الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

النفس في القرآن والفرق بين أنواعها.. علي جمعة يوضح

النفس في القرآن والفرق
النفس في القرآن والفرق بين أنواعها.. علي جمعة يكشف عنها

النفس القرآن، النفس البشرية قالوا فيها ونظَّروا، وجعلوا لها عِلمًا يدرسها على أساس المادة فقط، لا علاقة له بوحي الله- سبحانه وتعالى- ولا علاقة له بأخلاقٍ من ميراث النبوة، ولا علاقة له بالإنسان الذي جعله الله خليفةً له في الأرض ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ﴾.

النفس الأمارة بالسوء

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن البعض التفتوا من (الإنسان) إلى: المادة ، قطعة اللحم التي أمامهم ، إلى النفس الأمارة بالسوء ﴿ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِى إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّى﴾ نظروا إلى هذه النفس الأمارة بالسوء، وكفى، ولكنِ المسلمون ينظرون نظرة أخرى ليست كنظرة هؤلاء.

وتابع عضو هيئة كبار العلماء أنهم بنوا الخطاب مع الإنسان من خلال نفسه الأمارة بالسوء، حتى قال فرويد: إن كل تصرفات (الإنسان) تنشأ من غريزته الجنسية! نعم النفس الأمارة بالسوء فيها هذا الجانب، ولكن... مَن الذي قال أن (الإنسان) ينبغي أن يُسلم نفسه لهذا؛ لشهواته وشهوات قلبه وكبره وغرائزه يفعل فيها ما يشاء، وحتى لا يكتئب فإن عليه أن يرتكب ما أسماه ربنا بالمعاصي، وأن يتعدى حدود الله لأنه لا يرى في الكون إلا نفسه.

وواصل جمعة: نعم كل هذا الكلام صدق في حدود النفس الأمارة بالسوء، ولكن ربنا -سبحانه وتعالى- أرادنا أن نخرج عن إتباع هذه الشهوات وألا نميل ميلًا عظيما؛ فرسم لنا نفسًا أخرى: ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِى إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِى فِى عِبَادِى * وَادْخُلِى جَنَّتِى﴾.

النفس الراضية المرضية

وبين أن النفس الراضية المرضية التي يتبلور بها الرضا عن ربها، وعما أقامها فيه من خير وعما أقامها فيه من وظيفة ليصل بها إلى الاطمئنان- رضيت عن الله فاطمأنت.

النفس المطمئنة

وذكر أن النفس المطمئنة التي إذا سارت في الأرض تعلم أن هذه الأرض من أجساد الناس عبر العصور؛ فالموت حقيقة؛ والله سبحانه وتعالى خلق الموت والحياة ليبتلينا ويمتحننا أيُّنا أحسن عملا".

النفس اللوامة

قال الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الإنسان قد يسهو في صلاته للحظة فترجعه نفسه للتركيز في الصلاة فهذه تكون النفس اللوامة التي إذا سها صاحبها أرجعته الى الله مرةً أخرى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ليس للمرء من صلاته إلا ما عقل منها)).

وأضاف وسام، فى إجابته على سؤال « هل من سها فى الصلاة لم يكن خاشعًا فيها؟»، أن ذهاب الخشوع لا ينبغي أن يتساهل فيه الإنسان، فمن يري أنه لا يجد الخشوع في صلاته فعليه ان يبحث عنه في نفسه وأن يتحرى أسبابه حتى يوفقه الله إليه.

وأشار الى انه يجب على الإنسان أن يكون لديه غاية ومقصود يضعه أمامه حتى يصل اليها فمن اكثر قرع الباب أوشك ان يُفتح له فإن الله لا يرد سائلًا، لكن لابد ان يكون الإنسان صادقًا في طلبه وسؤاله فإذا صدقه في طلب الخشوع فإن الله عز وجل يمنحه اياه لكن الشأن فى الصدق وهذا يعرف إن يُلِح الإنسان فى طلبه فإذا اللححت وتهيأت وأخذت بالأسباب وسلكت الطريق فإن الله سبحانه وتعالى يرزقك التوفيق ويجعل الخشوع في صلاتك.

الفرق بين القرين وحديث النفس

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن النفس الأمارة بالسوء تأثيرها على صحابها أخطر من القرين الذي يزين له الشهوات.

وأوضح «جمعة»، خلال فتوى له عبر صفحته الرسمية ، أن القرين يزين للإنسان الشهوات ولا يلح عليه بل يعرض عليه المعصية ويتركه للاختيار، أما النفس الأمارة فتلِح على صاحبها بفعل المحرمات ولا تتركه إلا بفعلها، مستشهدًا بقول الله تعالى: «قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ» سورة ق الآية (27).

ونبه المفتي السابق، على أن الإنسان غير السوى يكون ألعوبة بيد الشيطان، لأنه يفرح بعروضه الشيطانية التي تميل إليها نفسه الأمارة بالسوء وتطالبه بالمزيد منها.

الفرق بين الروح والنفس

قال الدكتور مبروك عطية الداعية الإسلامي، إن الفرق بين النفس والروح هي أن الأولي تتصل بالشهوات والماديات، فيما تكون الروح من أسرارا الله سبحانه وتعالى.

وأوضح «عطية» خلال تقديمه برنامج «كلمة السر»، في إجابته عن سؤال: «ما الفرق بين النفس والروح؟»، أن خلاصة الكلام في النفس، هي ما يتصل بالشهوات والماديات فهي خاصة بالماديات فيمكن تغييرها وتبديلها، أما الروح فهي من أسرار الله تعالى وسر الحياة، فمتى كان الإنسان حيًا ففيه روح وتنتهي الحياة بخروجها من الإنسان.

واستشهد بما ورد بقوله تعالى: «‏وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلًا» الآية 85 من سورة الإسراء.