الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وقفة رجالة وجيل جديد من الأبطال !



مغامرة إنتاجية غير متوقعة أن يتم اختيار الرباعي ماجد الكدواني وبيومي فؤاد وسيد رجب وشريف دسوقي لبطولة فيلم ينافس في شباك تذاكر السينما، الجمهور اعتاد على المزج ما بين الأبطال الشباب من نجوم شباك التذاكر مع الأبطال الكبار، ولكن أن يقوم العمل بالكامل على أبطال الصف الثاني تلك كانت المفاجأة والأكثر من ذلك تحقيقه إيرادات كبيرة مقارنة بتكلفته الإنتاجية وأيضا ظروف نسبة العرض الحالية بسبب "كورونا"! " اقتربت إيراداته من 15 مليون جنيه بعد 5 أسابيع عرض".


أحد أسباب النجاح جمهور السينما يبحث دائما عن الكوميديا إلى جانب أفلام الأكشن والساسبنس وتكاد تكون الأفلام الكوميدية غير موجودة بكثرة مثل الماضي القريب عندما احتل الكوميديانات الجدد شاشات العرض وشباك الإيرادات لسنوات طويلة عن طريق محمد هنيدي ومحمد سعد وأحمد حلمي.


فيلم "وقفة رجالة" تدور فكرته حول مجموعة من الأصدقاء نشاهدهم بعد مرحلة منتصف العمر وكيف سيكون حالهم بعد انتهاء فترة الشباب، الفكرة جيدة ولكن وضح  اعتماد السيناريو بشكل كبير على القدرات الفردية للأبطال واجتهادهم بدلا من إيجاد مواقف كوميديا أكثر تقوم على العلاقات بين هؤلاء ومن حولهم ولذلك وجدنا مواقف مكررة مثل "مشاجرة بينهم وبين شباب، أو تقليدهم لفيديوهات منتشرة على السوشيال ميديا". 


الجمهور كان ينتظر المزيد من المواقف الكوميدية خاصة في وجود ماجد الكدواني وبيومي فؤاد واللذان شاركا في في بطولة أعمالا سينمائية كثيرة مؤخرا.


وكان يجب صناعة مواقف كوميدية أكثر في السيناريو خاصة أن تلك الفكرة جديدة على السينما الحالية.
الاستقبال الجماهيري الجيد للفيلم يفتح الباب لعودة نجوم كبار للبطولة السينمائية مرة أخرى وأن يتحمس المنتجين لذلك، وشخصيا أتمنى ان نشاهد فيلم لأربعة بطلات في نفس المرحلة العمرية.


الفيلم يقدم نماذج صداقة نشاهدها جميعا لمثل أبطال الفيلم ويحاول إلقاء الضوء على مشكلات تلك المرحلة العمرية من يفقد زوجته ويبقى وحيدا ومن على خلاف مع زوجته وأصبحت الحياة مملة بعد سنوات الزواج الطويلة ومن ظل عازبا ويعاني الوحدة والزوج المثالي الذي يستنزفه الأولاد والأحفاد ولكن كل تلك المشكلات ممكن التغلب عليها في وجود الأصدقاء.


فيلم كوميدي بسيط شعاره الضحك، حاول السيناريو إيجاد خط درامي للشباب عن طريق  الثنائي أمينة خليل و محمد سلام، حكايتهما بدت "دخيلة" على الأحداث ومشكلات الرباعي رغم محاولة الربط بينها وبين مشكلة شخصية شهدي "ماجد الكدواني"، وهنا أشيد بأداء محمد سلام الجيد وقدم كوميديا غير مفتعله، أما أمينة خليل فلم تستطع مجاراة أجواء الكوميديا داخل الفيلم رغم اجتهادها، وهي ممثلة جيدة وأصبحت تتواجد بشكل لافت سينمائيا.
من مميزات الفيلم التمثيل حيث كان الفيلم مباراة في الأداء بين أربعة من أكثر الممثلين موهبة حاليا في مصر، يتقدمهم ماجد الكدواني الذي يعيش منذ فترة حالة تألق وضحت في أكثر من عمل قدم معها عدد من الشخصيات باقتدار، يقنعك دائما بشكل كبير.


المخرج أحمد الجندي نجح في تقديم عدد من الأبطال بشكل جديد مثل سيد رجب وخاصة مشهد التقليد، وهذا المشهد عموما أكثر مشاهد الفيلم كوميديا من الرباعي وتفاعل الجمهور معهم كثيرا، لأنه اعتمد على المواقف الضاحكة الأكثر مشاهدة على السوشيال ميديا.


سيد رجب قدم شخصية جيدة وانتقل من الشجن والحزن في بداية دوره إلى الكوميديا فيما بعد.
شريف دسوقي خطوة سينمائية جديدة له بعد فيلمه ليل خارجي وعليه ألا يستهلك نفسه في تقديم أعمال كثيرة لمجرد التواجد فقط !


بيومي فؤاد نجح في تشكيل ثنائي جيد مع ماجد الكدواني والذي قدم أفضل شخصية مقنعة وغير نمطية في الفيلم، هو قال إنه ظل يبحث حتى وجد صديق له مثل شخصية شهدي الذي قرأ عنه في السيناري وبالفعل قدم أداء جيد جدا.


ضيفة شرف الفيلم سوسن بدر مشاهد قليلة جدا ولكنها أضافت بها دفئا من المشاعر حتى بصوتها وهي تودع زوجها وتحاول دفعه ليكمل حياته مع أصدقاءه. 


الفيلم رغم أن عنوانه الرئيسي الكوميديا إلا أنه كان يحاول أن يذهب إلى خطوط درامية إنسانية أخرى ولكن الجمهور لا يحب ان تقترن الفلسفة الإنسانية مع الكوميديا المباشرة والتي تميز جميع أبطال فيلم وقفة رجالة.

في كل الأحوال تجربة فنية جيدة تفتح مجال جديد من الإنتاج للنجوم الكبار والجمهور رحب بهم.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط