الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مَحْو الأُمِّية.. والبِداية الحقيقيَّة لِلتَنْمية


 

• فاجأني المُفَكِّر الاقْتِصادي "الدُّكْتور جودة عَبدالخالِق" أُسْتاذ الاقْتِصاد بِجامِعة القاهِرة والوَزير السابِق الحاصِل على جائِزة النيل في العلومِ الاجْتِماعيَّة لِلعام2020م – عِنْدَما أرْسَلَ لى مَقالَهُ المَنْشور بِصَحيفَةِ "الأهالي" المَصْريَّة في العاشِر مِنْ فِبْراير2021 بِعُنْوان "المَشْروع القومي الأهَم" – كانَ مِنْ أسْبابِ المُفاجأة إدْراكه بِعَقْلِ الخَبيرِ والمُفَكِّرِ أنَّهُ عِنْدَما تَكون الأُمِّية تَضْرِبُ قِطاعًا كَبيرًا مِنَ المُجْتَمَع، فَإنَّ أيَّة جُهود لِلتَنْمية الحَقيقية تَذْهَب إلى هَباءْ، ولا تُحَقِّقْ الهَدَف مِنْ وَراءِها ...!؟! – أوْضَحَ الدُّكْتور جودة أهَمِّية القَضيَّة التي رُبَّما نَسْتَهينُ بِها – وقَدْ غَفَلَ عَنْها أغْلَبُنا رَغْم تَعَدُّد المَشْروعاتِ القَوْميَّة وتَنَوُّعها ...!؟! بَيْنَما مَشْروع "القَضاء على الأُمِّية" يُراوِحُ مَكانَهُ في دائِرَةِ "الفَراغ والعَدَمْ"...!؟! – مُتَسائِلًا كَيْفَ وأنَّ مِصْر بِحَضارَتِها الضارِبة في أعْماقِ التاريخ – قَدْ عَرَفَتْ الكِتابة قَبْلَ الميلاد بِثلاثة آلافِ عام ...!؟! – وكَيْفَ أنَّ ضَبْط عَمَليَّات الإدارة والاقْتِصاد في الدَوْلة تَتَطَلَّب مَعْرِفة القِراءة والكِتابة...؟!؟ – كَما أنَّ مِصْر هي مَوْطِن "مَكْتَبة الإسْكَنْدريَّة القَديمة" التي عَلَّمَتْ فَلاسِفة العالَم – فَضْلًا عَنْ كَوْنِها مَعْقَل "الأزْهَر" الجامِع والجامِعة مُنْذُ أكْثَر مِنْ ألْف عام ...؟!... فَلِماذا والحال هَذِهِ يُعاني ما يَقْرُب مِنْ ثُلْث سُكَّانِها مِنَ الأُمِّية وعَدَم مَعْرِفة القِراءة والكِتابة ...!؟! – ولِماذا لَمْ تَنْجَحْ الإدارات المِصْريَّة المُتَعاقِبة في القَضاء عَلَيْها على مَدى مائة عام مُنْذُ اسْتِقْلال مِصْر في أعْقاب ثَوْرة 1919 – مُرورًا بِالتَغَيُّراتِ التي شَهِدَها حُكم البِلاد مِن النِظام المَلَكي في ظِلِّ الاحْتِلال – إلى النِظامِ الجُمْهوري مَعَ الاسْتِقْلال...!؟!.

