الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إيران بين سندان الاحتجاجات الداخلية ومطرقة الضغوط الدولية بسبب برنامجها النووي.. ماذا يحدث في جمهورية المرشد؟

علي خامنئي
علي خامنئي

- الولايات المتحدة: صبرنا على إيران له حدود
- ألمانيا: ندعو إيران لقبول العرض الأوروبي لإنقاذ الاتفاق النووي
- المحتجون في إيران يشعلون النار في صورة للمرشد الإيراني


لا يزال المجتمع الدولي يواصل الضغط على إيران، من أجل الوصول لحل بشأن الاتفاق النووي الذي بدأ في الانهيار، منذ خروج الولايات المتحدة منه عام 2018، في عهد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، وذلك يأتي تزامنًا مع توترات داخلية تشهدها إيران بسبب تصاعد حدة الاحتجاجات في عدة مدن إيرانية بسبب الحرس الثوري الإيراني.

وقال السفير الإيراني في جنيف، إسماعيل بقائي هامانه، أمام مؤتمر نزع السلاح الذي ترعاه الأمم المتحدة، إنه لا بد للولايات المتحدة من أن تخطو الخطوة الأولى في إنقاذ الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع القوى الكبرى، مضيفًا: "يقع على عاتق الطرف المخالف عبء العودة واستئناف العمل بالاتفاق والتعويض عن الأضرار وكذلك التأكيد على أنه لن ينسحب مجددا".

وتابع: "ثمة مسار للمضي قدما ذو نتيجة منطقية مثلما أوضح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في الآونة الأخيرة".

من جانبها، أعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير لها أمس، عن قلقها البالغ إزاء إمكانية وجود مواد نووية في موقع غير مصرح به في إيران، وفق ما ذكرت وكالة "فرانس برس".

وجاء هذا التقرير في جو من التوتر، فيما بدأت إيران الحد من عمليات التفتيش التي تقوم بها الوكالة الأممية بعد انتهاء مهلة حددتها إيران لرفع العقوبات الأميركية المفروضة عليها.

وسبق أن أشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى هذا الموقع في تقريرها الصادر في نوفمبر، معتبرةً توضيحات إيران "غير موثوقة". والموقع هو مستودع في توركز آباد في العاصمة الإيرانية.

وكتبت الوكالة في التقرير أن "وجود جزئيات من اليورانيوم الناجمة عن نشاط بشري، غير مصرّح بها من جانب إيران، يعكس بشكل واضح وجود مواد نووية /أو معدّات ملوّثة بمواد نووية في هذا المكان".

وقالت الوكالة "بعد 18 شهرًا، لم تقدم إيران بعد التفسيرات اللازمة والكاملة والتقنية الموثوقة" مشيرةً إلى أن مديرها العام رافايل غروسي الذي توجه في نهاية الأسبوع الماضي إلى طهران، أعرب مجددًا عن "قلقه حيال غياب التقدم" في هذه المسألة.

وتواصل إيران تكديس اليورانيوم الضعيف التخصيب، الذي باتت كميّته حاليًا تتجاوز بـ14 مرة الحدّ المسموح به في الاتفاق المبرم العام 2015، بحسب هذا التقرير الذي سيدرسه مجلس حكام الوكالة الأسبوع الماضي.

من جانبها، جددت الولايات المتحدة على لسان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، تأكيدها على عدم وجود أي نية لرفع العقوبات المفروضة على إيران قبل امتثال الأخيرة لبنود الاتفاق النووي.

وقال برايس، إن الولايات المتحدة تهدف لفرض قيود فعالة على قدرة إيران على الوصول للسلاح النووي، مضيفًا أن صبر واشنطن على طهران له حدود.

بدوره، وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، إيران إلى الموافقة على المبادرات الدبلوماسية المعروضة من الغرب، من أجل الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني.

واتهم ماس في تصريحات نقلتها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، طهران بتقويض الشفافية المطلوب إظهارها في الاتفاق النووي الإيراني، عقب بدء إيران فرض قيود على التفتيشات الدولية لمواقعها النووية.

وأضاف "في النهاية، إيران بحاجة إلى فهم أن ما هو مهم هو خفض التصعيد، وقبول العرض الدبلوماسي المطروح على الطاولة".

واعتبر ماس أن الشفافية المطلوبة من إيران في إطار الاتفاق النووي لن تتحقق حاليًا، واستدرك قائلًا: "ولكننا ما زلنا نريد استغلال الثلاثة أشهر تلك، بجانب شركائنا الآخرين في الاتفاق النووي، لمناقشة كيفية عودة الولايات المتحدة إلى هذا الاتفاق خطوة بخطوة".

من ناحية أخرى، تصاعدت حدة المظاهرات، التي اجتاحت أكثر من 8 مدن إيرانية، حيث عمد المتظاهرون إلى حرق صورة المرشد الإيراني، علي خامنئي، واقتحام أقسام الشرطة، وذلك بعد مقتل 40 شخصًا على الأقل برصاص الحرس الثوري الإيراني.

وبدأت الأحداث في التصاعد خلال الـ24 ساعة الماضية، بعدما أغلقت قوات حدودية باسم "مرصاد" تابعة للحرس الثوري طريق مرور شاحنات الوقود إلى داخل باكستان، ما أثار غضب عمال نقل الوقود من قومية البلوش التي تقطن مناطق جنوب شرقي إيران.

وتظاهر العشرات من عمال نقل الوقود، أمس الأول، أمام مقر الحرس الثوري في منطقة سراوان الحدودية للمطالبة بإعادة فتح طريق لهم، لكن عناصر الحرس الثوري أطلقت النار عليهم ما أوقع قتلى وجرحى بينهم.

وعلى الرغم من إعلان المسؤولين الإيرانيين أن الأجواء في هذه المناطق قد هدأت، إلا أن التقارير الإعلامية تفيد شروع السكان بالدخول في إضراب عام، ببعض مدن سيستان-بلوشستان، تزامنا مع الإجراءات الأمنية التي فرضتها الشرطة الإيرانية في المحافظة.

وأفاد حساب "رصد بلوشستان"، الذي يغطي أخبار هذه المناطق على "إنستجرام"، بحدوث إضراب في "دزاب"، احتجاجًا على قتل الحرس الثوري لناقلي الوقود وقمع أهل سراوان.

وبحسب التقرير فإن "القوات الخاصة تجمعت أمام السوق المشتركة وقامت بدوريات داخل السوق".

وكتبت قناة "رصد بلوشستان" على تطبيق "تليجرام" أيضًا أن "عناصر الأمن في مدينة سراوان لا يسمحون للمواطنين بالدخول والخروج، وأن الأجواء في مدن بلوشستان ملتهبة وأمنية للغاية".

ووفق التقرير المذكور وبعض مقاطع الفيديو المنتشرة على "تويتر"، فقد نظم أهالي سائر مدن المحافظة بما فيها زاهدان، وإيرانشهر، وبهره، وجكيكور، وسراوان تجمعات وإضرابات واسعة، جاءت تضامنا مع أسر ناقلي الوقود المقتولين على يد الحرس الثوري.