الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أفكار المواطن ‫..‬ في البريد‫!‬


‎فى أى دولة متقدمة تقدس العلم .. وتؤمن بحُرية الخيال والرؤية، يتحصن النظام السياسى بدائرة من المتخصصين الموهوبين ورجال الأفكار .. ويحمى سلطته بمجموعة منتقاة بعناية وخبرة من أهل المعرفة والثقافة والمهارة فى البناء والتعمير وكتابة روشتات العلاج للأزمات الاقتصادية والمشاكل الاجتماعية .. وكثيرا ما نناشد بالاستماع لهؤلاء والإنصات لنصائحهم وإرشاداتهم للاهتداء بها على طريق الإصلاح والتنمية والقضاء على مظاهر الكسل والضعف .. والفساد!.


وإذا كانت رأس السلطة على اتصال بالمستشارين وعلى دراية "يوميا" باقتراحاتهم ومبادراتهم لوضع حلول جذرية لمشاكلنا المتراكمة، ومنها ما يخضع للدراسة أو يتقرر تجميده وتخزينه فى الثلاجة لأجل غير مسمى، فثمة أفكار ومبادرات لملايين العقول داخل مجتمعنا تتشوق لنشرها وإرسال صوتها إلى أبواب الرئاسة لعلها تفيد وتخدم استراتيجية البناء والتعمير .. ودائما يتلقى بريدنا الإلكترونى بحكم مهنتنا القائمة على البشر والاحتكاك المباشر بالشارع وهمومه مئات الإيميلات والرسائل تتضمن وسائل وأدوات يمكن الاعتماد عليها والرهان على تفاصيلها .. ووظيفة العبد لله تسليط الضوء عليها والتنبيه إليها من باب الأمانة الصحفية أولا .. والأمل فى التغيير للأفضل ثانيا!.


وآخر رسالة من المهندس الفيزيائى حسن السيسى الحاصل على ماجستير الطبيعة والنانوتكنولوجى من جامعة "كوانجو" للعلوم والتكنولوجيا بكوريا الجنوبية .. وقد دفع الوازع الوطنى والعلمى المواطن المصرى للتفكير عمليا فى 3 مشروعات لحماية موارد الدولة وربطها بالمصالح الاقتصادية لأشقائنا فى الخليج .. ويتحدث المشروع الأول عن آلية استغلال "خط سوميد" لنقل البترول الممتد من العين السخنة على خليج السويس إلى سيدى كرير على ساحل البحر المتوسط بالإسكندرية، وتدور فكرة باحثنا حول تطوير  الخط ليصل بين خليج السويس وسيناء والعقبة ليمتد إلى المملكة العربية السعودية بما يعود بالنفع على نفوذ مصر السياسى وإنعاش اقتصادها بضخ مليارات الدولارات إلى خزينة الدولة من ناحية، وقطع الطريق على المشروع الإسرائيلى الذى يستهدف ربط خط إيلات عسقلان بالخليج كله وتهديد المصالح المصرية والعربية من ناحية أخرى.


والمشروع الثانى يتناول إعمار الوادى الجديد عن طريق استغلال المياه الجوفية وإنشاء مدن جديدة وصولا إلى بناء خط برى آخر يسهل حركة النقل والتجارة المتبادلة بين مصر وليبيا وبما يحمى الحدود بين البلدين من أى انتهاكات أو تهديدات أمنية .. أما المشروع الثالث فيتركز على محور "أسوان - الكفرة" وكيفية تطويره ليتحول إلى مدخل استراتيجى لدعم العلاقات بين مصر وليبيا.


والمهندس السيسى فرد من أفراد العائلة المصرية الكبيرة، ولغيرته على وطنه وثروات أرضه تحرر بفكره وطموحاته لبناء مشروعات فى ذهنه بعد أن سخَّر خبراته العلمية ومعلوماته الغزيرة لصياغتها وكتابة أوراقها .. فلماذا لا تشق هذه الدراسات المبشرة طريقها إلى مكاتب المستشارين المحيطين  بدائرة القيادة السياسية لقراءتها والتواصل مع صاحبها؟! .. وكيف يتسنى لأى باحث وطنى أن يجلس مع "رجال الأفكار" فى مؤسسة الرئاسة وتقريب وجهات النظر وتلك "المبادرات الشعبية" لاتخاذ قرار أو خطة بشأنها؟! .. وهل تتوفر الضمانات الكافية ليفوز المشروع المطروح بثقة النظام واحتضان الحكومة ومكافأة صاحب المبادرة بما يستحقه ماديا وأدبيا؟!.


إن عقلية الرئيس عبد الفتاح السيسى تستقبل هذه الأفكار بصدر رحب، وتمنح الضوء الأخضر لمناقشتها وتفنيد خطواتها حتى وإن سبق طرحها يوما ما .. والمفترض أن تتحلى الحكومة بنفس المنطق وتفتح "بريدها" لتلقى رسائل المواطنين الشرفاء وما تحتويه من خدمات ومعلومات يمكن الاستفادة منها وتوظيفها .. ولا مانع من معالجتها وتصويب مابها من أخطاء أو ثغرات إن وُجدت طالما بمقدورنا أن نجنى من وراء هذا التعاون "ثمارا طيبة" لنا ولأبنائنا وأجيالنا .. فهل نطمع فى سرعة الرد والاستجابة لـ "أفكار مواطن متطوع" فى قائمة انتظار طويلة .. وعامرة بـ "عقول جريئة"؟!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط