بدأ المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم جلسته العامة في مركز لوجوس بالمقر البابوي في دير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني ومشاركة ٩٧ من أعضاء المجمع المقدس بينما اعتذر عدد من الأعضاء نظرًا لتعذر السفر إلى مصر بسبب ظروف فيروس كورونا المستجد، إلى جانب ظروف صحية أعاقت بعض الآباء المطارنة والأساقفة.
وفي كلمته في افتتاح الجلسة العامة للمجمع المقدس، تناول قداسة البابا تواضروس في عشر نقاط سمات وصفات نوعين من العاملين في حقل الخدمة الكنسية، النوع الأول أطلق عليه قداسته اسم «خادم السبت»، بينما أطلق على النوع الثاني اسم «خادم الإنسان»..
اقرأ أيضًا|
وقال البابا تواضروس إنه في حياة السيد المسيح على الأرض نجد أحداثًا كثيرة تكشف عن مبادئ رحمة تصلح لكل زمان،أحد هذه المبادئ، هو مبدأ «السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ، لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ»، والمقصود بالسبت هنا هو "الشئ" أي أن الأشياء جُعِلت لأجل الإنسان وليس الإنسان لأجل الشئ، مشيرا إلى أن هناك من يخدم السبت، ومن يخدم الإنسان. والفارق كبير بين "خادم السبت" وبين "خادم الإنسان".
اقرأ أيضًا|
وأوضح البابا أنه في مفهوم الطقس، هناك خادم السبت ويرى أن السبت (الطقس) هدف وغاية ويغالي في الدفاع عنه، أما خادم الإنسان فيراه خزانة للإيمان واللاهوت والعقيدة والحياة مع الله. وأنه وعاء ثقافي محلي، ومن المهم أن نميز بين الوعاء والمحتوى، وبين الفلكلور والطقس. مثلًا تحولنا إلى اللغة العربية في القرن العاشر وأصبحنا بالتدريج نعتمد عليها إلى جانب اللغة القبطية. وكذلك فالطقس حاليًا نصليه في كنائسنا في الخارج بعدة لغات.
وأشار إلى أن خادم السبت يرى في نفسه أنه يمتلك الحقيقة بمفرده كأنه الحكيم الأوحد الذي يعرف كل شئ ويصم أذنيه عن سماع أي معرفة أخرى ويرفض أن ينصحه أحد. أما خادم الإنسان فهو إنسان تقي يحاسب نفسه ويقرع صدره دائمًا ويطلب مراحم الله. وعندما يستطيع الإنسان أن يعاتب ويقييم نفسه ويدبر خدمته، ينمو وتنمو خدمته، ما يجب أن نعلمه أننا جميعًا تحت الضعف، مشيرا إلى أن خادم السبت دائم الخصام والصدام ذاته منتفخة تعطل عمل الكنيسة ويعوق عملها يضع السراج تحت المكيال. لا تنسوا أن كنيستنا أم ولود، أي أنها كثيرة الثمر.
وعدد البابا تواضروس صفات خادم السبت، أهمها أنه «معاند»، ويسبب تعب لكل من حوله ومن يتعامل معهم، الكل يتعب بسببه، ويشكك في كل شئ رغم أن الحقائق واضحة.