الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حجاب فايزة والمستغفلون


أثار إعلان المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي أن سميرة فازيلي، سترافقها في الإيجاز الصحفي اليومي موجة من الجدل الأيدولوجي من النوع التافه خاصة بعد ظهور فايزة مرتدية الحجاب لكن من هي تلك الشخصية  انضمت فايزة إلى إدارة الرئيس السابق باراك أوباما بصفتها مستشارة أولى للسياسات في المجلس الاقتصادي الوطني حيث غطت قضايا التقاعد والتمويل والتنمية المجتمعية والاقتصادية ثم انتقلت إلى أتلانتا في ولاية جورجيا حيث شغلت منصب مديرة للبنك الاحتياطي الفيدرالي هناك.

فايزة واحدة من ضمن 20 موظفا في إدارة بايدن تعود أصولهم إلى كشمير أو الهند وتعمل بالمجلس على وضع السياسة الاقتصادية للبلاد وتقديم المشورة للرئيس الأمريكي.

ليس ذلك المهم الملفت هي موجة العبط اللإرادي التي انتابت محدثي الإسلام الذين تنافسوا في إظهار كيف أمريكا العادلة تمنح المسلمين الفرص وتضم إدارتها إنسانة ذات هوية إسلامية دون أدني غضاضة ومثل هؤلاء من هواة الاستلطاخ الذين يستمتعون بالتصب الأمريكي الذي تمارسه إدارة أوباما وتابعه "بايدن".

المدهش في هؤلاء الذين فتنوا بحجاب فايزة نسوا أن أمريكا هي أكثر الدول تلطخت يدها بدماء المسلمين في ربوع الأرض بكنها قاتل يمتلك من البروتوكول ما يجعله قاتلا نبيلا وفاتهم أن يعقدوا مقارنة بين غزوات الأمريكان التي دمرت بلاد المسلمين وبين وظيفة الحاجة فايزة.

إن وظيفة الحاجة فايزة "أم حجاب" هي تقديم كل ما من شأنه دعم الاقتصاد الأمريكي وقدرته العسكرية التي لم تستخدم يوما لنصرة الإسلام فكل صباح يطل على الحاجة فايزة تظل في جهد دؤوب لتقوية اقتصاد دولة تدمر المسلمين وتستنزف موارده وتدعم عناصر تعمل على فرض الوصاية عليهم وتفعل كل ذلك مرتدية الحجاب الذي تبهر به هواة الانبطاح في عالمنا الذين كان لهم أجداد صدقوا نابليون بونابرت وهو يتودد إلى المصريين في الوقت الذي اقتحمت خيوله الجامع الأزهر وأراق فيه دماء المسلمين.

نسي هؤلاء المنبطحون أن أوباما الذي كانت الحاجة فايزة أحد أعوانه هو أكثر الرؤساء الملطخة أيديهم بدماء المسلمين واغتروا بغطاء رأس كان من المفترض أن يكون له حق على الحاجة فايزة يفرض عليها أن تتساءل عن شرعية دعمها لنظام يقتل أخوة لها في الدين وكان من الأحري بها لأن تتبرأ من هؤلاء بدلا من أن تقسم يمين الولاء لإدارة تتسلط على بلاد المسلمين لكنها قبلت أن تكون دمية يتباهي بها القاتل أمام ضحاياه.

إن فايزة المحجبة ليست مثالا لتعددية أمريكا فمنطق التعددية يقوم على احترام الاختلاف لكنها مثال أكيد على قدرة النظام الأمريكي على الاستغفال واستلطاخ المرجفة الذين يعيشون بيننا ويستخدمون لتمرير الأذي بالمسلمين وأوطانهم.

إنني لست غاضبا من الحاجة فايزة قهي تدرط جيدا ما تفعله وأقسمت بالولاء لأمريكا والعمل على رفعتها لكنني غاضب كل الغضب من هؤلاء الذين يقدمونها كنموذج لمسلمة ناجحة في بيئة عادلة وواجب علينا جميعا أن نغادر سريعا منطقة الانبهار الساذج بالمظهر فأعداؤنا اليون يديرون معركتهم عبر وسطاء يتدثرون بسمتنا وينطقون بلساننا ليطعنوا مستقبلنا ويرسمونه وفق ما يخدمهم.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط