الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نسرين حجاج تكتب: لؤلؤ

صدى البلد

لؤلؤ.. بنت دار الأيتام جاءت ببراءة ابتسامتها وقسوة الحياة لتخطف قلوب من حولها وجماهيرها .


مسلسل أجبر الجماهير على الجلوس وكتم الأنفاس .


كل مشهد ومشهد ينقل المشاهد إلى خط درامى تشويقى ولمفاجأة تلو الأخرى فتمتلئ الرئة بالأكسجين ونتنفس الصعداء .


لؤلؤ .. هذه الفنانة التى تربت فى الملاجئ ولم تنسَ أصلها تسامح ولكنها لا تنسى، حلقة بعد حلقة تجذبنا لؤلؤ، والتى تجسد دورها الفنانة "مى عمر" بجمالها وأناقتها وقوتها برغم أن قلبها يملؤه الضعف إلا أنها أنثى ماركة الأسد أمام من يتعدى على خطها الأحمر فيجد ردا غير منتظر من هذا الوجه الهادئ الأنيق، مثلما تفاجأت "داليا" زوجة طارق بـ"حذاء" لؤلؤ على رأسها تنبهها بأن من يخطئ فى حقها لن ينال غير حذائها فهى لا يهمها شكلها أو كونها فنانة مشهورة .


مشهد حبسنا فيه الأنفاس ولكن جاء الأكسجين لرئتنا ليعلن تشجيعنا وسعادتنا من قوة لؤلؤ، فالمرأة القوية فى مجتمعنا عادة متجبره ولها مواصفات خاصة مختلفة عن لؤلؤ، أما هى فكانت الأنثى"الكيوت" الأنيقة القوية التى تأخذ حقها بيدها وهذا نتاج لنشأتها وهذا الغريب على مجتمعنا العربى.


مي عمر فنانة مجتهدة تقوم على دراسة أبعاد الشخصية وتذاكر، وأثبت هذا المسلسل أنها ليست ممثلة وليدة الصدفة بل وليدة الااجتهاد والمذاكرة فااختارت التميز عنوانا لها .


ذكرت مروة أن مي كانت تعاونها وتطمئنها وتدخل غرفتها لتزيل عنها التوتر وهذا يجعلها فى مكانة الكبار لأنها تستحق ذلك.


من أجمل ما يميز السيناريو والحوار الذى كتبه محمد مهران سرعة الأحداث الذى بدأ بمقدمة الحكاية وسرعان ما توالت الأحداث حتى فعل الحدث الصاعد بطلاق لؤلؤ من طارق ثم سرعان ما توالت الأحداث مرة أخرى ليفاجئنا بذروة الأحداث وهى مقتل لؤلؤ بدون ملل أو مط أو حشو .


وبعيدا عن السيناريو الذى رسم بخطوط درامية تشويقية، المسلسل به وسائل ابهار كثيرة تتمثل فى الديكور والااستعراض وملابس البطلة ادى إلى تعزيز حس الواقعية فى الدراما مع المبالغة فى أسطول السيارات أتفهم أنها ثرية جدا ولكن أكثر من خمس سيارات لماذا وكلها رولز رويس وفرارى ومرسيدس وبورش  ...الخ . خصوصا أنها بسيطة كإنسانة .


المخرج محمد عبدالسلام كان عبقريا عندما اختار صوت داليدا ليتوافق مع صوت لؤلؤ وبالفعل تضافر كل من الأداء الحركى واللفظى والصوتى وأنتجوا مصداقية بأن لؤلؤ تغنى بالفعل على المسرح وهذا صوتها.


فجاءت الحفلات بصورة متكاملة صوتا وصورة وأداء حركيا ونحن نفتقد المسرح الااستعراضى فكانت مشاهد الحفلات غنية بالصور المبهرة فالاستعراض والتصوير والإضاءة والألحان  جعلوا الشاشة تنبض بجمال اللوحة الفنية الاستعراضية.


