"مدمن متعاف"
- أدمنت العديد من المواد المخدرة وتحولت إلي تاجر للمخدرات
- حاولة الانتحار أكثر من مرة ولكنني فشلت
- زوجتي أخذت أطفالي وتركت لي البيت وعشت في وحدة قاتله
- صندوق مكافحة الإدمان أنقذني وبدأت حياة جديدة
- أعطوني قرضا بإجراءات بسيطه ونسبه قليلة وتمكنت من فتح المحل الخاص بي مرة أخرى
قال محمود محمد أحمد، البالغ من العمر 30 سنة ويعمل حلاق، وأحد المتعافين من الإدمان، أنه كان مدمن لعدد من المواد المخدرة مثل: الحشيش، والهروين، والأفيون، والترمادول، وكان السبب في ذلك الأصدقاء الذي كنت أتعامل معهم، مؤكدا أنه كان يعيش حياة بائسة بسبب تعاطية المخدرات، وكل أمواله ضاعت في شرائها.
ويحكي محمود، لـ " صدى البلد: "كنت أتعاطي المخدرات لمدة 15 عاما، ولكن بفضل الله تم علاجي تماما منذ 3 سنوات و 5 شهور و 3 أيام، حيث بدأت الإدمان في المرحلة الإعدادية وكانت السجائر هي المحطة الأولي أسوة بزملائي، وبعد ذلك قمت بالنزول للعمل بسبب الظروف المادية للأسرة وكان عمري وقتها عشر سنوات، ومن هنا بدأت تعاطي الحشيش، ولكن أثر علي نسبة الوعي عندي، ومن هنا بدأت أتعاطي الحشيش بكثافة، وبعدها دخلت في طريق الأقراص المخدرة .
وأضاف محمود: كنت أعمل حلاق، وأقوم بمواصلة الليل بالنهار داخل المحل خلال فترة الأعياد والمواسم، وكان بعض الزبائن يعطوني أقراص " الترمادول " ومن هنا بدأت أتعاطي الأقراص، ولكن حينما كنت استيقظ وأنا أشعر بالتعب أتصل علي الشاب الذي أعطاني " الترمادول " وأطلبه منه مرة أخري، وهكذا دخلت بعد تعاطي المخدرات في طريق البرشام، حتي جات فترة كان البرشام غير متواجد وأنا أدمنته لدرجت أنني كنت أنام علي الفراش لا أستطيع أن أتحرك، والصداع لا يفارقني، فقال أحد الزبائن سأقوم بعمل واجب معك وأعطاني " هيروين " وسألته عن مكان بيعه، وقمت بشرائه، وكنت أقول أنني حينما أجد البرشام لم أتعاطي الهيروين وللأسف هذا الكلام لم يحدث، وأصبحت أتعاطي الحشيش، والهروين، والبرشام، وكل أموالي التي أكسبها من مهنتي أشتربي بها هذه المكيفات، وقمت ببيع المخدرات.
وأوضح محمود: قمت بيع المخدرات بعد أن أدمنهتا، لأنني محيط بأشخاص معهم أموال وقادرون علي شرائها، ولكن للأسف ضاعت كل الأموال، وبعد أن كنت أتعاطي نسبة قليلة أصبحت أتعاطي بشكل كبير، بالإضافة إلي أن أموال المخدرات لم يكن فيها بركة، فكنت أكسب منها أموال كثيرة، ولكن يحدث لي العديد من المصائب المختلفة، وكانت تضيع في الملاهي الليليه، حتي وصل بي الحال وأنا أبيع المخدرات أقوم بإقتراض أموال من الناس، وبسبب ارتفاع أسعار الحشيش، والهروين، والبرشام، اتجهت إلي الأفيون، وكنت أزعم أنني سأتعاطية حتي أتمكن من ترك الأنواع الأخري.
وتابع محمود: بعد أن تناولت الأفيون، لم أستطيع أن أتركه لان أعراض إنسحابه أصعب من المواد المخدرة الأخري، وهذه الأعراض: تكسير في الجسم، رشح شديد، وجع في كل أنحاء الجسد، لم أتحمل أحد، وقمت بتكسير البيت، لكي أشتري الأفيون، ووصلت لدرجة أنني في هذا الوقت أتعاطي أي شئ أمامي، ولم أتمكن من ترك الإدمان بمفردي، فقام والدي بالوقوف جنبي، واشتري علاج لي، ولكن للأسف لم أستطيع أن أترك التعاطي، لأنه بعد نزولي للعمل رجعت له مرة أخري، وأصبح التركيز في كل حياتي علي شراء المواد المخدرة فقط، ولم أفكر في بيتي وأولادي، وكل ما أفكر فيه كيف أشتري هذه الأنوع المخدرة، ولكن الدي وزوجتي وقفوا بجانبي أكثر من مرة، ولكن زوجتي غضبت وتركت لي البيت وأخذت الأطفال، وأصبحت أعيش بمفردي، ففكرت في الانتحار حتي لا أسبب تعب لكل من حولي، وبالفعل حاولت أكثر من مرة في الانتحار ولكن فشلت.
وحول تعافية من المخدرات، قال محمود: بعد أن شاهدت إعلان للاعب المصري محمد صلاح، علي التلفزيون، بدأت أن أفكر في الإقلاع عن التعاطي ولكني لم أقتنع بذلك، فتحدث أحد الجيران مع أمي وأرشدها علي صندوق مكافحة الإدمان، فأخذتني أمي إلي مقر الصندوق، وجلست من الدكتورة وقلت لها علي أنواع المواد المخدرة التي اتعطاها، ثم بعد ذلك ذهبت إلي الأخصائية، وقامت بحجزي في نفس اليوم، وبدأت أن أحضر اجتماعات، وخطوات التعافي، ثم قمت بالنزول إلي الرعاية النهارية، وهي أن المدمنين المتعافين يأتون للمتابعة، وفي هذا اليوم تحدث أحد المتعافين عن فترة إدمانه، وكيف أصبح متعافي، فوجته يحكي نفس قصتي فسئلت نفسي لماذا لا أكون مثله، ووضعته هدف أمامي، وأخذت القرار من داخلي أن أتعافي، ونفذت جميع التعليمات، وأيضا كل ما قاله زملائي المتعافين، وطبقته تماما، وأيضا كان معي دكتور وأخصائي يتابعون حالتي حتي تعافيت.
وعن حياته بعد التعافي من الإدمان، قال محمود: تعافيت تماما من الإدمان، ووجدت المحال الخاص بي مغلق، وكنت قد بعت جميع الألات الموجودة الخاصة بالحلاقة في فترة التعاطي، فقال لي القائمين علي الصندوق أن أهناك بداية جديدة، وأعطوني قرض بإجراءات بسيطة وبنسبه صغيرة، وطلبوا مني دراست جدوي، وقمت بعرضها علي الأستاذ ممدوح بالخط الساخن، ومن هنا بدأت أن أفتح المحل الخاص بي مرة أخري، وأصبح منتج من جديد، حيث أنني أشعر وكأني في حلم، ولكن قيام الصندوق بتوفير بداية جديدة لي استطاعوا مساعدتي في ذلك، الحمد لله أنا سعيد جدا في حياتي الجديدة، وأصبحت مسئول عن نفسي وعن غيري.
وتابع محمود، أقول لكل مدمن: أنا مش أحسن منك، أنت تستطيع أن تتعافي، وتواجه، وما عليك إلا أن تأخذ القرار من داخلك، وبعدها تستطيع أن تكون مثلي وأفضل مني.