الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. محمد مبروك يكتب: كيف تكتب سيرة ذاتية؟

صدى البلد

كثيرًا ما تأتيني سير ذاتية لأشخاص باحثين عن فرص عمل جديدة، وبالنظر في هذه السير يتضح الكثير من الملاحظات التي يمكن التطرق إليها، فقد يتساءل الكثيرون من هؤلاء عن ماذا يجب مراعاته عندما يُطلب منهم كتابة سيرة ذاتية لتقديمها لجهة العمل التي يريدون الالتحاق بها، وفي هذا المقال نُشير إلى بعض الأخطاء التي يقع فيها البعض عند كتابة السيرة الذاتية والتي يجب تجنبها حتى تكون جيدة وجذابة لمن يقومون بمراجعة السير الذاتية للمفاضلة بينها

لا يصح ذِكر معلومات خاصة بعملك الحالي، فإن قيامك بوضع معلومات مفصلة حول عملك الحالي، مثل رقم هاتف العمل أو عنوانه أو أية تفاصيل من ذلك النوع في سيرتك الذاتية الخاصة بالعمل الجديد، يعد ليس فقط عملًا خطيرًا بل وَأَحْمَق أيضًا، حيث إنه يمكن من خلال تلك المعلومات أن يتم التواصل بين صَاحِبِي العمل، الجديد والقديم ومعرفة المزيد عنك، مما يعرضك ربما للفصل من العمل الحالي مع عدم الالتحاق بالعمل بالجديد.

لا يُفضل أن تذكر شيئًا عن خبراتك السابقة غير ذات الصلة، حتى وإن كنت تجيد العمل بإحدى الوظائف بامتياز، فلا داعي لذكر أية تفاصيل متعلقة بتلك الوظيفة إذا ما كانت ليست لها صلة بالوظيفة الجديدة التي تقوم بالتقدم لها، وخاصة إذا كانت تلك الوظيفة القديمة أقل قيمة من الجديدة.

لا يستحب ذِكر أسماء أشخاص كمراجع استشارية عنك، فإذا أراد المسؤول عن توظيفك معرفة اسم الشخص الذي يتم العودة إليه كمرجع في حالة الاستفسار حول أشياء تخصك (مثل مديرك السابق على سبيل المثال)، فإنه سوف يعرف ذلك منك أنت شخصيًا عند مقابلتك له وجهًا لوجه في المقابلة الشخصية الأولى، والتي لا بد وأن تقوم قبل إجرائها بإخبار هذا المرجع بالوظيفة المستقبلية واحتمالية تلقيه مكالمة هاتفية استفسارية عنك.

مِن غير المفضل وضع قائمة بمواهبك إذا لم تكن لتلك المواهب صلة بالوظيفة الجديدة، فأنت تستغل بذلك مساحة كبيرة من سيرتك الذاتية استغلالًا خاطئًا، بالإضافة إلى إضاعة المزيد من وقت المسؤول عن توظيفك، مما يساعده في اتخاذه قرارًا برفضك.

يجب ألا يتم الإكثار من استخدام ضمير المتكلم، تجنب التحدث عن نفسك أو الإشارة إلى خبراتك بجمل تبدأ بضمير المتكلم وما شابهه، مثل أنا، لي، ملكي، . . . إلخ. فأنت لست في حاجة لذلك لأنه من المعروف والمفروغ منه أن هذه السيرة وما تتضمنه من تفاصيل تخصك أنت، فلا داعي للتأكيد على ذلك.

لا يجب استخدام بريد إلكتروني غير احترافي، إذا كنت تستخدم بريدًا إلكترونيًا من تلك النوعية التي يستخدم فيها أسماء (الدلع) أو مثلًا (الشاب الوسيم)، و (البنت الجميلة) فعليك ألا تذكرها في سيرتك الذاتية بأي حال من الأحوال، واستبدلها بآخر جديد أكثر مهنية واحترافية من ذلك كاستخدام الاسم أو اسم العائلة وهكذا. . .
كما أنه من المستحب البعد عن تضخيم قدراتك بشكل مبالغ فيه في سيرتك الذاتية، فإن ذلك يجعل من يراجع هذه السيرة الذاتية يشعر بعدم المصداقية فيما بين يديه.

لا يُفضل الإكثار من استخدام العبارات الطنانة لأن أحد أهم أسباب رفض الكثيرين يعود إلى إفراطهم في استخدام كلمات طنانة يصفون بها أنفسهم أو أداءهم، مثل: القدرة الفائقة على فهم الآخرين، التفكير خارج الصندوق، التآزر، إسعاد الآخرين، في حين يفضل المسؤول عن التوظيف العبارات العملية المختصرة والأكثر بساطة، مثل: قادر على التحقيق، وقادر على الإدارة، قادر على الحل، وغيرها من الكلمات التي توحي بتحمل المسؤولية، والتي ينصح باستخدامها باعتدال أيضًا.

كما يجب استخدام خط واضح يسهل قراءته مع تحديد عنوان لكل جزء من المعلومات المذكورة حتى يسهل الوصول للمعلومات المطلوبة بمجرد النظر في السيرة الذاتية. . .

تلك كانت بعض الأخطاء الشائعة في كتابة السير الذاتية والتي يمكنها أن تحرم أصحابها من فرص عمل يستحقونها إذا لم يتم تجنبها.