الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العنف ضد الأطفال ظاهرة عالمية



 


مازال العنف ضد الأطفال يحدث في كل بقاع الأرض و مختلف الطبقات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. هناك نحو 40 مليون طفل يتعرضون سنويًا للعنف وسوء المعاملة داخل الأسرة أو المجتمع أوالمدارس أوالشوارع . عالميًا  يموت 53  ألف طفل  سنويًا بطلقات نارية ! فى بعض الدول يعانى 80% على الأقل من الأطفال من الإيذاء البدنى فى منازلهم، و عصا المكنسة هى الأداة الأولى فى تأديب 30% من الأطفال . 

هناك 143 مليون طفل يتيم في العالم النامي، و هناك حوالى 170مليون طفل فى العالم أطفال شوارع .هناك ما يُقدر بنحو 100 مليون طفل معاق في أنحاء العالم ، يفتقر العديد منهم إلى فرص التعليم والرعاية الصحية والتربوية. يشكل الأطفال نصف عدد اللاجئين من الحروب البالغ تعدادهم  57.4 مليون ، وكل معسكرات اللاجئين مواطن للعنف ضد الأطفال خاصة الفتيات . الزواج المبكر هو عنف يعرض البنت الصغيرة للعنف على يد شريك الحياة، إذ يقدر أن ٨٢ مليون طفلة تتزوجن ليواجهن عنف  مارسة الجنس قسريًا والعنف الجسدى ،والعنف العاطفى . دور رعاية الأطفال تأوى الملايين من أطفال العالم سواء كانوا من المشردين أو الأيتام أو اللقطاء أو ذوى الاحتياجات الخاصة وتتعدد وسائل العنف فيها لتصل إلى الصعق بالكهرباء أو التنويم القهرى بجرعات عالية من الأدوية . العنف في المدارس مازال يحدث خاصه مع الفقراء والمعوقين و أحيانًا لتعاطى الدروس الخصوصية .

عالميًا ، هناك مايقرب من مليون طفل سنويًا يتعرضون للتحرش الجنسى أغلبهم من الإناث ،و 1.8مليون طفل يجبرون على الدعارة سنويًا . دعارة الأطفال تُعرِّض الأطفال للعنف الجسدي والنفسي والإهمال الجسيم  . يرزح  250 مليون طفل كعبيد لعمالة الأطفال منهم  126 مليون فى أعمال خطرة . العنف المنزلي الذي يمارسه أفراد الاسرة هو أخطر أنواع العنف التي يتعرض لها الأطفال وأكثرها شيوعًا‏،‏ وهو عنف مستتر فالطفل الضحيه يصبح بين أنياب المجرم الذى سينتقم منه عند الشكوى‏.‏65% من الفتيات في هولندا يهربن من بيوتهن بسبب ضرب أسرهن لهن .

العنف مشكلة متعددة الجوانب ولها جذور بيولوجية، وسيكولوجية، واجتماعية، وبيئية . 
يشمل العنف ضد الأطفال الإيذاء الجسدى، و العنف الجنسى ،و العنف النفسى و الإهمال سواء الإهمال فى  التربية أو التعليم أو الإهمال العاطفى . الفراعنه كانوا أول من حارب العنف ضد الأطفال حتى قٌبيل أن يولدوا  فاعترفوا بحق الإنسان الأصيل في الحياة ، فكانوا يؤجلون تنفيذ حكم الإعدام في المرأة الحامل إلى أن تضع حملها . كذلك لم يكن يسمح المصريون القدماء بوأد الأطفال برغم أنه كان حقًا في الحضارة الرومانية وجاهلية العرب قبل الإسلام . شجع الفراعنه الأطفال  ذكورًا و إناثًا على التعليم  واعتبروه أثمن من أي ميراث في مصر . شدد الإسلام على الرفق بالأطفال وحسن رعايتهم،والمسيحيه تدعو للتسامح والسلام  والأطفال بالطبع  أولى الناس بذلك . 

غياب الأسره يعنى الطفولة الغائبه ،و الطفولة مرحله هامه من نمو الإنسان، وفقدانها يرمى بعباءة الكهولة المبكرة . عالميًا ، لدينا 50 مليون طفل بلا هوية رسمية ، و  في كل عام ، يحرم  50% من مواليد العالم النامي من شهادة ميلاد مما يحرمهم من حقهم الأساسى فى الاعتراف بهم كمواطنين لهم حقوق فى التعليم والرعاية الصحية و الخدمات الأساسية اللازمه للطفولة .

تشمل مضاعفات العنف ضد الأطفال العزلة  ، القلق ، الاكتئاب  ، فقدان الثقة  بالنفس ،  اضطرابات عاطفية واختلالات في الإدراك وتعاطي المخدرات والشروع في ممارسة الجنس مبكرًا ، و السلوكيات  لعدوانية ، و  محاولات الإنتحار ، و الإعاقات المختلفه  . 

التنمر سلوك عدوانى متكرر للإضرار بشخص آخر عمدًا جسديًا أو نفسيًا، وبهدف اكتساب السلطة على حساب شخص آخر، وهو ينطوى على ممارسة العنف والسلوك العدوانى من قبل فرد أو مجموعة من الأفراد نحو غيرهم. يتحقق التنمر بالتنابز بالألقاب أو الإساءات اللفظية أو المكتوبة أو الإقصاء أو التعمد للإهانة أو التجريح المتكرر أو بالإبعاد عن الأنشطة الاجتماعية أو الرياضية، وتنتشر هذه الظاهرة بين طلاب المدارس. يحدث العنف المرتبط بنوع الجنس فى المدارس ضد البنات ، بواسطة الذكور من المعلمين والزملاء و ذوي الميول الجنسية المثلية من الجنسين . المشاجرات نوع من العنف المدرسى . 

لكل طفل الحق في الحماية من كافة أشكال العنف . تفاقم ظاهرة العنــف‏‏ ضد الأطفال  يهدد السلام الاجتماعي والتنمية ‏. يجب توفير الحمايه للأطفال المحرومين من الطفولة . ونتمنى تشريع قوانين تنزع الطفل من الأسره التى تمارس العنف أو تهمل أطفالها  .يجب تشجيع العمل التطوعي الذى يحترم كرامة الطفل لنشر الوعي بقضية‏ العنف ضد الأطفال . 

من الأهمية تهيئة بيئات مأمونة لكل أطفال العالم ،و تحديد البؤر الساخنة للعنف ثم التصدّي للأسباب المحلية،و دعم الأبوين ومقدّمي الرعاية،و تعزيز الدخول والأوضاع الاقتصادية،و ضمان تمكين الأطفال المعرّضين للعنف من الحصول على رعاية طارئة فعالة وتلقّي دعم نفسي ملائم، و تنمية المهارات التعليمية والحياتية ، و ضمان التحاق الأطفال بالمدارس ، وتوفير التدريب لتنمية المهارات الحياتية والاجتماعية . 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط