الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الفيسبوك دليلي!


فجأة استيقظت على صرخة صديقتي المدوية،.. لقد خانها حبيب روحها.. نعم.. خانها ودليلها الذي لا يقبل تشكيك ولا حد أدنى من التفكير مجموعة من محادثات الماسنجر!.. كادت تموت أمامي كلما روت عن فريق الاستخبارات العشقية الذي ساعدها في الوصول لتلك الرسائل الغرامية، فمن توجته ملكًا على عرش قلبها يدمن الأحاديث الالكترونية وهاتفه مزدحم دومًا بتطبيقات دردشة لا حصر لها..



أشهر وهي معلقة حياتها الزوجية على تسجيل إعجاب وكلمة في تعليق تأتيها من الصفحة الفيسبوكية  لرجل عمرها..حتى أصبح استقرارها مرهون على رسالة تصلها من التطبيق هذا أو انشغال زوجها وأحد المتشككات فيهن في نفس الوقت على التطبيق ذاك.. ودون سرد تفاصيل مؤلمة وشرح هوامش موجعة، جاءها دليل خيانته الالكترونية.. وكان الطلاق!

 

لم تكن صديقتي الوحيدة التي خربت التطبيقات الالكترونية بيتها.. فقد شهدت إحصائيات الجهاز المركزي  للتعبئة العامة والإحصاء  وقوع 225ألف حالة طلاق عام 2019، منهم 10 آلاف و500حالة خلع، بينما تنظر محاكم الأسرة المصرية حوالي 1500 قضية أحوال شخصية يوميًا، 15%منهم ناجمة عن خلافات زوجية جراء إدمان وسائل التواصل الاجتماعي على حد ما رصدته المحاكم.. فضلًا عن قضايا عدة حاولت صحابتها أثبات زنا الزوج عن طريق أحد المكاتيب الإلكترونية سواء على تطبيق ماسنجر أو واتساب وغيرهما..



والغريب أن أحد أطراف  تلك القضايا لم يحاول الوقوف مع نفسه للوصول إلى الأسباب والدوافع وراء إدمان الخيانات الالكترونية، وكأن البحث والتدقيق عن أدلة أثبات لغدر من كان يومًا حبيب هو شاغله الشاغل الذي أنساه الفعل ذاته!.. 



ولا أعرف لما ولا كيف وجدت نفسي أترحم على حب زمان بل وخيانات زمان!،.. وقتها كانت طله العين دليل،
ولمسة اليد بوصلة عاطفية للمشاعر الغرامية.. أما دقة القلب فلا يوجد مؤشر أصدق منها ليخبرنا بخبايا الأخر الوجدانية.. وطبعًا أبجدية العشاق قائمة على دوار لهفة الأشواق، والحنين الهادر لرنة هاتف أرضي ننتظر بالساعات حرارته حتى نحظى بمكالمة تطمئن خاطرنا!..



مساكين عشاق هذا الزمان،.. فدخول التطبيقات الإلكترونية في الحياة الزوجية لم يلحق أذى بالعلاقات العاطفية فحسب بل بأحلامنا النسائية وغد أبنائنا.. 



تعالوا معًا نفتش عن دوافع الخلل الذي هدم كثير من البيوت تحت مسمى "وسائل التواصل الاجتماعي".. ولكي أكون أكثر إنصافا، فأنا لا أرجع الخيانات العاطفية لتلك الأدوات الإلكترونية فقط.. فالغدر معروف من قديم الأزل لكنه بات سهلًا مع تعدد الوسائل التكنولوجية، والتي تسببت في اعتياد بعض الرجال على محادثات شاذة ما أثر على علاقاتهم الزوجية!..



فيا كل باحث عن السعادة الأسرية،.. أهجروا تلك الآفات الالكترونية واشغلوا أنفسكم بهوايات واهتمامات مشتركة لتنعموا معًا بعلاقة عاطفية سوية.. ويا كل مهتم باستعادة الحب الذي كان،.. ليتنا نتكاتف جميعًا ويدعو كل واحد فينا الأهل والأصدقاء لهجر تلك الدردشات الهاتفية، وإعادة أواصر المحبة والتواصل الاجتماعي القائم على الزيارات، وليس إعجاب ورسالة مجاملة على واتساب..

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط