الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وليد نجا يكتب: مصر منبع العلوم والحضارة

صدى البلد

نعم نعيش في عالم متلاحق الأحداث يتميز بالحركة وعدم الجمود وكلنا يتمني التطوير في كافة نواحي الحياة وعندما يتعلق الأمر بحياة الناس وأبنائهم تجده ازدواجية في المعايير تلك طبيعة بشرية لذا عندما تقوم الدول بالتطوير لا بد من امتلاكها لخطط علمية ومهنية  وظهير شعبي يثق في قيادته السياسية، وعندما نتحدث عن التعليم في مصر فلابد أن نعود  برحلة عبر الزمن فمصر دولة صاحبة حضارة بنيت حضارتها بالعلم و المصريين القدماء  أول من اكتشفوا الحروف الهيروغروفية  وكتبوها علي مستوي العالم  علي جدران المعابد وعلي أوراق البردي ولازالت موجودة حتي الآن لتعلن للعالم عبر عصوره المختلفة أن مصر هي منبع العلوم والحضارة  فأول مدرسة للتعليم في تاريخ البشرية مصرية فرعونية كانت تسمي " برعنخ " وتعني بيت الحياة، وعند دخول المسيحية إلي مصر أصبحت المدارس مرتبطة بالكنسية بدلا من المعابد وأنشئت مدارس لاهوتية في مدينة الأسكندرية  وبدخول الإسلام مصر في عهد عمرو بن العاص أرتبطت المدارس بالمساجد التطوعية وبعد بناء الأزهر الشريف أصبح التعليم فية بتكليف من الدولة المصرية، وأصبحت نهضة مصر مرتبطة بالتعليم في علاقة توافقية مرورا بالحملة الفرنسية التي اكتشفت رموز اللغة الهيروغلروفية حتي الوصول لعصر محمد علي باني مصر الحديثة الذي وضع نظما للتعليم في مصر طبقا لأحدث النظم الأوروبية وأنشئت في عهده المدارس العسكرية والطبية وتم أنشاء الجامعات المصرية  وحتي الوصول لثورة عام 1952م التي أعتبرت أن التعليم هو أساس الحياة وتم جعل التعليم مجاني وإلزامي وحدثت طفره ثقافية وعلمية أعتبرت ضمن القوي الناعمة لمصر علي المستوي العربي والإسلامي وأصبحت  التعليم في مصر مقصد السياسيين والقادة علي مستوي العالم فإغلب من يتولون مناصب قيادية في دولهم خريجي الجامعات المصرية في فترة الأربعينيات والخمسينيات والستينيات  ومنهم علماء مصر الذين نفخر بهم  أمثال البروفسير مجدي يعقوب والمهندس  العالمي المصري العبقري الذي تفوق علي الألمان وصمم أنفاق قناه السويس هاني عازر والبروفسير العالمي المصري مازن إبراهيم نجا أستاذ المناظير العالمي وغيرهم الكثير.


فمنظومة التعليم  تعتمد علي ثلاث ركائز وهم "الدولة والمعلم والأسرة "و معضلة التعليم في مصر في السنوات السابقة قبل عصر النهضة الثاني في العصر الحديث في مصر في عام 2014  هو عدم قدره الدولة علي تطوير المنظومة التعليمية والتي تتكون من وزارة التربية والتعليم والمنوط بها إنشاء المدارس وتوفير بنيتها الأساسية من معامل وأدوات ، والمعلم  التابع للوزارة والذي غلبته الظروف المعيشية ولم يتلق تعليم  جيد لضعف الإنفاق من قبل الدولة، والجزء الثالث في المنظومة الأسرة المصرية ومع زيادة عدد السكان فمصر وضعف قدرات الدولة المالية  لم تستطع القيادات السياسية السابقة مصارحة الشعب المصري بحقيقة الموقف، وأصبح التعليم في مصر وخاصة  الثانوية العامة بعبع لجميع الأسر المصرية وقضية سياسية وإذا دخلت السياسية في المهنية أفسدتها وأصبح هناك عقدة مجتمعية أسمها الثانوية العامة التي تحدد مصير الطالب وكليته طبقا لمعايير الحفظ والتلقين  بعيدا عن المهنية وتغيرت جميع السياسات الحكومية  بعد  ثورة 30  يونيو فالنظام السياسي الحالي يستخدم المصارحة والمكاشفة  ويحترم العلم والمهنية فتم الفصل بين السياسة والمهنية وتم وضع خطة شاملة لتطوير مصر  في كافة المجالات وضعها علماء وخبراء تتميز تلك الخطة بعدم الجمود والتطوير العلمي المستمر والمراجعة والمتابعة الميدانية وتنتهي عام 2030م  وذلك ضمن منظومة كاملة لا تتغير بتغير الأشخاص وأصبح جميع الوزاء ينفذون سياسية دولة مرتبطة بخطة مهنية وتم تكليف وزير التربية والتعليم  الحالي الدكتور طارق شوقي بتنفيذ تلك الاستراتيجية الجديدة وتم اختياره من قبل القيادة السياسية لتلك المرحلة من التطوير وفق معايير مهنية فهو يحتل مكانة علمية بارزة عالميا في تطوير المناهج ووضع السياسات العلمية وكان ضمن المشاركيين في وضع الخطة الاستراتيجية للدولة 2030.