• بَعْد قِراءَتي لِلمَقالِ الهام – رأيْتُ أنَّهُ لابُدَّ مِنْ كِتابة "مَقالًا آخَر" لِلتأكيدِ على أهَميَّة ما طَرَحَهُ الدُّكْتور جودة عَبْدالخالق – لِتَوْضيحِ وِجْهة النَظَرِ حَوْل تَداعيات اسْتِمْرار هَذِهِ الظاهِرة الخَطيرة – ولِماذا كُلّ هذا الفَشَل في الوصولِ إلى الاُسْلوبِ الأمْثَل لِلتَخَلُّصِ مِنْها ...؟!؟ – هذا الفَشَل الناجِم بِالأساسِ عَنِ الاسْتِخْفافِ بِأهَميَّةِ العِلْمِ والتَعْليم في بِناءِ الفَرْدِ وتَطْويرِ المُجْتَمَعْ خُصوصًا إذا كانَ التَعْليم هوَ مِحْوَر حياة الأُمَمِ والشُعوبِ في صِراعِها مَعَ الفَقْر والتَخَلُّفِ والجَهْل – يُحَدِّثُنا الدُّكْتور جودة عَنْ "مَحْوِ الأُمِّيَّة الأبْجَديَّة" التي يَجِب أنْ نَشْعُرَ بِالخِزْي إزاءِها ...!؟! – فَماذا عَنِ الأُمِّيَّة الثَقافيَّة التي يُعاني مِنْها أعْداد لا حَصْرَ لَها مِنَ المُتَعَلِّمين – لاسيَّما خَرِّيجي الجامِعات جَرَّاء الخَلَل في مَناهِجِ التَعْليمِ الجامِعي وإهْمالِ تَنْميَة القُدُراتِ على البَحْثِ والتَفْكيرِ والحِوارِ والنَقْدْ ...!؟! – بَيْنَما الأمْر الأكْثَر خُطورَة يَتَعَلَّقُ بِعَمَليَّةِ التَسَرُّبِ مِنَ التَعْليمِ خُصوصًا "التَعْليم الأساسي" لِانْتِشارِ ظاهِرة "تَشْغيل الأطْفال" بِسَبَبِ عَوامِل الفَقْرِ وغَيْرِها مِنِ انْعِدامِ الوعْي بِأهَمِّيَّةِ التَعْليمِ في حياةِ الفَرْدِ والمُجْتَمَعْ ...!؟!.

• أُشاطِرُ الدُّكْتور جودة عبدالخالق الرأي في أنَّ "تَنْمية البَشَر" هي الضَمان الحَقيقي لِلحِفاظِ على ما يَتِمَّ إنْجازَهُ مِنْ مَشْروعاتٍ في كافَّة أوْجُهِ النَشاطِ الاقْتِصادي والعُمْراني في الوَقْتِ الراهِنْ – ورُبَّما يَكون مِنْ أحَدِ أهَمِّ أسْباب الفَشَلِ في القَضاءِ على الأُمِّيَّة يَعودُ بِالأساسِ إلى إهْمالِنا اللُّغة الاُمْ "اللُّغة العَرَبيَّة" والانْتِقاص مِنْ قَدْرِها، وقَدْ تَدَهْوَرَتْ أحْوالها جَرَّاء الاهْتِمام المُفْرِط بِتَعَلُّمِ اللُغاتِ الأجْنَبيَّة مُتَناسين أنَّهُ بِدون إتْقان العَرَبيَّة فَلَنْ نَتَمَكَّنَ مِنْ إتْقانِ أيِّ لُغَةٍ أُخْرى ...!؟! – وهُنا يأْتي دَوْر "نُخْبَةِ المُجْتَمَع" مِنَ السياسيين والمُثَقَّفين الذينَ يَتَحَمَّلون مَعَ البيروقْراطيَّة الجامِدة أوْزارِ الفَشَلِ في تَحْقيقِ النَجاحِ المَطْلوب لِتَطْويرِ التَعْليمْ، ومِنْ ثَمَّ القَضاء على "ظاهِرة الأُمِّيَّة" التي تَعوق حَرَكة المُجْتَمَعِ وسَعْيِهِ إلى التَغْيير...!؟! – إنَّني على يَقين بِأنَّهُ مالَم نُعيدُ الاعْتِبار لِدَوْرِ "المَدْرَسة الحُكوميَّة" كَقاطِرةِ لِلتَعْليمِ الحَقيقي – الذي يَجِب أنْ يَخْضَعَ لِمَنْظومَةٍ واحدة ولَيْسَ العَديد مِنَ التَجارِبِ والمَناهِجِ الآتيةِ مِنَ الخارِج ...!؟!... عَلَيْنا أنْ نَسْتَفيدَ مِنْ نَماذِجِ النَجاحِ الأُخْرَى والاهْتِداءِ بِها في إصْلاحِ العَمَليَّة التَعْليميَّة وتَطْويرها (لاسيَّما التَجْرِبة الماليزيَّة الناجِحة) وعَدَمِ اسْتِعارة وتَطْبيق مَناهِج الآخَرين في التَعْليم – فَتَكون النَتيجة على المَدى الطَويل "تَبَعيَّة المُتَعَلِّمين" لها – بِما يؤدِّي إلى اسْتِمْرارِ هِجْرةِ ونَزيفِ العُقولِ لِصالِحِ المُجْتَمَعاتِ الأُخْرى التي قُمْنا بِاسْتيرادِ مَناهِجِها في تَعْليمِ أوْلادِنا داخِل بِلادِنا – لِلأسَفِ الشَديد ...!؟!.

• إذا كانَتْ الأُمَّة الإسْلاميَّة في بِدايةِ نَشْأتِها لَمْ تَكُنْ تَعْرِفُ القِراءة والكِتابة – لأنَّها كانَتْ "أُمَّة أُمِّيَّة" – فإنَّ تَعاليم "القُرْآنِ الكَريم" أرْشَدَتْها إلى أهَمِّيَّةِ العِلْمِ والتَعْليم – ويَكْفي أنَّ أول كَلِماتِ الوَحْيِ الإلَهي التي نَزَلَتْ على قَلْبِ الرَسولِ الأمين "إقْرَأ"...!؟! – ولَمْ يَتَمَكَّنْ الإنْسان المًسْلِم مِنْ القِراءةِ إلَّا بِالتَعْليم – وهَكَذا عَنْ طَريقِ السَيْرِ الحَثيثِ لِامْتِلاكِ المَعْرِفة – تَمَكَنَتْ في أقَل مِنْ مائة عام – مِنْ إقامة حَضارة باهِرة لانَظير لَها – بَعْد فَهْم واسْتيعابِ مُقَوِّماتِ الحَضاراتِ السابِقة – لِتُعيدَ تَقْديمِها لِلإنْسانيَّة كُلَّها في رَوْنَقٍ إيماني جَديد لَمْ تَعْرِف البَشَريَّة نَظيرًا لَهُ مِنْ قَبْل – بِما اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ مِنْ آدابٍ وعُلوم وفُنون تَتَواءَم مَعْ روحِ وقيَمِ وأخْلاقِ الإسْلامِ التي تُعْلي مِنْ شأْنِ العَقْلِ والتَفْكير – اسْتَمَرَّتْ هَذِهِ الحَضارة تُضِئُ العالَم مِنْ حَوْلِها قُرابة خَمْسَة قُرون ...!؟! – وعِنْدَما تَخَلَّتْ عَنْ روحِ الدِّينِ الإسْلامي وقيَمه وأخْلاقه تَعَرَّضَتْ لِلتَحَلُّلِ والتَدَهْور في ظِلِّ تَنامي واسْتِشْراءِ ضَلالاتِ الجُمود والخُرافة ومعاداة العَقْل – وعادَ المُسْلِمون يُعانون مِنْ "مِحْنَةِ الأُمِّيَّة" والجَهْلِ مِنْ جَديدْ ...!؟!.

• ...في افْتِتاحِهِ "لِلصَرْحِ الطِبِّي" بِمُحافَظة الإسْماعيلية في شهر فبراير الجاري – تَطَرَّقَ "رَئيس الدَوْلة" في حَديثِهِ إلى خُطورة مُشْكِلة "الزِيادة السُكَّانيَّة" العَشْوائيَّة التي تَعوق كافَّة جُهود التَنْمية – وناشَدَ "السيِّد الرَئيس" المُثَقَّفين القيام بِتَوْعيةِ الرأي العام بِخُطورة المُشْكِلة – إنَّما وبِفَرْض اسْتِجابَتِهِم لِهَذا المَطْلَبْ – فَلَنْ تَكون هُناك نَتيجة تُذْكَر ...!؟! – لأنَّ أصل المُشْكِلة يَكْمُنْ في "مِحْنَة الأُمِّيَّة" التي تُمَثِّل أحَد أهَم مُشْكِلات المُجْتَمَع – هذا هوَ الدور الحَقيقي الذي يَنْبَغي أنْ يَقومَ بِهِ المُثَقَّفون على امْتِداد أرْضِ الوَطَنْ ...!؟! – عَلَيْنا أنْ نُدْرِكَ أنْ أحَدْ أهَم أسْباب الفَشَل في مواجَهة أخْطَر قَضِيَّتين على مَدى نِصْف قَرْن (الأُمِّيَّة والزيادة السُكْانية) يَعودُ إلى أنَّ كُلّ ما تَمَّ بَذْلَهُ مِنْ جُهود لَمْ تَتِم في إطار "مَنْظومة واحِدة" بَعيدًا عَنْ أساليبِ البيروقْراطية الجامِدة التي تَفْتَقِر إلى روحِ الابْتِكارِ والقُدْرَة على المُبادَرة – رَغْمَ أنْ القَضيَّتين وَجْهان لِعُمْلَةٍ واحِدة – فالأُمِّيَّة أحَد الأسْباب المُباشِرة لِزيادةِ السُكَّان ... وعِنْدَما تَزْداد أعْداد السُكَان تَرْتَفِع نِسْبَة الأُمِّيَّة ... وهَكَذا تَتَلاشى القُدْرة على القَضاء على كُلٍّ مِنْهُما مُنْفَرِدة – إنَّما يَجِبُ العَمَل على القَضاءِ عَلَيْهِما مَعًا – وهَذا هو دَوْر رِجال الفِكْر والثَقافة والتَعْليم في المُجْتَمَع – فَضْلًا عَنْ مَسْئولية وَسائِلِ الإعْلامِ في هذا الشأن ...!؟!.

• إنَّني على يَقين بِأنَّ مَسْئولية "مَحْو الأُمِّيَّة" تَقَع على عاتِقِ كافَّة المُثَقَّفين والعامِلين في مِجالاتِ "التَعْليم والثَقافة والإعْلام" هَذا هو مُثَلَّث التأثير الكَبير – لَكِنَّني بِحُكْمِ كَوْني "مُسْتَشارًا إعْلاميًَّا سابِقًا" أتَساءَلْ – أيْنَ دَوْر الإعْلام المؤثِّر في هَذا الشأْن ؟!؟... وأيْن البَرامِج الجادَّة التي تُساعِد على "مَحْو الأُمِّيَّة" مِثْلَما كانَ يَحْدُث في بَرامِجِ الإذاعة في عقدِ السِتِّينيات مِنَ القَرْنِ الماضي ...؟!؟ – بَدَلًا مِنْ بَرامِجِ تَتَّسِمْ بِالسَخافة والثَرْثَرة الفارِغة – التي لا عائِد مِنْ وَرائِها سِوى إضاعةِ الوَقْتِ والمالْ ...!؟! – بَلْ إنَّها في كَثير ٍ مِنَ الأحْيان تَكون مثارًا لِافْتِعالِ مَعارِك وَهْمية تافِهة – وتَوْجيه إهانات لِلنَّاس – مِثْلَما حَدَثَ مؤخَّرًا مِنْ ذَلِكْ "الإعْلامي الجاهِل ثَقيلِ الظِل" الذي تَطاوَلَ على "أهْل الصَعيد"...!؟! – لِماذا لَمْ يَتَعَلَّم قَبْل أنْ يَجْلِس على مَنَصَّتِهِ الإعْلاميَّة – أنَّ "صَعيد مِصْر" على مَدارِ التاريخ هو مَنْ يَمِدُّها بِالرِجال...!؟! ألَمْ يُدْرِكْ أنَّ "الصَعيد" هو مَنْ أنْجَبَ أكْبَر العُقول المِصْريَّة في تارِيخِنا الحَديث والمُعاصِر – مِنْ رِفاعة الطَهطاوي إلى العَقَّاد وطه حسين وغيرهم مِنْ كِبارِ المُبْدِعين ...!؟! إنَّ هذا هو ما تَحَدَّثْتُ عَنْهُ في المَقال – عَنْ "أُمِّيَّة المُتَعَلِّمين" ...!؟! – إنَّنا في حاجَةٍ ضَروريَّة لِإعادةِ النَظَرِ في "دور مَنْظومة الإعْلام – الخاص والعام – تِجاه المُجْتَمَع – وهو دَوْرٌ مؤَثِّرٌ وخَطيرْ – فَلا يَجِب أنْ يَتَصَدَّر المَشْهَد الإعْلامي إلَّا المُثَقَّفين الحَقيقيين مِمَّنْ يَعْرِفون قَدْر مِصْر وقيمَة شَعْبِها – وهَكَذا تَبْدو لي "الأُمِّيَّة الثَقافيَة" أخْطَر – بِكَثير مِنَ "الأُمِّيَّة الأبْجَديَّة".... التي حَدَّثَنا عَنْها مُفَكِّرُنا الكَبيرْ...!؟!".

