الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

موكبه 70 سيارة وتم توقيف 7 من حراسه..هل تنقلب محاولة الاغتيال على باشأغا رغم الدعم الأمريكي ؟

فتحي باشأغا وزير
فتحي باشأغا وزير الداخلية الليبي

حالة من الفوضي شهدتها ليبيا أمس بعد الإعلان عن تعرض وزير الداخلية فى حكومة الوفاق المنتهية رئاستها فتحي باشأغا لعملية اغتيال.
وبحسب سكاي نيوز فإن أرتالًا عسكرية توجهت اليوم من مدينة مصراتة باتجاه العاصمة الليبية طرابلس. 

وكانت ميليشيات تابعة للمجلس الرئاسي، قد احتلت، ساحة الشهداء، مساء أمس وباشرت إطلاق النار بشكل عشوائي، لرفضها رواية وزارة الداخلية عن تعرض وزيرها لمحاولة اغتيال. 

وقال رمزي الرميح مستشار المنظمة الليبية لدراسات الأمن القومي أنه بعد محاولة اغتيال فتحي باشأغا صدرت 7 بيانات رسمية وشبه رسمية بينهم بيان دولي والباقي محلية.

وأضاف فى تصريحات خاصة لـ صدى البلد أن أول البيانات التى صدرت عن باشأغا نفسه ووزارة الداخلية التابعة له أكدت أن العملية محاولة اغتيال، مشيرا إلى أن اللافت للنظر أنه بعد 4 دقائق فقط من بيان باشأغا صدر بيان من السفارة الأمريكية بليبيا يؤكد ما جاء فى بيان وزير الداخلية دون انتظار نتائج التحقيق وجزم البيان الأمريكي أن العملية محاولة اغتيال بل إن السفير أعلن عن اتصاله بـ باشأغا للاطمئنان عليه، مشيرا فى الوقت نفسه أن واشنطن مازالت تدعم باشأغا فى حربه ضد الميليشيات وحلها نزع سلاحها.

وأشار إلى أن البيانات المحلية التى صدرت عن المجلس الرئاسي سواء المنتهية فترة ولايته أو المنتخب، فضلا عن بيان وزارة الدفاع وبيان مجلس الدولة دعت جميعها للتحقيق فى الحادث وكشف تفاصيله.

كما صدر بيان عن جهاز دعم الإستقرار أحد الأجهزة الأمنية، والذى اتهم باشأغا أحد السيارات التابعة له بالتورط فى محاولة اغتياله، ونفي الجهاز وجود محاولة اغتيال واصفا الأمر بأنه كذب وإفتراء مشيرا إلى أن حرس باشأغا اعتدوا على السيارة التابعة لهم ما أدي لوفاة اثنين من عناصره.

واعتبر الرميح أن بيان السفارة الأمريكية يؤكد أن باشأغا هو رجل واشنطن فى ليبيا وأن أمريكا متمسكة ببقائه كوزير داخلية فى الحكومة الجديدة.

وطالب الخبير الليبي بانتظار نتيجة التحقيقات وأن تكون نزيهة وخارج الضغوط مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن طرابلس الخاضعة للميليشيات وإرهاب السلاح لا يمكن ان تشهد تحقيق نزيه أو شفاف.

وحول رؤيته للحادث، أكد مستشار المنظمة الليبية لدراسات الأمن القومي إلى أن هناك عدة روايات حول الأمر بعضها يتهم باشأغا نفسه بالوقوف وراء الحادث وأن الأمر ربما مدبر  من الوزير للفت الأنظار لشخصه.

وهناك من يقول أن الحادث عرضي بسبب مواقف باشأغا خاصة أن   موكبه يثير احتقان المواطنين حيث يتكون من 70 سيارة وسبق ودهس سيدة عجوز وشباب ولا يسمح لأحد أن يكون أمامه أو خلفه.

واعتبر الرميح أن من يقول أن باشأغا هو رجل تركيا وقطر لا يعرف حقيقة الوضع الليبي، فالمؤكد أن باشأغا هو رجل واشنطن وبريطانيا وهو ما أكده بيان السفارة الأمريكية.

