عرض برنامج "8 الصبح" المذاع عبر فضائية "دى ام سى"، تقريرا باسم "حارة الصوفي روح سودانية تسكن في وسط القاهرة"، حيث أن بالقرب من حى العتبة التجارى، وعلى بعد خطوات من ميدان الأوبرا، تجد حارة ضيقة، أشبه بالممر، يتخللها وجوه سمراء وابتسامات ناصعة البياض، تنبعث منها رائحة الأكلات الحارة المعدة خصيصا بتوابل جاءت من الجنوب.
فى منتصف الحارة تحديدًا تجد لافتة مكتوب عليها «ركن أسواق السودان»، يمتلئ المحل بمنتجات سافرت من الخرطوم إلى مصر، حملها المسافرون إلى هنا، بسبب ضعف عُملتهم، فقرروا التجارة بدلا من حمل أموال ليست لها أى قيمة، يزدحم المحل بالسودانيين الذين جاءوا من ربوع مصر خصيصًا لشراء منتجات بلادهم.
فى الشارع المُقابل لـ«ركن أسواق السودان» تجد قهوة ومطعما سوادنيا على اليمين، ينبعث منه روائح طيبة تجذب كل من يجلس على القهوة المجاورة له، والتى يخرج معظم زبائنها من «صالون الحلاقة» المقابل لها.
سودانيون اتخذوا من حارة الصوفى فى قلب القاهرة، عاصمة لهم، لعلهم يجدوا فى هذا المكان أنيسًا لغربتهم، كان لـ«اليوم الجديد» جولة فى حارة «الصوفى».
لماذا تعد مصر القبلة الأولى للسودانيين؟
كانت البداية مع رجل يجلس على عربية لبيع المنتجات السودانية، تلتف حوله السيدات لشراء مستلزماتهن، ودخل ليقاطعهن رجل يسأل عن نوع سجائر سودانى معين يسمى «لورد»، اشتراه بـ 15 جنيهًا، زينت الابتسامة وجهه بمجرد رؤيته لنا، فقال مازحًا «أنا بحب المصريين، أنا متجوز مصرية، بعد 30 سنة أعزب، جيت مصر ولقيت نصى الثانى، دول كمان أهلها بنوا لى مقابر هنا وعاوزين يدفنونى هنا».
عم عيسى الذى اكتفى باسمه الأول فقط، يبلغ من العمر 52 عامًا، درس الفلسفة فى بلاده، وعمل فترة طويلة فى منظمة الـ «UN» «كنت باخد حقوقى بالدولار»، ولكنه فضل أن يأتى إلى مصر ليستقر بها، ويجد فيها أخيرًا الحب والأمن والاستقرار مع زوجته الجميلة.
وعن الأسباب التى تجعل مصر هى القُبلة الأولى للسودانيين، هي أن معظم القادمين من السودان إلى مصر، لا يعتبرون أنهم سيقيمون فى
دولة غريبة، بالعكس يشعرون بأنهم فى بلادهم.
وذلك
يرجع لتقارب وتقارب العادات والثقافات، فالسودان شبيه بدرجة كبيرة بمصر فى
العادات، فيقول الحاج عيسى إن السودانى لا يستطيع أن يسافر إلى أثيوبيا
مثلا، وذلك لأن ستقابله مشاكل مثل الثقافة والدين واللغة، ويضيف أن مصر
والسودان كانتا جمهورية واحدة منذ زمن، ولذل فمعظم السودانيين يفضلون
المجىء إلى مصر.