على وقع الأزمات التى تشهدها تونس، يحتفل اليوم الرئيس قيس سعيد بعيد ميلاده الذى يصادف 22 فبراير من كل عام.
ويأت عيد ميلاد الرئيس فى وقت تستعرفى الخلافات السياسية بين الرئاسات الثلاث فى تونس، كما تشتعل الشوارع والميادين بالغضب الشعبي.
ولد الرئيس قيس سعيّد في 22 شباط/فبراير 1958 في عائلة من الطبقة الاجتماعية الوسطى من أب موظف وربة منزل، ودرس بالجامعة التونسية وتخرج منها ليدرس فيها لاحقا القانون الدستوري قبل التقاعد قبل سنة.
حصل على دبلوم في سن 28 عاما من الأكاديمية الدولية للقانون الدستوري في تونس، ثم باشر تدريس القانون في جامعة (سوسة) وأشرف لفترة وجيزة على قسم القانون العام لينتقل إثرها ومنذ العام 1999 إلى حدود 2018 إلى جامعة العلوم القانونية والسياسية في تونس العاصمة وفق يورو نيوز.
كان ترشح قيس سعيد فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة مفاجئا للجميع خاصة أن البعض يعتبره رجلا غامضا، ولا يعرف له إنتماء سياسي، وحتى حملته الانتخابية لم تكن حملة كلاسكية، فلم يقدم وعودا أو برنامجا واضحا، بل كان يجوب المقاهي الشعبية ينصت خاصة للشباب، ويعدهم بأن يوفر الآليات القانونية لا غير، لتحقيق مطالبهم وبرامجهم التي يريدون.
رفع سعيد خلال حملته الانتخابية شعار "الشعب يريد" الذى كان شعار الثورة التونسية أول حراك شعبي فيما عرف بـ الربيع العربي ونجح سعيد من خلال هذا الشعار فى حصد ثقة أكثر من ثلاثة ملايين تونسي، منحوا أصواتهم للرجل الأكاديمي،فى الانتخابات الرئاسية ليحقق فوزا ساحقا على منافسه رجل المال نبيل القروي.
قيس سعيد الذى صنفه البعض بالإخواني بعد أن دعمته حركة النهضة، دخل فى صدام مع الحركة وزعيمها راشد الغنوشي الذى يواجه معارضة شديدة وماحولات لسحب الثقة منه داخل البرلمان.
وتعيش تونس أزمة بين الرئاسات الثلاث الجمهورية والوزراء والبرلمان بعد أن رفض سعيد الشهر الماضي تعديل حكومي أقره البرلمان الشهر الجاري برعاية إخوانية ورأى فيه الرئيس سعيد سقطة لضم عناصر تدور حولها شبهات فساد إلى التشكيلة الوزارية.
ورفض سعيد أن يؤدي الوزراء الجدد اليمين القانونية أمامه ما مثل عقبة دستورية أمام قيامهم بعملهم ودفع المشيشي لإزاحة وزراء محسوبين على الرئيس من حكومته.
فى عيد ميلاده، ينظر الكثير من التونسيين لـ قيس سعيد كمثال رجل الصرامة و"النظافة" فهو الإنسان المستقيم والصارم ونادرا ما يبتسم كما يراه طلابه.
بحسب يورو نيوز فقد، أطلق نشطاء التواصل الإجتماعي على سعيد تسمية "روبوكوبالاجتماعي لأنه دائما ما يتحدث اللغة العربية بطلاقة وبدون توقف.
قال عنه أحد طلابه في تغريدة على تويتر "يمكن أن يمضي ساعات خارج حصص الدرس مع الطلبة لتوضيح بعض النقاط بخصوص امتحان".
وصفه أحد طلبته نسيم بن غربية وهو صحافي كان تابع دروسه بين 2011 و2012 "بالأستاذ الجديّ والمسرحي أحيانا، لكنه دائم الإصغاء لطلبته".
عرف شهرة واستحسانا من قبل التونسيين خلال ظهوره المتعدد منذ 2011 في وسائل الإعلام التونسية، يقدم التفسيرات والتوضيحات ويبسط المسائل الدستورية المعقدة خلال كتابة الدستور الجديد للبلاد عام 2014.