الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل سحرَنَا الكوكبُ الأحمر؟ ناشيونال جيوجرافيك العربية تسأل

هل سحرَنَا الكوكبُ
هل سحرَنَا الكوكبُ الأحمر ؟ ناشيونال جيوجرافيك العربية تسأل

هل سحرَنَا الكوكبُ الأحمر؟ بهذا السؤال تسرد مجلة "ناشيونال جيوغرافيك العربية" في عددها لشهر مارس الجاري، تاريخ هوس البشر بهذا الجرم السماوي، وصولًا إلى اليوم إذ نشهد "ثورة" مريخية حقيقية بمشاركة عربية غير مسبوقة.

يستعرض التحقيق الصحافي الرئيس للمجلة التي تصدر من أبوظبي وتترأس تحريرها، السعد المنهالي، أن الكوكبَ الأحمر ظل يأسَرُ أهلَ الأرض منذ آلاف السنين؛ فلَمْ يملّوا من محاولة استكشافه، منفقينَ في ذلك أموالًا طائلةً وجهودًا علمية جبّارة. وها هم اليوم يرسلون إليه ثلاث "سفيرات آلية" تسبح في فلكه أو تتجوّل على سطحه؛ ومنها "مسبار الأمل" الإماراتي، أول مهمة فضائية في تاريخ العالم العربي. أما هدف هذه البعثات فهي محاولة الإجابة عن هذين السؤالين: هل وُجدت حياة على المريخ ذات زمن غابر؟ وهل يمكننا استيطانه في زمننا الحاضر؟

وتَكشف مجلة "ناشيونال جيوغرافيك العربية" أن اهتمامَنا بالمريخ أمرٌ مستمر دائم. إذ إننا جعلنا له معنًى على مَرّ آلاف السنين بربط أساطيرنا به، ووضعنا جداولَ تُبيّن حركته، ورسمنا خرائط لوجهه، وأدخلناه في رسوماتنا ومنحوتاتنا وأغانينا وأدبنا وأعمالنا السينمائية.

تساءلت المجلة من جديد عن سبب كل هذا الاهتمام بالمريخ دونًا عن سواه من الكواكب؟ فهو ليس أفضل في شيء من أي العوالم التي نعرفها: ليس أسطعها ولا أقربها ولا أصغرها ولا أيسرها سبيلًا. بل يمكن القول إنه ليس أرجح مكان للعثور على حياة خارج الأرض.

فمنذ مطلع عصر الفضاء، أرسلنا إلى السماء البعيدة أكثر من 50 "قطعة" من المُعدّات.. هي أعاجيب هندسية بلغت كلفتها الإجمالية مليارات الدولارات؛ علمًا أن كثيرًا منها لم يكلل بالنجاح. والحال أن الولعَ بالمرِّيخ يعود بعد كل انتكاسة، وما تزال جذوة شغفنا به ملتهبة.

وبحسب ما ورد في هذا التحقيق الصحافي، فإننا حتى وإن تيقنّا من أنه لا حياة كانت على المريخ أو يمكن أن تكون اليوم، فإننا لن نتخلى عن الفكرة من الأساس؛ "فمن الصعب جدًا وأْدُ فكرة أن المريخ يخفي الحياة عنا بطريقة أو بأخرى؛ فهي فكّرة مترسّخة جدًا في أذهاننا".

ويمكن القول إن هذا الرسوخ قد يكون أصدق تجلٍّ لرغبتنا في الصحبة.. لتوقنا إلى تقاسم العيش مع كائنات أخرى.. لحاجتنا إلى معرفة أننا لسنا وحدنا في هذا الكون، فالبشر بحاجة إلى بشر آخرين للبقاء، وربما يصحّ ذلك في علاقتنا بمخلوقات تعيش على كواكب أخرى.

وتختم "ناشيونال جيوغرافيك العربية" موضوعها الرئيس تحقيقها المريخي هذا بالقول "إننا ببساطة.. لا نريد أن نكون وحدنا".