لم يخطئ الإعلامي تامر أمين في حق الصعايدة أو المرأة الصعيدية فحسب، عندما صدرت منه كلمات وألفاظ بها إهانة بالغة في حقهم عامة وحق المرأة الصعيدية العظيمة بصفة خاصة، بل أخطأ أيضافي حق الشعب المصري كله، بكل مواطنيه شمالا وجنوبا، من الصعايدة والفلاحين وكل من يعيش في هذا البلد العظيم!
لم يدرك هذا الإعلامي مدىخطورة ما قاله في حق جماعة الصعايدة الذين هم أصل هذا البلد العظيم والذين شيدوا وعمروا وبنوا قلاعا واقتصادا وأخرجت بطون نسائه ملايين من العلماء والأطباء والمهندسين والمفكرين والمثقفين والفنانين والإعلاميين كانوا، ولا يزالوا، منارة البلاد وأسباب تقدمه!
لم يدرك تامر أن اعتذاره الدبلوماسي الخبيث لن يقبله الشعب وكل صعيدي بصفة خاصة أو أيمواطن مصري شعر بالإهانة من كلام المذيع غير الصحيح بالمرة واير المسؤول لأنهلا يعرف حقيقة وقيمة الصعايدة جيدا، بل إنما قاله يدل علي جهله التام وعدم معرفته بطبيعة الصعايدة ومعيشتهم الحقيقية، لأنفاقد الشيء لا يعطيه، وربما تحدث كلامه في حق المرأة الصعيدية للاستعراض وتحقيق مشاهدات وتريند علي اليوتيوب دون أن يدرك خطورة ما قاله وتأثيره النفسي علي المرأة الصعيدية والتي تقدر بمليون رجل في المواقف الصعبة وفي الشدائد والتي تتطلب الصبر والعزم وقوة التحمل والصلابة وهذا معروف عن المرأة الصعيدية منذ آلاف السنين وهي التي لا تقبل بأي حال من الأحوال أن تذهب لكل تعمل في مهنة الخدامة أو المساعدة في البيوت كما يقول الأخالمتهور تمورة!
والأمر الآخرأنه في هذا الكلام إهانة باللغة للسيدة الصعيدية وتحقير وتنمر علي مهنة الخدم وهي مهنة مثل أي مهن يعمل بها البسطاء من أجل العيش بكرامة ولكنه تحدث عنها بسخرية وتهكم غير مقبول بصورة تحقر وتدني من يعمل بها!
وينطبق المثل العامي "جاء يكحلها عماها" علي ما قاله تامر بحق أسياد هذا المجتمع والذين بنوا مصر بحق وأدخلواإليها عملات صعبة أجنبية من خلال سفرهم إلىالدول الخليجية منذ سنوات طويلة، وانتجوا زراعات متنوعة للغذاء وصناعات وقلاع وساهموا في تنمية اقتصاد البلاد..!
ولكن عندما تسأل الأخ تامر ماذا قدمت لمصر؟ ستجد الإجابة: لا شيء علي الإطلاقفهو مجرد مذيع أو إعلاميوظيفته التحدث فقط وهو لم يقدم لنا سوي الفضائح وكلام الستات والجلوس مع الراقصات والتشاجر معهم علي شاشات الفضائيات والاتهامات التي تلاحقه من وقت لآخر!
أعتقد أن اعتذار تامر عما بدر منه في حق الصعايدة وفي حق المرأة الصعيدية العظيمة لن يقبل ولن يغفره له الناس والزمن مهما مر الأيام، ليس بسبب فداحة ما قاله في حق بنات الصعيد وإنمالجهله بحقيقة الصعايدة ودورهم في المجتمع!
وماذا قدموا لمصر منذ مئات السنين، فكلنا نتذكر رفاعة رافع الطهطاوي من محافظة سوهاج وماذا قدم للتعليم والثقافة والإماممحمد عبده وغيره من المفكرين والأدباء والفنانين والمشايخ مثل د. محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق من سوهاج والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الحالي من قنا وغيره من العظماء من حكام مصر مثل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر من أسيوطوالذي ساعد علي تملك الفلاحين لأفدنة من العدم وأمكن من تعليمهم وتثقيفهم وتوظيفهم أيضا!
لم يدرك تمورة أن ما قاله بالخطأ قد فتح عليه نيران جهنم ويدل في الوقت نفسه أنه لا يدرك ما يقوله ولا يعقله وليس له علاقة بالإعلامعلي كل الأحوال، لأن الإعلامي لا ينبغي أن يهين أيفئة من فئات الشعب المصري ولا يتنمر عليهم بهذا الأسلوب البذيء والقميء وغير الأخلاقي بالمرة!
أدعو المجلس الأعلىللإعلام أن يقوم بتحويل الإعلامي المتهور تامر أمين إليالتحقيق وانزال عقوبة شديدة تصل إلي إيقافبرنامجه وإيقاف ظهوره علي الشاشة لمدة عام علي الأقل حتي يكون عبرة لكل من تسول له نفسه المساس بأي فئة من فئات الشعب المصري!
ولا ننسىأن الرئيس السيسي قد أثنىعلي الصعايدة في مواقف عديدة ومتنوعة وأنهم يتميزون بالصلاة والقوة والصبر والإخلاص في العمل .
وحرص السيسي علي قول ذلك في مناسبات عديدة للتأكيد علي قوة مصر ووحدتها ووحدة شعبها العظيم.
أعتقدأن سقطة تامر أمينفي حق الصعايدة ليست سقطة مهنية فقط بل هي سقطة أخلاقية ينبغي أن يعاقب عليها بالقانون لأنهأساء لجزء كبير جدا من شعب مصر بل أساء لكل شعب مصر الذين هم في الأصللحمة واحدة وجسد واحد إذا اشتكي منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمي!!