وهنا استعراض لبعض الأدوار التى شكلت خطوط الدراما داخل المسلسل:

"طارق نصار"
جسد دوره الفنان "أحمد زاهر"..
طارق رجل أعمال من النوع الثقيل عرف بعلاقاته العاطفية أحب لؤلؤ وساعدها وتزوجها ثم انتقل الخط الدرامى ليتحول طارق من الحبيب العاشق إلى الحبيب المتهور الخاسر عندما استمع إلى وشاية نهال سكرتيرته فضرب زوجته لؤلؤ وطلقها وعايرها بتربيتها فى الملجأ من هنا تحولت لؤلؤ وكأنها شخص اخر .


الفنان أحمد زاهر انتقل بالشخصية عدة مرات صعودا ونزولا وهو متمكن فى هذه الاانفعالات النفسية والعاطفية وأبرز هذه التحولات عندما رأى "منه" ابنته والتى قامت بأداء دورها ابنته الحقيقية "ملك" والتى برعت فى أداء الابنة المكلومة التى أفاقت على كذب أمها وأبكتنا معها فى بعض مشاهدها إلى يوم وفاتها وكانت مفاجأة أخرى .


لم أتفاجأ بأداء أحمد زاهر لأنه فى الاآونه الأخيرة أصبح يتقمص الشخصيات بشكل احترافى وتحولاته الصوتية والشكلية تبرز شخصياته دائما .


"مجدى"
مدير أعمال لؤلؤ وعاشقها فى صمت وسندها..
لم أكن أتوقع هذا الأداء من الفنان إدوارد فهو السهل الممتنع عندما شاهدت شخصية "مجدى" توقعت أنه دور عادى وكعادة إدوارد يحرز "أجوال" فى منطقة الكوميديا لكن هنا مساحة الإبداع كبيرة جعلتنى أراه كالطبخة التى نضجت تكون كاملة فى المذاق وفى اللون وفى الرائحة ليكون طبقا متكاملا شهيا.


أذكر مشهد اعترافه للؤلؤ بحبه أبكانى.. أما عند مفاجأة الحلقة الخامسة والثلاثين لم أصدق أن هذا العاشق المحترم الذى يخاف عليها بهذا الشكل يقتلها .


ودخلت كتبت على الفيسبوك "مش قادرة أصدق إن مجدى يقتل استحالة".


أكتب هذا المقال بعدما شاهدت الحلقة الثامنة والثلاثين سألت الفنان إدوارد هل تناقشت مع السيناريست والمخرج فى مفاجأة الحلقة الخامسة والثلاثين فأجاب بـ لا وقال لى: "لم أتناقش لأن الفكرة حازت إعجابى منذ البداية ولأن الناس بتحب المشاهد التى بها ساسبنس".


"نهال"..
والتى قامت الفنانة نجلاء بدر بأداء دورها التى أبهرتنى بهذا الأداء وبرغم تميز نجلاء بدر فى هذه المنطقة المركبة إلا أننى أتمنى أن أراها فى أدوار أخرى ولكنها تجيد الإمساك بمفاتيح الشخصية فهى تدرس الشخصية من الناحية النفسية والشكلية والااجتماعية فلم يساورنى شك فى أنها نهال ونسيت أو تناسيت أنها نجلاء .فى الاآونه الاخيرة اصبحت الفنانة نجلاء بدر فنانة من العيار الثقيل .


"كاميليا"..
والتى جسدتها الفنانة الرقيقة نيرمين الفقى .. كالعادة تطل علينا نيرمين بأناقتها وبهدوء ملامحها ولكن من الواضح أن السنين أثقلت موهبة نيرمين ولكن فى هذا الدور لعبت نيرمين دورين فى دور، الفنانة الشريرة فى بعض المشاهد والفنانة الرقيقة الحساسة التى سرعان ما تحول غيرتها إلى عطف لمنافستها لؤلؤ بل وتشفق عليها فى بعض الأحيان مشاهد كاميليا وزوجها فى ديكور داخلى معظم الوقت كنت أود أن ينتقل المخرج بمشاهد خارجية كحديقة المنزل ليظهر ثراء هذه الشخصية لأنها فنانة قديمة ولها جمهورها العريض وكانت متربعة على عرش الغناء وهى زوجة لرجل اعمال أيضا .


لؤلؤ ثراؤها فاحش بالنسبة لكاميليا وأتفهم هذا لأسباب كثيرة ولكن كان لابد من التوازن فى البعد الاجتماعى والفنى بين الفنانتين .


"داليا"..
والتى تقوم بأداء دورها الفنانة هيدى كرم والتى أدت الدور ببراعة لدرجة اننا كرهنا هذه الزوجة التى تتعدى على زوجها قولا وفعلا وبها قدر من التنمر على لؤلؤ.. جسدته هيدى باحترافية. هيدى أصبحت تجيد لغة الجسد أثناء غوصها فى الشخصية مما ساعدها على إقناعنا .


"بودا"..
وقام بشخصيته الفنان محمد الشرنوبى .. يمتاز الشرنوبى بتشربه للأدوار وخفة دمه ووسامته  تساعده فى التربع على قلوب المشاهدين فله مساحة خاصة عند المشاهد أعطاه الله القبول حتى وهو يجسد الحبيب الخائن الشرير الذى تسول له نفسه التلاعب بقلب وجسد الإنسانة التى أحسنت إليه ووثقت به. يعود ببراءته ليعلن ندمه فى بعض المشاهد ويتعاطف الكثيرون معه ويوجدون له العذر ويرمون باللوم على مروة الصديقة الخائنة يمسك الشرنوبى بمفاتيح الشخصية جيدا .


"سيد"..
والد لؤلؤ والذى قام بأداء الدور الفنان حمدى هيكل ...
هذا الفنان من العيار الثقيل فلقد جعلنا نكرهه ولقد اجتهد فى أداء المشاهد فتمكن من مفاتيح الشخصية كنت أراقب حركاته وغمزة عينيه ورقبته فهو يتكلم بصوته وبلغة الجسد فتميز فى مشاهده كنت أعرفه ولكن لا أعلم اسمه فأداؤه جعلنى أبحث عن اسمه وأحفظه وعندما يكر الجمهور شخصية شريرة فيكون السبب هو إجادة الفنان لدوره وتمكنه من تقمص الشخصية .


"مروة"..
صديقة لؤلؤ وأختها فى الملجأ الصديقة الغادرة..
والتى تقوم بأداء دورها الفنانة هدير عبد الناصر  وهى وجه جديد فنانة تجتهد على نفسها فهى خريجة المعهد العالى للفنون المسرحية ودرست فى استوديو د.عبدالهادى وتصقل دراستها وهواياتها بالكورسات والورش طوال الوقت وهذا واضح على انفعالاتها وإلمامها بالخطوط الدرامية. أذكر لها مشاهد كثيرة ولكن هناك مشهدا لن أنساه وهو عندما تحولت لمروه تربية الشوارع وأظهرت وجهها الحقيقى أمام أم لؤلؤ عند الخناقة نظرت إلى فمها وإلى عيونها فوجدتها ممثلة متحكمة فى الدور وتعرف من أين تخرج انفعالاتها مساحة الدور ساعدتها فى إظهار إمكانياتها وأتوقع لها الصعود بالسلم لا بل بأسانسير .


أنهى مقالي بشكر الشركة المنتجة "سيرنجى" وعلى رأسها المنتج "تامر مرسى" التى لم تبخل فى الإنتاج وجعلت الصورة فى النهاية مبهرة للعين وأصبحنا ننتج مسلسلات درامية استعراضية.


شكرا لجميع الفنانين الذين لم أذكرهم فالجميع أدوارهم مميزه وأداؤهم رائع مما جعلنى أكتب هذا المقال بعد إعجابى بهذا العمل المتكامل، فإن اجتهاد الفرد يعلى شأن الكل ويكتب النجاح والتميز على شاشة العرض، والجميع في هذا العمل الدرامي أجتهد وأجاد.


وفى النهاية ورسالة المسلسل "ليس كل مؤتمن أمينا"..
المخرج محمد عبدالسلام 
قصة مى عمر 
سيناريو وحوار محمد مهران 
المنتج تامر مرسى .