء الشعائر الدينية، مما أعاد إلى الاذهان سؤال آخر من جديد وهو : "ايه اللي خلاه يعمل كده ؟".

تواصل «صدى البلد» مع د. جمال فرويز الخبير والاستشاري النفسي، خاصة أن الأسئلة تعددت حول الدافع الحقيقي للمتحرش، وشرح فرويز أن هذا التصرف الفردي يندرج ضمن ظاهرة تسمى "بيدوفيليا".

وفسر فرويز أن هذه الظاهرة هي إضطراب جنسي مرتبط بالأطفال دون الـ13 عاما، حيث يولع المتحرش بالتعدي جنسيا على الأطفال مثل هذا السن، نتيجة للحرمان العاطفي أو تعرضه لمثل هذا الفعل في صغره.

وعادة ما تنتشر هذه الظاهرة في الريف مقارنة بالمدن بسبب تقارب البيوت والأهالي في القرى، حيث يخرج الأطفال للعب والخروج في الصباح دون رقابة، ما يجعلهم فريسة سهلة للتحرش.

وضرب فرويز مثالا على هذا المرض وهو لزعيم اغتصاب الأطفال في مصر وما تعرض له في طفولته من هتك عرض جعله يتلذذ باغتصاب الأطفال وقتلهم، وهو رمضان عبدالرحيم منصور الشهير بالتوربيني، الذي قتل ما يزيد عن 32 طفلا من أطفال الشوارع بعد اغتصابهم، كرد فعل لما تعرض له في صغره حيث هُتك عرضه وهو طفل والقي من أعلى القطار فقرر الانتقام من الجميع.