وحول احتمالية أن تكون هذه العلاقة الوثيقة مع أمريكا بوابة باشأغا  لحكم ليبيا فى الانتخابات المقررة نهاية العام، أكد مستشار المنظمة الليبية لدراسات الأمن القومي أن الأمر لا يمكن أن يتم بهذه الصورة طالما هناك انتخابات حرة نزيهة وتصويت مباشر من الشعب بإشراف دولي، معتبرا أن باشأغا قد يكون رئيسا حال فرضه بدبابة أمريكية كما حدث فى العراق بعد سقوط صدام وهو امر لن يحدث.

وكشف الرميح أنه تم تسليم 6 من أفراد حرس باشأغا لجهاز الردع للتوقيف لحين انتهاء التحقيقات، وهناك دعوات لاقالته، مشيرا إلى ان الدائرة تضيق على وزير الداخلية حيث أظهرت تسجيلات كاميرات المراقبة كيف ضايق موكب بأشاغا السيارة حتى انقلبت وقتل شخصين من ركابها، كاشفا إن التقرير الطبي الخاص بأحد الضحايا كشف أن الوفاة بسبب قصور صحي بسبب الحادث وليس نتاج إطلاق النار.

وحول مستقبل الهدنة، أكد أن الهدنة مستمرة خاصة بعد تصريحات وزيرالدفاع المنتهية ولايته الذى أكد أن أمن طرابلس خط أحمر وأن التهدئة سارية، كما تم إخلاء السيارات المسلحة التى حاولت السيطرة على الميدان الرئيسي بطرابلس، كما أن هناك أنباء أن باشاغا غادر طرابلس وتوجه لمصراته بناء على طلب رسمي.

وحول مستقبل باشأغا أكد أن الرجل ربما يحظي بالبقاء فى منصبه كوزير داخلية وهناك أنباء كبيرة أن رئيس الوزراء الدبيبة وعد بتوليه المنصب، ولكنه لن يكون له دور فى الانتخابات الرئاسية المقبلة مهما كانت علاقاته بواشنطن.

بدوره وصف المحلل السياسي الليبي أحمد التهامي محاولة اغتيال فتحي باشأغا وزير الداخلية فى حكومة الوفاق بأنه حادث أقل من العادي ويتكرر بشكل يومي فى طرابلس.
وأوضح التهامي فى تصريات خاصة لـ صدى البلد أن الغريب فى الأمر هو سرعة صدور بيان من السفير الأمريكي فى طرابلس حول الحادث فضلا عن بيان من باشأغا نفسه، وذلك على الرغم من أن مثل هذه الحوادث تعتبر شبه يومية في طرابلس.
ويري الباحث أن باشأغا هو أكثر المستفيدين من الحادث خاصة بعد بيان السفير الأمريكي الذى زاد من قوة وزير الداخلية بما يعزز أسهمه فى البقاء فى منصبه وربما يفتح له الباب فى انتخابات ديسمبر المقبلة.

وأشار التهامي إلى ان الرواية التي ساقتها داخلية باشأغا ضعيفة جدا، متسائلا ما معنى أن تحاول سيارة واحدة التصدي لرتل كامل؟!، لافتا إلى أن هناك ثمة رغبة من باشأغا في استثمار سياسي لحدث أقل من عادي وربما يكون بيان السفير الأمريكي هو المطلوب بمعني أن باشاغا يقول أنا معي ماما أمريكا.

وبحسب التهامي فهناك وجهة نظر أخري بأن الحادث ربما يكون ثمة محاولة جدية للتخلص من باشأغا خاصة أن الدخول فى عملية سلام ربما يحتاج تعديل موازين القوي والتموقعات.

وكان فتحي باشأغا وزير الداخلية قد وصف محاولة اغتياله بأنها كانت  "مخططة جيدا" وليست صدفة.

وفى أول تصريحاته بعد محاولة الاغتيال قال باشأغا لـ رويترز أن سيارة بدأت في التعدي على موكبه وفتح أشخاص داخل السيارة النار، مما أدى إلى تبادل لإطلاق النار قتل فيه أحد حراسه وأحد المهاجمين.

وشدد الوزير الليبي على أن الحادث لم يكن صدفة وإنما عملية مخططة جيدا، مضيفا أن حراسه طاردوا السيارة التي انقلبت واعتقلوا شخصين أحدهما مطلوب لدى الشرطة.