الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لم يمش في جنازته أحد.. أسرار في حياة «زكي رستم» الطيّب الشرير

زكي رستم
زكي رستم

ملامح جادة تتملكها القسوة ونظرات أخافت كل من حوله حتى المشاهدين، وشخصية قوية ظالمة في العديد من الأعمال الفنية التي قدمها، كانت سببًا في شهرة الفنان الراحل زكي رستم الذي تحل ذكرى وفاته اليوم منذ عام 1972.                

زكي رستم لم يكن مجرد فنان يؤدي أمام الكاميرا بل كان له كاريزما خاصة وطابع طغى عليه الجمود والقسوة كما رآه جمهوره في أفلامه، ولعل أبرز دور ظهرت فيه تلك الشخصية هو دوره في فيلم نهر الحب مع النجمة فاتن حمامة وعمر الشريف.

اقرأ أيضا

زكي رستم أبرز سكانها.. عمارة يعقوبيان تاريخ شاهد على تحولات المجتمع.. والرواية والفيلم حولاها لنجمة

الشخصية التي كانت تظهر أمام الكاميرا بكل هذه القسوة و الجمود لم تكن كذلك في الواقع بل كان إنسان آخر تعرض للكثير من المواقف الصعبة المؤلمة في رحلة حياته ربما لم يصدقها جمهوره حتى الآن .

أسرة زكي رستم كانت من الطبقة الأرستقراطية، وكان والده محرم بك رستم عضوًا بارزًا بالحزب الوطني، وصديقًا شخصيًا للزعيمين مصطفى كامل ومحمد فريد، و في عام 1920 نال شهادة البكالوريا ورفض استكمال تعليمه الجامعي، لكن والده كان يحلم بأن يلتحق زكي بكلية الحقوق لكنه لم يكن راغبًا بذلك وقرر خوض عالم التمثيل.

اقرأ أيضا

ميريت عمر الحريري تكشف سبب امتناع زكى رستم عن الزواج

في عام 1924 كانت رياضة حمل الأثقال هوايته المفضلة، وفاز بلقب بطل مصر الثاني في حمل الأثقال للوزن الثقيل.

النجم عبد الوارث عسر كان السبب وراء نجاح زكي رستم في عالم الفن، حيث ضمه إلى إحدى فرق الهواة المسرحية وكانت هذه نقطة التحول في حياته، فلم تكن اسرته ترغب بهذا القرار ، لكن بعد وفاة والده أصر زكي رستم على الاستمرار في التمثيل وهو ما جعله والدته تطرده من السرايا باعتباره نموذج سيء لأشقائه .

والدة زكي رستم خيرته بين التحاقه بكلية الحقوق أو التمثيل، لكن حلمه كان أقوى فاختار التمثيل ، مما زاد من حدة المشكلات مع أسرته، وهو ما تسبب في إصابة والدته بالشلل تى وفاتها .

حياة زكي رستم

حياة زكي رستم لم تكن على مايرام فكان وحيدا معظم الوقت، و كان الفن عنده هو البلاتوه ولحظة خروجه منه تنقطع الصلة بينهما تمامًا ولهذا لم يكن له أصدقاء،  صديقه الوحيد سليمان نجيب وكان معروفا بابن الباشا كذلك جمعته علاقة طيبة بالفنان عبد الوارث عسر.

عاش زكي رستم طوال حياته أعزب لا يفكر في الزواج لا يشغله سوى الفن، و في سنواته الفنية الأخيرة عانى من ضعف السمع وكان يكره أن يستعين بسماعة من تلك الاختراعات الإلكترونية، كان يسكن بمفرده في شقة بعمارة يعقوبيان بشارع 26 يوليو ولم يكن يؤنس وحدته سوى خادم عجوز قضى في خدمته أكثر من ثلاثين عامًا ، وكلبه الوولف الذي كان يصاحبه في جولاته الصباحية.

 في عام 1968 توقف الفنان زكى رستم تمامًا عن التمثيل وابتعد عن السينما واعتزل الناس بعد أن فقد حاسة السمع تدريجيًا وكان يقضى معظم وقته في القراءة. 

وفاة زكي رستم

أصيب زكي رستم بأزمة قلبية حادة نقل على أثرها إلى مستشفى دار الشفاء، وفي ساعة متأخرة من ليلة 15 فبراير عام 1972 صعدت روحه إلى السماء  ولم يشعر به أحد ولم يمشِ في جنازته أحد.