وقد وضع الكثير من الخطط للعديد من دول العالم ويعمل ضمن منظومة تعتمد علي العلم والتقيم المستمر والتطوير  وهناك تحديات تواجهة تطوير منظومة التعليم أولها توفير الموارد المالية وبناء المدارس وتحسين كفاءة منظومة التعليم وتحسين أحوال العاملين في قطاع التربية والتعليم والعمل علي  تغيير الثقافة المجتمعية التي تعتمد علي الحفظ والتلقين وجعلت مصر في جودة التعليم تحتل مراكز لايليق بحضارتها  وتحتاج إلي مدة زمنية حتي تحقق المنظومة الجديدة نجاح ملموس فيأرض الواقع وتحدي  أصحاب المصالح الذي تتعارض مصالحهم مع تطوير التعليم مثل  القائمين علي منظومة الكتب  الخارجية وتحدي سوق العمل وغيرها الكثيرمن التحديات ومع ظهور فيروس كرونا علي مستوي العالم منذ العام الماضي كانت الدولة المصرية سباقة في الحفاظ علي صحة المصريين في كافة المجالات وأصدرت عدة قرارات شملت جميع المصريين وأتحدث هنا  في مجال التربية والتعليم فأعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى منح المعلم الذى تثبت إصابته بفيروس كورونا إجازة استثنائية مدفوعة الأجر لمدة 14 يومًا، على أن يتم مدها حال عدم التعافى من الفيروس خلال تلك الفترة لحين ثبوت «سلبية» الإصابة بالفيروس وتطبيق عدد من الإجراءات الاحترازية بالمدارس تطبق في المحافظات وعدم استكمال الترم الثاني من العام وعقد امتحان في صورة بحوث والعديد من الأجراءات في العام الدراسي السابق وذلك وفقا لقرارات لجنة إدارة أزمة كورونا، برئاسة رئيس مجلس الوزراء، وقد اجتمع السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني بتاريخ 14/2/2021 وذلك لعرض "الخطط والإجراءات لعقد امتحانات منتصف العام واستئناف العام الدراسي الحالي ٢٠٢٠ / ٢٠٢١ بالمدارس" وأسفر الإجتماع طبقًا للمتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية عن
 
- ضرورة الالتزام الدقيق بتطبيق الإجراءات الاحترازية عند استئناف الدارسة بالمدارس، مع منح أولياء أمور الطلاب حرية اختيار الطريقة الأنسب لاستكمال أبنائهم العام الدراسى الحالى أثناء جائحة كورونا، سواء من خلال الحضور الفعلي بعد فتح المدارس، أو من خلال التعلم عن بعد بتوفير منصات ومصادر التعليم الرقمي و ضرورة  الإسراع في خطوات التحديث الشامل لنظام التعليم، مع إعطاء أهمية متزايدة بالتركيز على البعد التربوي والتأهيل البدني والصحي للطلاب، فضلًا عن تطوير منظومة المعلمين في مصر وضرورة تطوير نظام امتحانات أبناءنا في الخارج على نحو يحقق الكفاءة ويتسق مع الوسائل الحديثة في إجراء الامتحانات للتيسير على أبناء الجاليات المصرية في الخارج في أداء تلك الامتحانات من خلال التوسع في الميكنة واستخدام التكنولوجيا الحديثة وضرورة تطوير منظومة التغذية المدرسية على مستوى الجمهورية، بهدف توفير وجبة مدرسية متكاملة العناصر الغذائية للنمو البدني والذهني للطلاب، مع المراعاة الكاملة للمواصفات والمعايير الخاصة بسلامة الغذاء، على أن يتم ذلك بالشراكة مع القطاع الخاص من ذوي الخبرة العريقة في مجال الوجبات الغذائية.

وقد عقد  الدكتور طارق شوقي مؤتمرا صحفيا لاستعراض خطط وزارة التربية والتعليم فيما يخص التحديث الشامل لنظام التعليم الأساسي في مصر بعناصره المختلفة، خاصةً التحول الرقمي بنظام امتحانات الثانوية العامة والتصحيح الإلكتروني، فضلًا عن إصدار العديد من المنصات التعليمية التفاعلية على القنوات المتلفزة مثل قناتي "مدرستنا 1 و2"، وكذلك استراتيجية الوزارة تجاه دعم قدرات المعلمين وتأهيلهم على نظام التعليم الجديد الذي يعتمد على الوسائل التكنولوجية الحديثة، وذلك من منصة التدريب والتعليم، إلى جانب بنك المعرفة المصري والتوسع في دوره واستخداماته كمنصة قومية للعلم والمعرفة والبحث العلمي، وذلك في إطار البنية التكنولوجية لمنظومة التعليم الجديدة.

وأبرز تصريحات الوزير هي مد إجازة نصف العام الدراسى لمدة أسبوع  من أجل المذاكرة والاستعداد للامتحانات وىتنتهى في يوم 26 فبراير الجارى  والامتحانات ستعقد للطلبة بدءًا من الصف الرابع الإبتدائي وستجري يوم 28 /2/2021  في يوم واحد في ورقة واحدة تشمل جميع المواد وتتوالي الامتحانات لجميع الصفوف طبقًا لجدول زمني يستمر قرابة الأسبوعين حتى يتمكن الطلاب من المراجعة قبل أداء الامتحانات و سيتم إعلان جداول الامتحانات خلال الأيام المقبلة عقب إعلان وزير التربية والتعليم اليوم طريقة أداء الامتحانات وموقف الترم الثانى وستعقد الامتحانات لطلاب الثانوية العامة فئات الدمج والمكفوفين ورقيا  وعقد امتحانات طلاب الأول والثانى الثانوى إلكترونيا ومن لم يتسلم التابلت ورقيا ومن تلك المعطيات نجد أن الدولة المصرية تسابق الزمن من أجل تحسين جودة لحياة لمواطنيها وفق خطط مدروسة تتسمم بالمهنية والتطوير وعدم الجمود .