• يَجِب أنْ نُدْرِكَ أنَّ "مِحْنَة الأُمِّيَّة" هى مَنْ تَقِف وَراء كافَّة الكَوارِثِ والتَشَوُّهاتِ التي تُصيبُ المُجْتَمَع بِأشَدِّ الأضْرار ...!؟! – بِدايَةً مِنِ انْعِدامِ الوَعيِ بِأعْباءِ "زيادَةِ السُكَّان" دونَ تَخْطيط مُسْبَق – بِما يؤثِّر سَلْبًا على كافَّة جُهودِ التَنْمية ...!؟! – وما يؤدِّي إليْهِ ذَلِكَ مِنْ تَزايُد أعْداد "أطْفالِ الشَوارِع" نَتيجَةِ الفَقْرِ والجَهْل – وانْتِشارِ "البؤَرِ العَشْوائيَّة" في قَلْبِ المُدُنِ وعلى أطْرافِها – بِكُلِّ ما يَسودُها مِنْ جَرائِمِ العُنْفِ والبَلْطَجة والانْحِرافِ التي تُهَدِّدُ الأَمْن والسِلْم العَامْ ...!؟!.

• ... عَلَيْنا أنْ نُعيدَ التأْكيد على أنَّ بِلادِنا لَنْ تَسْتَعيدَ حيَويَّتِها وقُدْرَتِها – إنْ لَمْ نَدْعَمْ المُبادَرات والأفْكار مِنْ جانِبِ الأفْرادِ والجَماعاتْ – التي تَتَطَلَّبها مواجَهة المُشْكِلاتِ المُزْمِنة ...!؟! – ولْتَكُنْ البِداية دَعْوة الفِئاتِ الفاعِلةِ في المُجْتَمَعِ المِصْريِ لِمواجَهةِ شيوع "مَهْزَلةِ الأُمِّيَّة" واسْتِشْراء انْعِدام الوَعْي واللامُبالاة – وتَجاهُل أهَمِّيَّة إيجاد الحُلول المُلائِمة لَها – في إطارِ مِنَ التوافُقِ بَيْنَ الدَوْلة والمُجْتَمَع...!؟!.

"... خالِصِ التَحيَّة والتَقْدير لِلصَديق "الدُّكْتور جودة عبدالخالق"**  – الذي أهْدي إليْهِ هَذا المَقال رَدًَّا على مَقالِهِ المُهِمْ – هذا المُثَقَّف المُلْتَزِم والمَهْموم بِقَضايا مُجْتَمَعِهِ فِكْرًا وعَمَلًا ... وقَدْ نَبَّهَنا إلى أنَّ "جُهود التَنْمية" في ظِلِّ وجود "الأُمِّيَّة" سَوْفَ تَذْهَب أدْراج الرياحْ مِثْلَما حَدَث في تَجارِبِنا السابِقة مُنْذُ "تَجْربة مُحَمَّد عَلي" في تَحْديثِ مِصْر مُنْذُ بِدايةِ القَرْنِ التاسِعَ عَشْر وما بَعْدَها مِنْ تَجارِب على مَدى قَرْنين مِنَ الزَمان ...!؟! – فَهَلْ نُعيدُ التَفْكير في كيْفيَّة مواجَهة كُل ما يَعوق النُهوض بِوَطَنِنا ... والارْتِقاء بِحَياتِنا ...!؟!... "هذا هوَ السؤال المُهِم – في إطارِ التَعْليقِ على المَقالِ الأهَمْ ...!؟!".