الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عمر عاقيل يكتب: رياضتنا بلا أساس

صدى البلد

عندما يسيطر العمل العشوائي على أغلب مفاصل مؤسساتنا الرياضية المتعددة جماعية كانت أم فردية، في زمن يعتمد العلم والمعرفة والتخصص، فمن الطبيعي أن يكون واقع عدة رياضات اليوم بهذه الصورة القاتمة، بعد أن أصبح كل شيء في الرياضة الوطنية قائم على الاجتهاد وفي غياب لأي تخطيط سليم واستراتيجيات محكمة، الأمر الذي بات يدق ناقوس الخطر على مستقبل مجموعة من الرياضات بعد أن وصل بها التراجع لمرحلة الانهيار، والغريب في الموضوع أن الجميع مستشعر بمرارة وخطورة الوضع، وفي مقدمتها الجهات ذات العلاقة المباشرة وصاحبة القرار الرياضي في الدولة ولكن دون إبداء أي ردت فعل، الأمر الذي يجعل منها تعيش الصدمة والاحباط من جهة أخرى.

سنوات أهدرت فيها الكثير من فرص التصحيح في العديد من مفاصل مختلف الرياضات المغربية، سنوات راوحت فيها رياضات مكانها، وتراجعت فيها أخرى، ساهم في تغييبها من هم ليسوا بأهل للقرار، وأهملت فيها قاعدة البناء، وفرطت في مكتسبات، واهملت نجوم ومواهب، وأبعد من هم أهل لموقع القرار، بفضل غياب قادتها الفعليين، أو بسبب وجود أولئك الذين أخذوا على عاتقهم مهاما لم يكونوا أهلا لها أو ربّما كانت المسؤوليات المُلقاة على عاتقهم أكبر من أسمائهم أو حتى تاريخهم.

بددت أحلام كثيرة، وتشتت جهود مضنية بذلت من أجل الإصلاح، الغائب في حقيقة الأمر، أو المغيب بفعل فاعل، أو بفضل قاتل ختم على رياضنا بالشمع الأحمر، بدليل ما نشاهده من إهمال متعمد نتيجة الافتقار الى التخطيط الصحيح أو الإستراتيجية السليمة، تخلفت فيها رياضات عن الركب، لأسباب بعيدة كل البعد عن التطور والنهضة التي تعيشها الرياضة في بقية البلدان، أقربها المجاورة على الأقل وأبعدها تلك التي في قارات أخرى.

سنوات تمضي، أقرب ما تكون أعواما للنسيان، تركت معها آثارا محملة بالهموم والمشاكل والإرهاصات لرياضتنا، كونها قضت على أبسط الطموحات وأطاحت بكل الآمال، بل ورمت بحممها حتى على المستقبل القادم، مكاتب لم تغير من واقع أوضاع الرياضة المغربية من شيء، بسبب التهافت على سدة الرئاسة أو نتيجة تشويهها من قبل أهل الرياضة ذاتهم، تركوا بصمات سلبية على كل أركان وزوايا الرياضة المغربية.

في اعتقادي الشخصي أنه كان يفترض أن توضع حدودا لما آل إليه الحال، وتقيم المرحلة الماضية وتنكشف كل الأخطاء على الورق بهدف التصحيح والتعديل، وصولا لحلول تقضي على الفشل الذي استمر لسنوات بدءا من اللجنة الأولمبية وجامعاتها الرياضية، مرورا بوزارة الشباب والرياضة والأندية ومراكز التكوين والتي يقع على عاتقها احتضان الرياضي والمواهب والأخذ بأيديهم وفقا للخطوات الصحيحة.

ﺗﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﻭﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭ، تفعيلا لمبدأ القرار بوضع الشخص المناسب في المكان المناسب، ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻬﻤﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻘﻘﺎ ﻟﻮ وﺟﺪﺕ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺃﻭﻻ ﻭﺗﺤﺪﺩﺕ ﺍﻟﺘﻄﻠﻌﺎﺕ ﻭﻓﺴﺮ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻤﺒﺪﺃ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻨﻴﺔ، ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ يغير من واقع عدة رياضات ﺇﻟﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻭﺻﻮﻻ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻭﺍﻟﻔﻌﺎﻝ ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ ﻭﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﻷﻭﻟﻤﺒﻲ.

الكاتب: عمر عاقيل