من الفقر لـ ملكة المسرح.. بديعة مصابني سورية تزعمت الرقص في مصر 30 سنة

من سوريا إلى لبنان وحتى مصر ،  ترجلت بديعة مصابني كثيرًا قبل أن تصبح ملكة المسرح و عميد الرقص الشرقي ، والتي كانت سببًا في إحياء الرقص الشعبي والفنون الاستعراضية في مصر في أوائل القرن الماضي، وذلك بعد تأسيسها فرقة بديعة مصابني للرقص والتمثيل المسرحي ، لتتفرد في مجالها ويخرج من فرقتها العديد من الأسماء المصرية اللامعة في ذلك المجال .

تحل اليوم ذكرى ميلاد الراقصة سورية الأصل بديعة مصابني ، ولدت في دمشق لأب لبناني وأم سورية ، ثم هاجرت مع والدتها جميلة الشاغوري إلى أمريكا الجنوبية لتعود في عام 1919 إلى مصر وتعلمت الغناء والرقص وعاشت أعوامًا طويلة فيها، وأتيح لها أن تخرج كثيرا من الفنانين من خلال صالتها .

كانت فرقة بديعة مصابني أشبه بمدرسة تخرج فيها عدد كبير من فناني الغناء الاستعراضي ومن أبرزهم فريد الأطرش وتحية كاريوكا وسامية جمال وحورية محمد وببا عز الدين ومحمد عبد المطلب وهاجر حمدي ومحمد الكحلاوي ومحمد فوزي وإسماعيل ياسين، ممن لمعت أسماؤهم في مجال الفن في السينما والمسرح والاستعراض.

ظلت بديعة مصابني تتزعم المسرح الاستعراضي نحو 30 عاما، استطاعت خلالها أن تجمع ثروة طائلة، إلا أنها كانت تعاني من بعض المشاكل التي حولتها إلى دوافع للنجاح والشهرة وكسب المال ، فمثلًا كانت تعاني من الفقر الشديد مع أمها السورية وأبيها اللبناني ، وجاءت إلى مصر مع والدتها للبحث عن خالها الثري إلا أنها اكتشفت أنه توفي ووجدت قبره بالشرقية .

كازينو بديعة مصابني

أسس كازينو بديعة مصابني في ميدان الاوبرا سنة 1929 ويعتبر الكازينو بمثابة أكادمية للفنون تخرج منها أكبر نجوم الفن في ذلك الوقت وكان من رواد الكازينو الأدباء والفنانين يتخدون من الحديقة مكانا لندواتهم ولقاءاتهم وكان الأديب نجيب محفوظ يقيم ندوة أسبوعية فيه وغنى في مسرح الكازينو كبار المطربين في بداياتهم ورقصت عليه سامية جمال وتحية كاريوكا وحورية محمد.

وفي سنة 1934، تم تصوير إعلان للكازينو ترقص فيه بديعة وتغني مع فرقتها وكان يعرض في القاعات السينمائية قبل الأفلام ليروج للكازينو وكان من رواده الأوائل الملك فاروق.

تزوجت بديعة من نجيب الريحاني سنة 1925 حتى سنة 1949 قبل وفاته بأشهر وقد لعب نجيب الريحاني دورا فنيا كبيرا في حياة بديعة مصابني وقد شكلا ثنائيا كبيرا في أكثر من عمل مسرحي وتجولا في أنحاء العالم.