بمناسبة الإحتفال بمولد عقيلة بني هاشم السيدة زينب عليها السلام هذه نبذة عن سيرتها الكريمة الطيبة العطرة ..السيدة زينب صاحبة أعظم وأكرم وأطهر نسب ولم يُعرف شرف حسب ونسب كنسبها الشريف.. فأبيها وليد بيت الله الحرام وربيب بيت النبوة الإمام على بن أبي طالب، إمام المتقين وباب مدينة علم الرسول الكريم وهارونه صلى الله عليه وسلم، ورابع الخلفاء الراشدين المهديين، والمخصوص بتكريم الوجه دون الصحابة الكرام رضي الله عنهم.. حيث إنه لم ينظر إلى عورة قط، ولمولده داخل بيت الله الحرام الكعبة المشرفة.
وفيه قال صلى الله عليه وآله وسلم: "لا فتى إلا علي، ولا سيف إلا سيف ذي الفقار".. وفيه قال أيضا: "جعل الله تعالى ذرية الأنبياء من ظهورهم، وجعل ذريتي من ظهر على".. وقال أيضا: "خلق الناس من أشجار شتى، وخلقت أنا وعلي بن أبي طالب من شجرة واحدة، أنا أصلها وعلي لقاحها وفاطمة غصنها والحسن والحسين فروعها وشيعتنا-أي أهل محبتنا الذين يقدرون فضل الصحابة رضي الله عنهم- أوراقها من تعلق بغصن من أغصانها دخل الجنة ومن تخلف عنها هوى إلى النار"..
والإمام "على" هو أول المؤمنين وأول من نطق بكلمة التوحيد بعد السيدة "خديجة" رضي الله عنها، وأول من صلى مع رسول الله من قبل أن تفرض الصلاة في ليلة الإسراء والمعراج، وهو صاحب السيرة الطيبة العطرة الحميدة والمناقب الفريدة.. وأمها رضي الله عنها هي سيدة نساء العالمين السيدة "فاطمة الزهراء" البتول شبيهة أبيها عليه الصلاة والسلام خلقًا وخلقا..
والمكناة بأم أبيها وهي التي ينادى المنادي يوم القيامة عند مرورها على الصراط فيقول: "يا أهل المحشر غضوا أبصاركم فإن فاطمة الزهراء مارة". وهي التي جاءت منها العترة الطاهرة.. هذا وأما عن جدة السيدة زينب لأمها فهي أولى المؤمنين وناصرة الدين وحاضنة الرسول والرسالة وأولى أمهات المؤمنين وإحدى الكمل من النساء هي السيدة "خديجة بنت خويلد". عليها السلام.
وهي التي قال عنها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بعدما توفيت يوم أن أخذت الغيرة أمنا السيدة "عائشة" رضي الله عنها منها لكثرة ذكر الرسول الكريم لها بعد وفاتها فقالت: "يا رسول الله لقد أبدلك الله بخير منها.. فرد الرسول قائلا: والله ما أبدلني الله بخير منها فقد آمنت بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ منعني الناس، ورزقت منها الولد". وأما عن عمها شقيق أبيها فهو جعفر إبن أبي طالب رضي الله عنه المكني بالطيار صاحب الجناحين في الجنة يطير بهما كيفما يشاءفي الجنة . وهو الذي قال له الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله ( أشبهت خلقي وخلقي يا جعفر ) .
هذا وأما عن أخويها فهما سيدا شباب أهل الجنة وسبطا الرسول وريحانتاه وهما الإمامان الجليلان حبيبا جدهما وقرة عينه. الإمام "الحسن" والإمام "الحسين" عليهما السلام. اللذان قال فيهما صلى الله عليه وسلم: "أحب الله من أحب حسينا.. والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.. من أحبهما فقد أحبني ومن أحبني فقد أحبه الله ومن أحبه الله أدخله جنات عدن خالدا فيها أبدا، ومن أبغضهما فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغضه الله، وأدخله نار جهنم خالدا فيها أبدا"..
.. وأما عن زوجها فهو ابن عمها "عبدالله بن جعفر" باب الجود والسخاء والكرم.. وفوق ذلك كله جدها هو سيد الأنام النبي الحبيب المصطفى العدنان على حضرته وعليهم أفضل الصلاة وأتم السلام، إمام الأنبياء وسيد المرسلين وصفوة خلق الله تعالى أجمعين المرسل من الله تعالى رحمة للعالمين..
إنها.. السيدة "زينب" الست الرئيسة والمشيرة عليها السلام. صاحبة المناقب الحميدة والسيرة الطيبة الكريمة.. ولدت رضى الله تعالى عنها في المدينة المنورة في شهر جمادي الأولى في السنة الخامسة من الهجرة النبوية المباركة، وقيل في شهر شعبان، وكان جدها المصطفى صلى الله عليه وسلم في سفر فرفض أبيها الإمام "على بن أبي طالب" أن يسميها لسفر جدها المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقال: "لن نسميها حتى يسميها جدها المصطفى صلى الله عليه وسلم"..
وعندما رجع من السفر توجه إلى بيت السيدة "فاطمة الزهراء" عليها السلام كعادته، كلما عاد من سفر، وحمل حفيدته وقبلها وحنكها بريقة الشريف وضمها إلى صدره الشريف، وقال لأبيها: "يا على بما أسميت ابنتي.. فرد الإمام قائلا: يا رسول الله ما كان لي أن أسميها حتى تسميها. فقال صلى الله عليه وسلم. وأنا ما كنت مسميها حتى يسميها الله تعالى".
هنا جاء الأمين جبريل عليه السلام بتسميتها من الله تعالى وقال لقد سماها الله تعالى "زينبا". هذا وللسيدة "زينب" كنيات عديدة عرفت بها وأطلقت عليها منها، عقيلة بني هاشم، وصاحبة الشورى، ورئيسة الديوان، وأم هاشم، وأم العواجز والمساكين، والمغيثة والطاهرة، والكريمة، وسيدة أهل الصبر والرضا والاحتساب.
فرضي الله تعالى عنها وعن آل بيت الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. رزقنا الله تعالى محبتهم وحشرنا في زمرتهم.