ما أحلى ذكريات ماسبيرو..فى زيارة سريعة لأحد الأصدقاء بدعوة منه لتناول فنجام قهوة منذ آخر لقاء إبان ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، حيث كان التواصل عبر السوشيال ميديا.. جاء اللقاء مع المخرج العبقرى المثقف صاحب الدعوة كمال مسعود وكان معى بالزيارة الزميل العزيز حسن سعد مدير التصوير بالتليفزيون، وقادتنا الذكريات لأسماء عديدة من عمالقة الإعلاميين منهم مديحة كمال رئيس القناة الثانية فى عصر من العصور الذهبية لماسبيرو ، وكذلك يسرى غرابة الذى قمنا بالاتصال به لنتبادل ذكريات الزمن الجميل فى التليفزيون المصرى العريق.
تذكرنا برنامج «وقائع مصرية» الذى قدمنا خلاله حلقات مهمة عن شادى عبد السلام وعبد العزيز فهمى وعلي إسماعيل.. حلقات كانت تحكى عن تاريخ مصر من خلال هؤلاء العمالقة.
وأتذكر أنه عند إذاعة إحدى الحلقات التى تناولت النكسة وحرب الاستنزاف والتى كنا نعرض فيها تاريخ إسرائيل الأسود والاعتداءات على المدنيين ومدرسة بحر البقر وفى يوم الإذاعة ظل كمال مسعود يكلمنى من منزله على تليفون الاستوديو وأنا أنفذ الحلقة حتى يظل التليفون مشغولا ولا يتصل أحد للقطع على الحلقة، وأذيعت الحلقة وصاحبها ردود أفعال من بعض المسئولين والتى وصلت إلى الرئاسة وقتها، وكان اندهاشنا جميعا يجعلنا نتساءل: هل نحن فى عداء مع إسرائيل أم فى مرحلة سلام؟ ومرت الأحداث وقمنا بإعداد سلسلة من الحلقات تحمل عنوان «الإنسان والنيل والسد» والتى كانت تتطرق إلى نشأة الحياة فى مصر وقمنا بالتسجيل مع شخصيات وأجيال تحكى تاريخ ونشأة الحياة المصرية وبناء السد العالى.
وحول تاريخ السينما المصرية قمنا بالتسجيل مع رواد السينما وكانت رئيسة التليفزيون وقتها الإعلامية القديرة الراحلة سهير الإتربى تتابع تصوير ومونتاج البرنامج ، حتى أننا كنا فى رحلة عمل إلى أسوان وكان المحافظ وقتها السيد قدرى عثمان والذى استقبلنا ولكننا وجدنا الإقامة بفندق غير لائق فقررنا العودة وتحدثنا إلى الإتربى رئيسة التليفزيون والتي طلبت تعديل الإقامة لأسرة التليفزيون واستجاب الجميع فقد كان عصر التليفزيون الذهبى، واستقبلنا رئيس مجلس مدينة الأقصر مع توفير سبل العمل وكنا نصور أبنية حسن فتحى شيخ المعماريين.
أيام وأيام ورموز لا تنسى جعلت من ماسبيرو صرحا كبيرا سنظل نعتز به.