" الورد كله كسا الجناين وإشمعنى إنتي اللي شاردة منا يا تمر حنة يا تمر حنة.. كنتي شمعتنا كنتي نور بيتا.. كنتي سامرنا و إنفض سامرنا " اغنية كلماتها إرتبطت في أذهاننا بفصل الورود، حينما نصبح ونجد الغيام قد إنكشح، وأنارت الشمس بأشعتها الأفق، وأصبحت الدنيا رائحتها كالجنة، لتجد نفسك تتغنى بالتمر حنة، فبالرغم من كون كلمات هذه الاغنية تعبر عن الفقد بحد كبير، ولكنه يبقى التمر حنة معبرًا عن المرح والبهجة كنعيمة عاكف من فيلم " تمر حنة ".
الفنانة الراحلة
نعيمة عاكف جسدت شخصية تشبه روحها بحد كبير إنها التمر حنة الفتاة الغجرية التي
حباها الله بقدر كبير من الجمال، ترقص في الموالد كعادة الحياة الغجرية وتعيش مع
خالتها مكاسب والتي قامت بدورها الفنانة
الراحلة " زينات صدقي"، تحب الشاب الغجري فتوة المولد حسن " رشدي
أباظة "، ولكن كان ما ينغص حبهما تردد أحمد الذي جسده أحمد رمزي " ابن
الباشا " صاحب الأرض المقام عليها المولد، ليشاهد تمر حنة وهي ترقص فيقع في
حبها، ولكن والده الباشا " سراج منير " كان يريد أحمد ان يتزوج من ابنة
عمه " كوثر" من أجل ثرائها.
يحاول احمد إقناع
والده " الباشا " بأنه لا فرق بين كوثر وتمر حنة وأن كلهن بنات حواء
وآدم، فيقوم بعمل مكيده وهي إرسال تمر حنة وخالتها مكاسب إلى القاهرة لتعليمها فن
الإتيكيت والمظهر الجيد لتصبح مثل كوثر، وبالفعل تعود بعد ستة أشهر وهي بهيئة أخرى
وكأنها عاشت طيلة عمرها في القصور، وكانت بداية عودتها إلى البلدة بواسطة سيارة
كلاسيكية فارهة كانت تقودها لتدل وتثبت بأنها من طبقة اجتماعية ثرية تشبه الطبقة
الني جاءت منها كوثر، فلنتعرف على مزيد من المعلومات عن هذه السيارة التي ساهمت في
إنقلاب حياة تمر حنة رأسًا على عقب.
كانت السيارة
بالطبع من إنتاج أسطورة صناعة السيارات الامريكية الفارهة في هذه الحقبة كاديلاك CADILLAC، التي تأسست في العام 1902 وسميت على اسم مستكشف
القرن السابع عشر ومكتشف ولاية ديترويت الأمريكية أنتوين كاديلاك، لذا يقع المقر
الرئيسي لهذه الشركة بولاية ديترويت وهي إحدى العلامات التجارية التي تنتجها
الشركة الأم جنيرال موتورز GENERAL
MOTORS COMPANY الأمريكية.
قبل اندلاع الحرب
العالمية الثانية أدرك المهندسون بشركة جنيرال موتورز أن الطراز الثلاثيني الذي
تنتجه كاديلاك بحاجة إلى التحسين فقد كانت التصميم L _ HEAD قد تجاوز قدرته على إنتاج
المزيد من القوة وكان هناك ضرورة قصوى إلى تعديله.
وبعد الحرب
العالمية الثانية كان مهندسو جنيرال موتورز على أتم الاستعداد للتحدي بالطراز
الجديد من كاديلاك الذي يستمد قوته من المحرك V8، وخرجت الكاديلاك رقم مليون من خطوط الإنتاج رغم
كونها سيارة أربعينياتية لصدورها في نهاية فترة الأربعينيات تحديدا في شهر نوفمبر
من العام 1949، إلا أنها كانت مهيأة تمامًا لتحقيق نجاح كبير وتتربع على عرش
السيارات الفارهة في فترة الخمسينيات.
كانت السيارة التي
قادتها التمر حنة الفنانة " نعيمة عاكف " من الطراز CADILLAC
SERIES 62 CONVERTIBLE موديل عام 1949، والتي
إستمدت قوتها من محرك V8 مكون من 8 أسطوانات
بسعة 3000 سي سي، يستطيع أن يولد قوة قدرها 160 حصانا، متصل بنوعين من نواقل
الحركة الأول أوتوماتيكي الأداء، والآخر يدوي.
جدير بالذكر أن
فيلم تمر حنة بطولة كلًا من " نعيمة عاكف، رشدي أباظة، زينات صدقي، أحمد
رمزي، سراج منير، إستيفان روستي، فايزة أحمد، كاريمان، كامل أنور" ومن تأليف
جليل البنداري، و إخراج حسين فوزي، وتم عرض هذا الفيلم لأول مرة في 1 يوليو من العام
1957.