الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رئيس القومي للبحوث الفلكية يكشف لـ صدى البلد حقيقة غرق الدلتا ودخول مصر في حزام الزلازل ووجود حياة خارج الأرض.. وهذه أهم المشروعات المستقبلية

جانب من الحوار
جانب من الحوار


رئيس القومي للبحوث الفلكية: بروتوكولات تعاون مع هذه الدول

البحوث الفلكية يكشف عن بؤر الزلازل بمصر وأماكن تركزها

"القاضي" يوضح حقيقة وجود كائنات فضائية وحياة خارج الأرض


كثرت التساؤلات حول وجود حياة خارج كوكب الأرض ، وانتشرت الشائعات التي تزعم اصطدام كويكبات بالأرض وغرق الدلتا خلال السنوات القادمة ودخول مصر في حزام الزلازل ،

"صدى البلد" التقى رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية للإجابة على جميع هذه التساؤلات وتوضيح اختصاصات المعهد وتاريخ نشأته وتطوره وكذلك أهم المشروعات المستقبلية ، وكذلك والاكتشافات التي قام بها ودوره في الحفاظ على المناطق الأثرية من مخاطر الزلازل ورصد أماكن تركزها ، وإلى نص الحوار :- 

متى تم إنشاء هذا المعهد .. وما هي تخصصاته وإسهاماته في علوم الفلك والزلازل ؟ 

- يعد المعهد من أقدم المعاهد الخاصة بعلوم الفلك والفضاء ، وعلوم الزلازل والجيوفيزياء ، حيث تم إنشاؤه في مصر عام 1839م كمرصد فلكي صغير بحي بولاق ، وكانت مهمته في البداية تحديد بداية الشهور العربية ورصد بعض الظواهر الفلكية ، وتحديد مواعيد الصلاة وانجاهات القبلة ثم نقل للعباسية عام 1870م ، ثم إلى مقره الحالي بحلوان عام 1930م ، ومنذ ذلك الحين بدأ المعهد يتوسع في تخصصاته من ، والتي تشمل علوم الفلك المختلفة مثل الفلك الخارجي والمجرات ، وكذلك الظواهر الشمسية والإشعاع الشمسي وغيره من التخصصات .

وبالنسبة لتخصصات "الجيوفيزياء" قام المعهد بإنشاء أول محطة زلازل عام 1889م وكان مقرها بحلوان ، ثم توسع المعهد في مجالات علوم الزلازل حتى أصبح يمتلك شبكة قومية لرصد الزلازل عام 1997 م وتشتمل على مايقرب من 85 محطة لرصد الزلازل سواء داخل مصر أو في المناطق المجاورة لها وعلى مستوى العالم .

اقرأ أيضا : 


هناك العديد من تخصصات الجيوفيزياء الأخرى مثل علوم "الجيوفيزياء التطبيقية" والتي من خلالها يتم الكشف عن المياه الجوفية والثروات المعدنية ، والآثار ، والتكهفات وأبحاث التربة ، وتحركات القشرة الأرضية ، وكافة الأنشطة المتعلقة بحركة الأرض .

والمؤهلات الموجودة بالمعهد تشمل خريجي كليات العلوم (أقسام الجيولوجيا والجيوفيزياء والفلك والرياضة والفيزياء) ، وكليات الحاسبات والمعلومات ، وبعض تخصصات كلية الهندسة مثل الهندسة المعمارية ، وهندسة الاتصالات ، وهندسة الحاسبات .

ويتعاون المعهد مع الجامعات في العديد من المجالات والتخصصات العلمية الخاصة بدراسة هذه الجامعات لعلوم الفلك والجيوفيزياء والزلازل ، حيث ينتدب العديد من أعضاء هيئة البحوث بالمعهد لتدريس هذه التخصصات في الجامعات .

ويقوم المعهد باستقبال الطلاب للتدريب العملي ، سواء من خلال التدريب الصيفي ، أو الزيارات للمعهد على مستوى العام ، إضافة إلى اشتراك المعهد مع الجامعات في العديد من المشروعات البحثية ، والإشراف على رسائل الماجستير والدكتوراه ، ومشرعات تخرج الطلاب .


هل تدخل مصر حزام الزلازل وتغرق الدلتا وما هي حقيقة وجود الكائنات الفضائية ؟

- مصر لم تدخل حزام الزلازل ولن تدخلها ، لأنها بعيدة عن أحزمة الزلازل التي يوجد بها كوارث كبيرة ، لافتا إلى أنه بالنسبة لموجات المد البحري وتوسونامي ، فإنه يوجد متابعة وإنذار بشأن حدوثها ، خاصة مع حدوث أي زلازل كبيرة ، كما أن مصر لا يوجد بها زلازل كبيرة الخطورة، وبالتالي فليس هناك ما يدعو للقلق بشأن تعرضنا لمثل هذه الأمور .

والاخبار التي يتم تداولها بشأن غرق الدلتا هو حق يراد به باطل ، فلا صحة بشأن هذا الأخبار، كما أن المعهد به شبكات لرصد مثل هذه الأحداث ، مثل رصد موجات المد البحري بساحل البحر المتوسط ، لافتا إلى أن هناك هبوطا بسطح الدلتا ولكن بمعدل "ملليمترات" وذلك بسبب ضعف الترسيبات التي كان يقوم نهر النيل قديما بترسيبها .

وهناك سببا آخر جيولوجي وهو أن المكونات التكتونية بالقارة الافريقية تغوص تحت الصفيحة الاوروبية ، والتي يترتب عليها حدوث زلازل مثل التي تحدث في جنوب اليونان وغرب تركيا وجنوب إيطاليا، مؤكدا أن الاخبار المتداولة بشأن غرق الدلتا أو الاسكندرية غير صحيحة إضافة إلى أنه لا توجد أي أدلة علمية بشأن وجود كائنات فضائية ، فهذه الاخبار يراد بها إحداث بلبلة أو توجيه ثقافة الناس لتوجيهات معينة .

ما هي بؤر الزلازل بمصر وأماكن تركزها ؟

- يوجد بمصر أكثر من مكان به نشاط زلزالي ، وتتركز في المنطقة الواقعة بين شرق القاهرة والسويس ، ومن ضمن الأماكن التي يوجد بها نشاط زلزالي "وادي حجور" والمنطقة المحيطة به ، وشمال البحر الأحمر وخليجي السويس والعقبة ، حيث يوجد بها حركات "تكتونية" نتيجة تمدد البحر الأحمر .

اقرأ أيضا : 


إضافة إلى شمال مصر وخاصة منطقة البحر المتوسط ، بسبب انزلاق الصفيحة الإفريقية تحت الصفيحة الأوروبية ، حيث يوجد بهذه المنطقة نشاط زلزالي قوي إلى حد ما .

وهناك نشاط زلزالي محسوس بجنوب مصر ، بعد إنشاء السد العالي وبحيرة ناصر ، فهذه النشاطات لا تمثل خطورة أو قلق لدى الكثيرين ، حيث يوجد شبكة إقليمية لرصد جميع الزلازل والهزات وجميع حركات القشرة الأرضية ، وكافة الظواهر الجيوفيزيقية بالمنطقة .


هل تتأثر المناطق الأثرية بالزلازل والهزات الأرضية ؟

- هناك بروتوكول تعاون بين المعهد وبين المجلس الأعلى للآثار ، حيث يهدف إلى الكشف عن المناطق الأثرية ، وكذلك رصد المخاطر التي قد تؤثر على هذه المناطق ، مثل الزلازل والهزات الأرضية ويتم رصد مثل هذه الزلازل لمعرفة مدى خطورتها وهل تؤدي لانهيار هذه المناطق الأثرية أم لا ، وذلك من خلال استخدام التقنيات الحديثة مثل  الليزر ثلاثي الأبعاد .

و يتم رصد وتوثيق هذه الأماكن وعمل نمذجة ثلاثية الأبعاد لترميمها وتطويرها للحفاظ عليها وتجنب مخاطر النشاطات الزلزالية والهزات الأرضية

ويقوم المعهد بالعديد من الأنشطة والفعاليات من خلال مشروعات بحثية عديدة ، وذلك بالتعاون مع وزارة الآثار وبالتحديد المجلس الأعلى للآثار ، حيث يقدم المعهد النماذج التي يستعين بها المرممين في هذا المجال .


هل يوجد حياة خارج كوكبنا ؟ 
 ‏
- مازال هناك تنافس في برامج الفلك والفضاء لاكتشاف وجود حياة على الكوكب الأحمر "المريخ" حيث أعلنت وكالة "ناسا" هبوط روبوت خلال الايام الماضية على سطح المريخ ، إضافة إلى إطلاق دولة الإمارت "مسبار الأمل" لاستكشافه وعمل دراسات حوله .

