الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إيمان البكري تكتب: تطوير العقول أهم من تطوير النُظم

صدى البلد

طالعتنا المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل أمس السبت فى الفيديو الاسبوعى الذى تبثه للشعب الالمانى لتحدثنا على اهمية الرقمنة فى حياتنا، وخاصة فى مجال التعليم الأساسي والتعليم عن بعد وأن المانيا وأوروبا تتجه نحو الرقمنة، وهو الدرس الذى تعلمناه من جائحه كورونا، فلم يعد العالم الان مثل امس يعتمد على اللقاءات المباشرة والتواصل المباشر، ولكن الرقمنه دخلت فى كل مناحى الحياه، التعليم عن بعد والعمل من المنزل، والمؤتمرات الافتراضية، والابحاث والتعامل والتواصل عبر شبكات الانترنت والتطبيقات الالكترونية، فبادر وزير الماليه الالمانى بتخصيص ١١مليار يورو لمجال الرقمنة وأهمها تخصص فى مجال التعليم الاساسي والجامعى ومن ثم المجالات  الاخرى . وأكد بقوله (بهذا سنجعل المانيا مؤهلة للمستقبل ) ..  


أوروبا اكتشفت انه لا سبيل للعودة للتعامل والتواصل  التقليدى المباشر ،  خاصة  بعد مداهمة جائحه كورونا العالم ، وبدأت المانيا تبحث عن بدائل بدءا من العمل من المنزل وحتى التواصل الافتراضى عبر شبكات الانترنت ،  وانتهاء بالتعليم عن بعد والابحاث الالكترونيه والجامعيه والمحاضرات وقاعات البحث عبر التواصل الافتراضى ..


قبل بدء عام كورونا وتحديدا فى منتصف عام ٢٠١٩ زار وزير التعليم الدكتور طارق شوقى المانيا وكان يقوم بزيارات لعدد من الدول لعقد تفاهمات والاطلاع على نُظم تعليمية متقدمة لتطوير التعليم فى مصر ، وفى لقاء صحفى لى مع معالى وزير التعليم بمقر السفارة المصريه ببرلين  أطلق  مبادرته فى حوار صحفى معى بتطبيق التعليم عبر التابلت للطلبة فى مصر ، والذى لاقى كثيرا  من السخريه غير المبرره  من نظام التعليم الالكترونى ،  والذى أثبت بعد ذلك  انه الامثل فى توقيت لاحق  وانه كان رؤيه مستقبليه تصطدم مع قوالب جامدة رافضه للتطور ، ولاننى  كنت أتابع ما يجرى من تحديث فى مجال التعليم على ارض المحروسه وأعيش فى منظومه تعلم فيها اولادى فى المانيا بنظام التعليم الالكترونى وقاعات البحث والتواصل عبر الانترنت فكنت اسمع شكاوى الاسر المصرية بتفهم حذر لتمسكهم بالمعتاد التقليدى،  ولكن ايضا بتعجب لرفضهم ورهبتهم من فكرة التحديث والتطوير والتواكب مع متطلبات المستقبل ..


عام كورونا ٢٠٢٠ وهو العام الذى قامت فيه المدارس والجامعات الالمانية بتسهيل امتحانات التخرج وتقديم الابحاث، حيث شهد حصول عدد كبير جدا من الطلبه على شهادات  نجاحهم وتخرجهم بأقل شروط ، وبأسرع مدة ممكنة،  وبدمج  تفاصيل ، وبتمرير بحوث ، واعطاء شهادات تخرج للطلبه بمجهود اقل لمواجهة الظروف الطارئة المصاحبه لكورونا  وهذا ما عايشته فى بيتى مع اولادى.


وعندما تم الاعلان عن تطبيق ذلك فى مصر وإعلان دمج عدد من الاجتيازات الدراسيه فى ترم واحد قوبل بسخرية من جانب الاسر المصريه وكأن من يحكم هذا البلد ليس القائمين  على المنظومه بل يحكمها المعارضه والسخريه والانتقاد ،  وتواكب مع ذلك تمرير الاهانات والتجاوزات لوزير التعليم ، الذى يحاول جاهدا ان يواجه انتشار  الوباء بحماية الطلاب والمدرسين عن طريق استخدام كل الطرق الحديثه والمتطورة ليواكب الطالب المصرى المنظومه المتعارف عليها دوليا..


مصر تحاول ان تتجه بخطوات ماراثونية لتحديث منظومة التعليم ولاسيما التعليم الجامعى ايضا فتم الاهتمام بالتعليم الفنى، والجامعات التطبيقية، والتعليم المتخصص ،  فكان لى شرف التغطيه الصحفيه لتوقيع عقد افتتاح الجامعه التطبيقية الدوليه بين المانيا ومصر فى العاصمه الاداريه الجديده  والتى تقوم على اساس البحث العلمى والتطبيق العملى  للعلوم المتقدمة  وذلك  ابان زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لالمانيا اواخر ٢٠١٨ ،  هذا فضلا عن افتتاح اكاديمية سيمنس الالمانيه للتعليم الفنى والمهنى وغيرها من التطورات فى التعليم العالى والجامعى والمتخصص  التى وقع عليها  وزير التعليم العالى خالد عبد الغفار فى زيارته لالمانيا كثمرة تعاون  مشترك بين البلدين لتطوير التعليم العالى والخروج من منظومة التعليم النظرى الجامعى التقليدى ..


ملف التعليم الاساسى والفنى والجامعى واستخدام  تكنولوجيا الرقمنة لمواجهة ما طرأ من تغيرات وبائية على المجتمعات والاغلاق ، وما حدث من تطورات  فى عالم الرقمنه لتحديث التواصل وتطوير منظومة التعليم أمر لا بديل عنه فى كل دول العالم المتقدمة..
 

كل شيء يتم الان عبر الرقمنه "المؤتمرات الصحفيه ،  لقاء الرؤساء ، التعاقدات ، الصفقات ، البنوك ، التعامل عبر الشبكات الالكترونيه فى كل شئ حتى فى الشراء والتبضع ، والخدمات اللوجستية،  والصفقات التجاريه ،  والحسابات البنكية"،  وبالطبع التدريس والتعليم الاساسي والتعليم الجامعى ، لقد اصبحنا نعيش فى عالم رقمى ولابد ان نكون جزءا من هذا العالم  فأعينوا بلادكم على ان تلحق بركب الدول المتقدمة،  فاستيعاب التحديث  هو اولى خطوات التوجه للحداثة، وتطوير العقول اهم بكثير من تطوير النُظم..