الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قانون مصلحة الصغير


مسودة جديدة لقوانين الأحوال الشخصية سيناقشها مجلس النواب بها بنود كثيرة تستدعي النقاش أهمها من وجهة نظري الجزء الخاص بترتيب الحضانة والتي تم تداول بعض تفاصيلها علي صفحات الجرائد والمواقع الإلكترونية وأثارت الكثير من الجدل.
 
وما أريد أن أتحدث عنه البند الخاص بتعديل ترتيب الحضانة حيث تم تغيير ترتيب الأب بالمسودة في الحضانة للأطفال ليتقدم بعد الأم والجدات وللأسف الكثير من الأمهات الحاضنات يعترضن علي ذلك مؤكدين أن النساء أقدر علي تلبية احتياجات الأطفال وأن هذا الترتيب تم اقراره من لجنة فقهية في مايو 2011 برئاسة دكتور احمد الطيب وأقرت اللجنة باستمرار العمل بترتيب الحضانة للأم ثم والدة الأم ثم والدة الأب ثم أخواتها وليس نقل الحضانة مباشرة للأب ليتقدم بعد الأم والجدات.

في الحقيقة أنا في غاية الغرابة من أعتراض هؤلاء الأمهات من هذا الأمر فكيف بالله عليكم أن يكون ترتيب الأب في الحضانة بعد كل هؤلاء النساء وهل يعقل أن الأب الذي أنجب هذا الطفل وهو جزء منه يكون ترتيبه في الحضانة بعد هذا الطابور الطويل من النساء لأنهن الأجدر علي رعايته أعتقد أن هذه حجة غير  مقبولة فإذا كانت الأم والجدات غير موجودات فأولي بهذا الأب أن يتولي رعاية أبنه ولو في وجود مربية أو زوجة أب تتقي الله فيه أو قريبة من عائلته تتولاه تحت رعايته وهو في كنفه يشهده ويربيه ويعتني به فهل يعقل أن يربي الطفل في بيت خالته وهو موجود يستطيع رعايته والاهتمام به وهل زوج خالته سيكون أحن عليه من أبيه.

 هذا لايمنع من وجود حالات شاذة لبعض الأباء لاتستطيع حماية أطفالها وليكن هناك وسيلة ما في حالة ثبوت ذلك تعديل هذا الترتيب بشكل استثنائي وسريع لمصلحة الصغير.

ليس هذا فقط ولكن هناك نقطة أخري يعترض عليها الكثير من الأمهات وهي فكرة أستضافة الصغير لمدة 48 ساعة في الأسبوع مؤكدين أنه لايوجد لفظ الأستضافة في القرآن أو السنة النبوية وهنا لاأعرف كيف يرددون هذا الكلام فهل يصح أن يمنع الأب من أستضافة أبنه أو بنته في كنفه وتحت رعايته يرعاه ويتقرب منه ويشعر معه بالأبوة وهل يعقل أن تستمر مهزلة لقاء الابن بأبيه الحاضن في مكان غير صالح للرؤية تحت ضغط نفسي كبير وهل هذا في مصلحة الصغير وسوائه النفسي؟

وفكرة أن بعض الآباء يقومون باستغلال قانون الرؤية لمجرد العند مع الأم لإغراقها في القضايا والمشاكل تاركين مصلحة الصغير مع أنهم لا يلتزمون بالرؤية مستغلين الثغرة في القانون الحالي بعدم وجود جزاء للأب الذي يتخلف عن الرؤية وأيضا هناك أكثر من يستغلونها في التخطيط لأخذ الأطفال خارج البلاد أو في مكان بعيد عن الأم فكرة غير مقبولة ولا مقنعة ولا تعادل الجفاء الذي ينشأ بين الأب وأبنه في حال الرؤية ثلاثة ساعات في مكان غير لائق.

ولا يصح أن تمنع الغالبية من الأطفال أن يعيشوا حياة سوية مع آبائهم وجداتهم للأب وعماتهم لمجرد وجود بعض الحالات الخاصة التي تتصرف بشكل غير سوي.

وفي النهاية يجب أن يراعي كل من الأب والأم مصلحة الصغير وسوائه النفسي وعليهم أن يراهنوا علي نجاحه في حياته وكفي أنهما لم يستطيعا توفير حياة سوية له يعيش فيها كأقرانه بين حنان أمه ورعاية أبيه. 
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط