الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شعوب في الغفلة.. وإيران خطر


على عكس الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في علاقته المتوترة مع إيران، والتي احتشدت بالعقوبات والملاحقات.

يقوم الرئيس الأمريكي الجديد، بايدن، بالهرولة نحو إيران وإذاعة البيانات تلو الأخرى بأن سياسة العقوبات ضد طهران كانت فاشلة ولم تمنعها من السعي لحيازة سلاح نووي ولا دعم ميليشياتها المسلحة.

وبعيدا عن أن هذه الرؤية تنطوي على أكاذيب حقيقية يعلمها الجميع حتى بايدن نفسه. فإن مؤشرات السياسة الأمريكية الحالية ضد إيران معبأة بخطر حقيقي. لأنها باختصار صفقة جديدة بلا أي ضمانات.

 والحديث بالعقل يؤكد أن إيران خطر هائل على الأمن القومي العربي. كما أن سياساتها القائمة على دعم الميليشيات المسلحة في لبنان واليمن والعراق وسوريا وجيش هائل من العناصر والميليشيات السرية في أوروبا وأمريكيا الجنوبية. يؤكد أن صفقة بايدن معها وعود في الهواء. وإنها ستنعكس حتما بالضرر على الأمن القومي والعربي، خلال الفترة القادمة وتهدد المصالح الأمريكية ذاتها.

وإن كان ليس من حقنا أن نتحدث عن المصالح الأمريكية وبايدن أدرى بأولويات بلاده. فمن حقنا المطلق الحديث عن الأمن القومي العربي وإيران تهدده جملة واحدة بلا جدال.

والصفقة النووية معها تقوم على هراءات لأنها تقوم على دعمها وفتح الأبواب أمامها اقتصاديا وتجاريًا ورفع العقوبات عنها في مقابل التخلي عن الطموح النووي. ومعروف بالطبع أن هناك مشروع نووي إيراني سري.

في نفس الوقت، فإن الصفقة معها وإن طالت الصواريخ الباليستية فإنها لم تلزم إيران ولن تلزمها، بوقف الدعم المالي وتقديم الأسلحة لميلشياتها العسكرية المسلحة الإرهابية في 4 عواصم عربية.

وإذا كان البعض وعلى مدى السنوات الماضية، قد نادي بالصلح مع ايران وتعزيز العلاقات معها. فإن الكثيرين لم يعارضوا ذلك، وقت طرحه، المهم أن تثبت إيران فعلا انها ساعية لهذا الأمر مثلنا، وأنها تريد أيضا تعزيز علاقاتها العربية. لكن الفعلي والمقدم على الأرض أنها تنسف كل علاقاتها العربية وتدمرها بسياسات استعمارية وتوسعية مشهرة ومعلنة وتلعب على وتر ديني وتأجيج مذهبي.

إيران خطر ومن يقل غير ذلك بحجة أن معاداتها تصب في صالح إسرائيل أو في صالح الولايات المتحدة لا يرى الأمور بمنظرها الصحيح، لأن إيران تمثل نفس الخطر وقوة اقليمية لها مطامع شديدة وتدخلاتها السافرة دمرت دولا عربية برمتها.

وبعد.. إذا كان بايدن، يهرول لإيران وهو يقوم بذلك الان فليهرول وليأخذ المرشد خامنئي في أحضانه. لكننا كدول عربية لا نزال في الغفلة ونائمون، ولابد من سياسات عربية جماعية، تتجاوز عجز الجامعة العربية وقلة حيلتها وتتخذ سياسات واضحة تجاه إيران تجبرها عن الخروج من أراضينا العربية. فالعراق واليمن ولبنان وسوريا يخصوننا نحن الدول العربية، ولا يخصون المرشد الفارسي ولسنا ملزمين بتحقيق أحلامه وتوسعات المؤسس "الخميني".
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط