الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المائة يوم الأولى في ليبيا


تحديات عدة تنتظر حكومة عبد الحميد دبيبة بعد أحداث كثيرة مرت بها ليبيا منذ أن هبت رياح الربيع العربي - كما يطلقون عليه- على ذلك البلد الغنى بالنفط والكهرباء بل يقول عنها البعض إنها قطعة أرض عائمة على بحر من النفط والغاز الطبيعي.


ورغم ذلك فقد صرح " دبيبة" بأن أبرز التحديات التي تواجه الحكومة هي؛ مواجهه نقص الكهرباء ومواجهة كورونا وتوحيد الفرقاء الليبيين تحت مظلة واحدة وإخراج المرتزقة.


وحتى لا نعود إلى أزمة اتفاقية الصخيرات 2015 وهو الاتفاق الذي نص على وجود حكومة وطنية وهى حكومة الوفاق الوطنية الاخوانية وبرلمان ومجلس رئاسي وبعض من البنود الأخرى والإحكام الختامية، علينا أن نلقى الضوء أكثر على التحديات الحقيقية التي تواجه السلطة التنفيذية الليبية الجديدة.


فالأزمات التي صرح بها "دبيبة" ما هي إلا أزمات أفرزتها أزمات أكبر ، فأزمة الكهرباء وعدم الاستفادة من النفط ماهى إلا أزمات ناتجة عن صراعات وخلل أمنى، فعلى سبيل المثال ؛  يبلغ عجز الطاقة الكهربائية في ليبيا خلال الشتاء 1000 ميجاوات وفى الصيف يبلغ  2500 ميجاوات ورغم أن هناك 10 محطات في ليبيا لإنتاج الكهرباء ولكن لغياب الصيانة لا تستطيع العمل بشكل جيد.


كما أن تردى الوضع الأمني في الجناح الغربي جعل مهندسي التحكم لا يستطيعون القيام بعمليات طرح الأحمال بشكل صحيح حيث يتعرض هؤلاء للهجوم بصفة دورية.


الصراعات على أرباح إنتاج الهلال النفط الليبي وهو أهم المناطق إنتاجا للنفط وقد كان من الممكن أن يكون مركزًا إقليميا للطاقة في إفريقيا ، هي التي جعلت من تلك المنطقة غير منتجة بالقدر الكافي بل توقف العمل بها لعدة مرات.


أمّا عن المرتزقة فحدث ولا حرج، فتركيا بارعة في فن جلب المرتزقة من سوريا والصومال ومن شتى بقاع الأرض برواتب مغرية وبحُجة حماية المنشآت الليبية !


وهذه نقطة هامة جدا، ففي اتفاق الصخيرات  كانت السلطة انتقالية أيضًا ولكن حكومة الوفاق سمحت لتركيا بالتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد ولم يستطع أحد ردعها لأنها حكومة وطنية على حسب ما نص الاتفاق مما أضفى عليها سمة الشرعية في بعض أعين الدول الأوروبية.


وهنا على السلطة التنفيذية الجديدة خلال فترتها حتى نهاية العام أن تنهى تمامًا ذلك التدخل السافر وتوقف العمل بالاتفاقية البحرية التي أبرمها السراج مع أنقرة والذي لم ينقضها  دبيبة حتى الآن.


فتركيا تصبح  مثل الليث الجريح عندما تخسر وتزداد في  الهجوم الغاشم والتدمير، انهار اقتصادها بشكل كبير وتهاوت الليرة وهجرتها كثير من الشركات الاستثمارية أثر تردى الأحوال الاقتصادية وزادت حالات الانتحار في البلاد وهى عالقة بشدة في مأزق بين روسيا وأمريكا بسبب صفقة أس 400 الروسية، وبين أس 400 و أف 35 لا تستطيع الخروج من ذلك المأزق.


فسلوك تركيا يشتد عداءً كلما فقدت شيئًا ، عندما فقدت الأمل في الانضمام للاتحاد الاوروبى زاد تدخلها السافر في شؤون الآخرين وعندما هوي اقتصادها زاد عنفوانها في المنطقة وساندت الحرب بين أرمينيا وأذربيجان، هكذا أيضًا اليوم عندما ستتعرض لخسارة صفقة أس 400 الروسية بسبب الضغط الأمريكي، ستزيد من إرسال المرتزقة وسرقة النفط الليبي أملا في تعويض خسارتها.. ولكن مهما بلغ التجبر العثماني فهناك خط أحمر مصري يستطيع ردها دائمًا وابدًا .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط