الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمود الجلاد يكتب: المتربع على عرش التلاوة

صدى البلد

يتمتع محمود الشحات أنور الشيخ الثلاثيني بجماهيرية كبيرة، له محبين ومستمعين في كل أرباع الدنيا شرقًا وغربا، يهتز القلب خشوعا بجمال صوته، وبعذوبته، فتفهم ما يقرأ بصوته فقط.

يعد الشيخ محمود أهم قراء العصر الحديث الذي خطف القلوب والأستمتاع بصوته وأدبه، ترك الشيخ الشحات أنور نجله ضمن المقرئين الثقال في دولة التلاوة، هذا الشبل من ذاك الأسد، استطاع بجمال صوته تعويض رحيل والده.

الكثير منا يقرأ عن الشيخ الشاب ويسمع صوته وفيديوهاته المنتشرة على كل المنصات لكن لهذا الوجه المنير، أنوار أخرى في أدبه واحترامه وأصالته، قارئ مخلص أصيل أجده بين كل فترة وأخرى يتحدث عن والده كثيرا سواء في الإعلام أو اللقاءات الخاصة، يتحدث عن تراثه، ليس ذلك فحسب بل في الذكرى السنوية لوفاته من كل عام يحشد كل علاقاته للاحتفال بهذه الذكرى، ويومه كله مشغول فيها يخرج لنا صور والده ولقاءاته النادرة وسفرياته وحكاياته مع الشيخ الشعراوي إمام الدعاة، تجده ابنًا فيه من الإخلاص والحب غير العادي.

وما لاحظته من أصالة وحبه لأهله أن القارئ الشاب دائمًا  يضع صورة أخيه الشيخ أنور القارئ الشهير في الصدارة أمر تجد فيه الكثير من الوقار والاحترام  والبر، ناهيك عن حديثه الكثير  عن أبيه، يفتخر به، ينشر مقاطع له على قناته وصفحته.. نعم الشيخ الشاب  لديه حب غير عادي لأهله ولأسرته ولأبيه وأخوته فتجد من هنا التوفيق والصلاح ، ومن هذه النقطة سر توفيقه ونجاحه.

وعن جمال بره بوالده قرأت رسالة مؤثرة ينعي والده قال فيها: "أبي الحبيب، أنت النور الذي يضيء حياتي والنبع الذي أرتوي منه حبًا وحنانا، فأنت الأب الذي يُشار إليه بالبنان ويُفتخر به بين الأنام، فهنيئًا لي بك أيها الأب العظيم، فمهما قلت ومهما كتبت يعجز لساني عن أن يجد كلمات تعبر عمّا في قلبي لأوفيك حقك، فما في قلبي لك أكبر من أن أوفيه بالكتابة، وما أكنه لك من حب واحترام يفوق كل وصف، لذا فإنني لن أستطيع أن أصف ما بداخلي من مشاعر نحوك، فأنت خير أب ربيتني فأحسنت تربيتي، علمتني كيف أحب القرآن وأوقًره، فأنت خير قدوة لي أقتدي بك وأسير على نهجك. رحمك الله رحمة واسعة".

كان الشيخ الشحات شديد الحرص على تحفيظ أبنائه القرآن الكريم، ورغم مشاغله كان يشرف بنفسه على تحفيظ أولاده حتى بدأ نجله الشيخ محمود في تجويد القرآن الكريم في سن الرابعة عشرة،  التحق بالدراسة في الأزهر، وحصل على ليسانس الدراسات الإسلامية والعربية العام 2004، ودرس علوم القرآن والقراءات، ومع مرور الوقت أصبح أشهر قراء القرآن الكريم في العصر الحديث داخل مصر وخارجها، بل كان رحالة لنشر جمال القرآن فسافر للعديد  من الدول العربية والإسلامية والأجنبية.
 
تلتف حول الكروان  مئات الآلاف من المستمعين، فتأثر غير المسلمين بصوته واعتنق بعضهم الإسلام و أسلم على يديه 3 أناس في بريطانيا وأمريكا وجنوب أفريقيا.

محمود الشحات أنور هو  أول مصري يقرأ القرآن الكريم في إذاعة لندن، ويسجل لها القرآن بصوته لكن لهذا الشيخ الشاب ذكاء آخر فاهتم بتوظيف وسائل التكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي في نشر تسجيلاته القرآنية، حيث وصل عدد مشاهدات فيديوهاته على قناته الخاصة في موقع الـ«يوتيوب» إلى 200 مليون مشاهدة.

محمود الشحات أنور بصوته هو علامة فارقة في تاريخنا الحديث، نرفع القبعة لوالده رحمة الله على إهداء العالم الإسلامي صوتا بهذا الجمال.