وتهدف هذه الرحلات الفضائية إلى عمل دراسات لاستكشاف وجود حياة على "المريخ" من خلال دراسة الغلاف الجوي الخاص به ، ووجود أكسجين أم لا ، كما أن هناك العديد من الدول مثل الصين وروسيا أطلقت العديد من برامج الفضاء للمريخ وغيره من الكواكب الاخرى داخل المجموعة الشمسية وخارجها للقيام بنفس هذه الاستكشافات ومعرفة مدى صلاحية هذه الكواكب للحياة ، وهل يوجد مصادر طبيعية يمكن الاستفادة منها ،و حتى الان تم التوصل إلى القليل من المعلومات في هذا الشأن .

والمعهد له تاريخ بحثي في مجال الفضاء حيث بدأ المعهد في رصد الأقمار الصناعية عندما أطلق الاتحاد السوفيتي أول مركبة فضائية عام 1957 وكان في البداية رصد بصري ، ثم تطور في عام 1981م من خلال إنشاء محطة لرصد الأقمار الصناعية من خلال أشعة الليزر بالإضافة إلى قيام المعهد بإطلاق قمرين صناعيين مصريين أحدهما من أمريكا والاخر من اليابان حيث أثبتت التجارب نجاحا كبيرا اضافة إلى صناعة برامج وأقمار صناعية مصرية  ووحدات مثل وحدة النانو تكنولوجي، لافتا إلى أن هناك قمر ثالث جاهز للإطلاق ، كما أن هناك توسعا في برامج الفضاء خلال الفترة القادمة .

ما هي أهم الاكتشافات التي توصل إليها المعهد ؟ 

- أول اكتشاف للمعهد في عام 1906 ، عندما تم اكتشاف مذنب "هالي" وكانت أوضح صورة لهذا المذنب تم التقاطها من خلال المعهد .

وقام المعهد باكتشاف كوكب "بلوتو" عام 1929 م ، وذلك قبل عام من الإعلان الرسمي عن اكتشافه من قبل الاتحاد الدولي الفلكي عام 1930م ، وساهم من خلال مرصد القطامية في تحديد موقع هبوط "أبولو 11" وهي أول مركبة فضائية موجودة للإنسان على سطح القمر .
إضافة إلى اكتشاف المعهد 10 نجوم جديدة غير متغيرة في الفترة ما بين عامي 2013 - 2015 م وتسجيلها باسم مصر في الاتحادات الفلكية الدولية.

والمعهد حاليًا بصدد إنشاء مرصد فلكي كبير نتيجة للتلوث الضوئي الناتج عن توسع القاهرة وخاصة شرق القاهرة ، حيث يساهم هذا المرصد في العديد من الاكتشافات الجديدة خلال الفترة القادمة .


ما هي حقيقة اصطدام كويكبات بالأرض ؟

-  الأخبار التي تزعم اصطدام كويكبات بالأرض مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة ، فهناك مجموعات فلكية يشارك بها المعهد لرصد جميع الأجرام السماوية ، وحركات مثل هذه الكويكبات كما أن أقرب كويكب من الأرض تكون المسافة بينه وبين كوكبنا ، هي ضعف المسافة بين الأرض والقمر على الأقل ، فلا يوجد خطورة أو داع للقلق بشأن مرورها .


ما هي آخر مشروعات المعهد في مجال الفلك والفضاء ، وما هي المشروعات المستقبلية المستهدف تحقيقها ؟ 

- تم افتتاح محطة رصد بصري للأقمار الصناعية والحطام الفضائي ، وذلك في شهر 12 الماضي ، كما أنه يتم حاليًا إنشاء محطة جديدة لرصد الاقمار الصناعية بالليزر بمقر المعهد بحلوان بالتعاون مع الجانب الصيني ، حيث يوجد بها تليسكوب بصري ، حيث إنها من المتوقع أن تكون أحد أكبر محطات الرصد على مستوى العالم .

والمعهد سيقوم في المستقبل القريب بإنشاء محطة أخرى بجنوب مصر بمنطقة "أبو سمبل" ولفت إلى أنه يوجد بالمعهد أيضًا العديد من وحدات رصد الشهب والنيازك والمذنبات والحطام الفضائي ، ليكون هناك شبكات لرصد كافة الأجواء المصرية .

ونسعى لمجاراة ومواكبة التكنولوجيات الحديثة وتطورها الدائم ، واستخدام كافة هذه الإمكانيات الحديثة في مجال علوم الفلك ، لتكون مصر في مقدمة الدول المهتمة بهذا المجال .