عقد المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية جلسة رسمية صباح الخميس، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بالمقر البابوي في دير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، يحضور ٩٧ عضوًا، واعتذر عن الحضور عددٌ من الأعضاء بسبب قيود السفر المفروضة في بعض الدول مثل إنجلترا وكندا وأستراليا، والبعض الآخر بسبب الظروف الصحية الخاصة، وقد فوضوا أعضاءً آخرين من الحاضرين لتمثيلهم في التصويت والتوقيع على مايصدر من المجمع المقدس.
وناقش المجمع المقدس خدمة الكنيسة في ظل انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد خلال الفترة الماضية خاصة التطبيقات الإلكترونية البديلة وكذلك الدراسة البحثية التي قام بها المعهد القبطي للتدبير الكنسي والتنمية لرصد الخبرات العديدة من الإيبارشيات والكنائس خلال العام الماضى ٢٠٢٠.
كما ناقش المجمع عدة توصيات مرفوعة من لجانه المجمعية بخصوص الاهتمام بنشر الوعي بمسؤولية كل فرد تجاه المجتمع كله وضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية الوقائية وأنها ليست ضد الإيمان، مع التشجيع على تلقي اللقاحات التي توفرها الدولة، وتشجيع المدارس والحضانات التابعة للكنائس، وكذلك التربية الكنسية بقبول ذوي الاحتياجات الخاصة، التي تسمح إعاقتهم بالدمج، وتوعية أبنائنا وبناتنا بعدم التنمر عليهم.
كذلك ناقش المجمع وضع ميزانية لدعم التعليم والصحة لأبناء المسجونين، وتأهيل الخارجين من السجون نفسيًا ومهنيًا، بالتعاون مع أسقفية الخدمات، وأي جهات أخرى، ومساندة الدولة في جهودها التنموية وخاصة المبادرات الرئاسية مثل "حياة كريمة" و"100 مليون صحة" وغيرها وتشجيع أبنائنا للاستفادة منها وذلك بالتنسيق مع أسقفية الخدمات العامة والإجتماعية، مع الاهتمام بعمل كرنفال في المناسبات القبطية للاحتفال على المستوى الكنسي والشعبي للتقارب بين الثقافات المختلفة ولتقديم ثقافتنا القبطية إلى جوار إيماننا الأرثوذكسي.
وتم اقتراح ثلاث مناسبات ثابتة للاحتفال الكنسي والشعبي بالمهجر وهى عيد دخول السيد المسيح أرض مصر يوم ١ يونيو (٢٤ بشنس) وعيد الشهداء المعاصرين (شهداء ليبيا) يوم ١٥ فبراير (٨ أمشير).، ونقل جبل المقطم ٢٧ نوفمبر (١٨ هاتور).
وأكد المجمع المقدس رفضه لما تفعله بعض منصات ومواقع التواصل الاجتماعي التي تقوم بنشر الأكاذيب والضلالات والشائعات المغرضة والتي تسبب بلبلة وتشويهًا لخدمة الكنيسة وعملها، وقد أصدر المجمع عدة مبادىء ملزمة لضبط الأداء والسلوك اللائق بكنيسة الله.
وقرر المجمع المقدس الاعتراف بدير القديس يحنس القصير للرهبان بطريق العلمين في مصر، تحت إشراف نيافة الأنبا دوماديوس أسقف ٦ أكتوبر وأوسيم، كما أثنى المجمع على إصدار الدليل الشامل للأديرة القبطية الأرثوذكسية والذي يصدر للمرة الأولي.
وكذلك قَبِلَ المجمع دراسة الملف المقدم عن المتنيح الراهب يسطس الأنطوني والمتنيح القمص بيشوي كامل - وهما من سبعينيات القرن الماضي- تمهيدًا للاعتراف بقداستهما، كما قرر تفعيل لجنة المراجعة الإيمانية الخاصة بدراسة كل ما ينشر عن الإيمان لحفظ سلامة التعليم ونقاوته، كما قرر المجمع عدم جواز دفن الآباء الكهنة أو الأراخنة داخل أسوار أية كنيسة أو ملحقاتها أو بيوت خدمية أو ممتلكاتها من مزارع أو منتجعات خدمية، وأيضًا لا يتم نقل أي من الآباء الكهنة المتنيحين.
كما ينتظر المجمع المقدس إقرار قانون الأسرة للمسيحيين المعروض حاليًا على مجلس النواب المصري.
ومن المقرر أن يحتفل قداسة البابا تواضروس الثاني وأعضاء المجمع المقدس بمجموعة من المناسبات خلال الأسبوع وهى، سيامة سبعة أساقفة جدد مع تجليس اثنين من الأحبار الأجلاء، واليوبيل الذهبي لنياحة القديس البابا كيرلس السادس، وإعداد الميرون المقدس للمرة الأربعين في تاريخ الكنيسة، وافتتاح الموقع الرسمي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
وصلى المجمع المقدس إلى الله أن يرفع الوباء المنتشر ويحفظ العالم وبلادنا وكنائسنا في دوام الصحة والسلامة والعافية.
جدير بالذكر أن آخر اجتماع للمجمع المقدس كان في يونيو ٢٠١٩. وتوقف عقد الاجتماعات بسبب انتشار وباء كورونا المستجد.
وسبق جلسة المجمع المقدس اليوم أعمال اللجان المجمعية على مدى الثلاثة أيام السابقة في دراسة شؤون الإيبارشيات والأديرة والأسرة والتعليم والإعلام والرعاية والخدمات الكنسية والعلاقات العامة والعلاقات المسكونية وكذلك شؤون المهجر، وتمت هذه الاجتماعات وسط مراعاة كاملة لكافة الإجراءات الصحية الواجبة.