الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شيماء عويضة تكتب: طلقني.. شكرًا

صدى البلد

24 حالة طلاق مقابل 100 حالة زواج يوميًا فكل دقيقتين تحدث حالة طلاق في مصر هذا ما كشفه رئيس جهاز الإحصاء اللواء خيرت بركات منذ شهر تقريبًا فالطبع هي أرقام خطيرة ومقلقة.

إذا بحثت على الإنترنت عن أسباب الطلاق ستجد على معظم المواقع الأسباب المتعارف عليها ومنها ما هو اجتماعي ومنها ما هو اقتصادي فنجد الأسباب الرئيسية منها المغالاة في المهر والشبكة وتدخل الأهل في مشاكل الحياة  الزوجية والخيانة الزوجية والأمور المالية وقلة التواصل واختلاف الأولويات والأهداف فهي الأسباب العامة والمتعارف عليها ولكنها تعد من أهم وأكثر أسباب الطلاق ولكن يوجد أخرى وهي أسباب معنوية من الصعب أن تعوض إذا أحدثت فجوة بين الزوجين.

يبدأ التعبير عن الضيق والملل من الحياة الزوجية بالفتور والنفور إلا أن نتلفظ بالعبارات التي من شأنها صنع فجوات كبيرة فخلال المشاكل والخلافات تتفوه الزوجة بعبارات كثيرة منها:

مبقتش قادة أعيش معاك,خد بالك أنا مكملة معاك بس علشان الولاد لكن لو كان عليا مش عاوزة أعيش معاك ليلة واحدة,دا انت انسان لاتطاق هو انا كان عقلي فين لما اتجوزتك.

وعلى الصعيد الآخر نجد الرجل يردد عبارات كثيرة مثل,دي ست لا تطاق أنا مش هعرف أكمل معاها أنا هتجوز عليها خلاص,دي ست نكدية أنا مش عارف أنا اكيد كنت مغيب لما اتجوزتك.

الحقيقة إنها تلك الفتاه التي تقدمت لخطبتها فهي لم يتم تبديلها بأخرى وهو ذلك الرجل الذي قبلتيه زوجا لك لم يتغير,ولكن ما تغير هي مشاعر كما تجاه بعضكما بعضا نتيجة لبعض التراكمات لقلة الاهتمام والتفاهم بينكما.
 
والحقيقة الأخري هي أن لا يخلو بيت من المشاكل سواء كان في بداية الزواج أو بعد مرور عدة سنوات ولكن من وجهة نظري هو أن الحب والمودة والرحمة يتغلبوا على كل شيء.

ولكن دعوني أقص عليكم ملخص حكاياتان جذبا انتباهي فالأسباب لم تكن من المتعارف عليها حيث كان قلة الاهتمام والتقدير السبابان الرئيسيان لقتل الحب وتنفيذ قرار الطلاق.  

الحكاية الأولي لامرأة تقول إنها قررت الانفصال عن زوجها لمجرد أنه لم يعد يثني على شكلها وعلى ما تفعله إلا أن تطور الأمر أنه لم يعد يقدرها بكل معني الكلمة  وأكدت أنه خلال فترة الخطوبة كان يشبعها بالكثير من الكلام المعسول الذي أصبح الآن لاينطق منه شئ مما تسرب الحب من قلبها وتسلل الملل بدلا منه 
أما الحكاية الثانية لزوج قرر الانفصال عن زوجته بعد حب دام لسنوات لمجرد أنها أصبحت بعد السنة الأولى من الزواج لا تبالي به بعدما كانت تبالي بكل تفصيله من تفاصيله، ما يأكل وما يرتدي ما يشعر، فقد قتل عدم الاهتمام كل المشاعر تجاهها.
 
بعد الزواج يشعر كل من الزوج أن الزوجة أصبحت حق مكتسب له فعليها أن تقوم بكل أعمال البيت وتلبي جميع طلباته دون شكوي ودون شكر فيحدث فجوة ومقارنة كبيرة بين الحياة بعد الزواج وكلامه المعسول وخلال فترة الخطوبةو يظن أيضًا أنه لمجرد أنه تزوجها ستبقي كما هي وأنه ضمن وجودها فيهمل ويبعد ويقسي في مشاعره وتبدأ من هنا الحياة الروتنية المملة التي تعد أكبر أسباب فتور وملل الحياة الزوجية وبالمثل الزوجة    
يقول الله تعالي (وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍۢ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ) صدق الله العظيم.

فإذا تمكنت المودة والرحمة والاهتمام من الحياة الزوجية فالطبع ستنجح الحياة الزوجية وتخرج من حيز الروتين الممل الذي يقتل كل شيء ويتم التغلب على كل المشاكل والوصول دائما إلى حل وسط والعيش في حياة هادئة خالية من التوتر والخلافات الكبيرة.

كما لا بد أن يضع الزوج في عين الاعتبار أن تلك الزوجة من الممكن أن تتركه غدا اذا لم يحسن معاملتها وإذا أهملها وعلى الصعيد الآخر يجب أن تتعامل الزوجة مع زوجها بكل الاهتمام الذي لا يقل عن اهتمامها في فترة الخطوبة أو حتى السنوات الأولى من الزواج فالزوج ليس حق مكتسب والزوجة أيضا، كما أن للإعلام دور كبير في هذا فيجب على العاملين في مجال الإعلام مناقشة تلك القضية من خلال مناقشتها في حلقات البرامج حتى المسلسلات والأفلام لابد أن تعرض الحياة الزوجية على أنها مشاركة وود وتفاهم بين الطرفين على عكس ما تبرزه اليوم بحجة أنها تحاكي الواقع.