الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زكاة المال يا رجال الأعمال !!


على هامش لقائي معه في برنامج "من ماسبيرو"، الجمعة الماضية، دار بيني وبين الزميل الإعلامي اللبق والمثقف، خالد سعد، بعض النقاش حول الوطن، والذي امتد لحلقة البرنامج واستكملنا الحوار فيما كان يسألني عن حجم المشروعات القومية الضخمة التي تنفذ بالتوازي على أكمل وجه مع بعضها البعض.. وما رؤيتي وتقديري لها ومدى انعكاس ذلك على المواطن ووعيه بها.

وعلى الفور أجبته بتلخيص شديد، وضربت له مثال بكوبري أكتوبر الذي بدأ العمل به منذ عام 1969 وتم اكتماله عام 1999 وقلت: أعتقد أن هذا هو أبلغ رد على مصداقية ما يُقام في مصر من مشاريع بهذا الكم الضخم والإنجاز المذهل.. بالإضافة إلى شكل مصر الجديد الذي أصبح مختلف في أعيننًا. 

تناول اللقاء محاور مختلفة، منها رعاية مصر للمصالح الفلسطينية ودعم مصر للملف الليبي واستقراره والوقوف بجانبه، إلى أن تُقام الانتخابات في بلاده في شهر ديسمبر المقبل بدعم ورعاية مصر وجهود الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.. وتحدثنا عن عودة الدور الريادي لمصر في المنطقة العربية  والعالم. 

كنا نلف وندور ثم نعود للنقطة الرئيسية ألا وهي حجم المشاريع الضخمة التي تُنجز في مصر وأهمها مشروع تطوير الريف المصري والقرى والمراكز والنجوع، ضمن مبادرة حياة كريمة وتوجه الرئيس والدولة نحو تطوير كل شيء والعشوائيات وتغيير وجه مصر الحضاري الذي يليق بها .. وما الدور المطلوب من الإعلام وكذلك من كل فرد في مؤسسة الدولة.. 

فذكرت أنني حزينة من الدور المقصِّر من الإعلام (خاصة الإعلام الخاص) والإعلاميين، في حق الدولة وحق مهنتهم.. وقلت إنه على الرغم من وجود هذا الكم من الفضائيات الخاصة، إلا أنه ومع الأسف، لا تلتفت أي منهم، بميزانياتها الضخمة، للمشاريع التي تقف عليها الدولة، ويُكتفَ بعمل تقرير عن أي مشروع لا يزيد عن العشر دقائق.. فيما ينبغي أن يتم عمل برامج "مُوَّثَقَة" ننزل فيها بالكاميرا والمذيع لنقل وقائع الأحداث للمواطن من مواقع العمل، ونشرح ما يتكلفه المشروع من تعب وجهد حتى يظهر في النهاية بهذا الشكل الذي يليق بمصرنا والمواطن الذي يعيش على أرضها.

هذه البرامج الهادفة للمواطن، ستكون الدرع التوثيقي الأول والحامي للدولة من أي إشاعات تأتي من هنا أو هناك، فالمواطن المصري عندما يَسمع ويرى بأعينه ما يتم من مشروعات سيعرف وقتها ما تتكلفه الدولة لإنجاز كل مشروع، سواء بالملايين أو بالمليارات، ويحاول أن يشارك بأي شكل في هذا الإنجاز الضخم الذي يجري على أرض مصر.. هذه النوعية من البرامج، تكون بمثابة الحصن المنيع الواقي من أي شائعات أو فتن أو مؤامرات تحاك ضد بلدنا.. الأمر الذي يؤلمني من عدم انتباه الإعلام لهذا الدور "التنويري" للمواطن وحقه علينا في المعرفة بما يجري على أرض مصر.
  
والأهم في هذا اللقاء من "هنا ماسبيرو"، أنني طالبت رجال الأعمال، بالوقوف إلى جانب الدولة في هذه المشروعات، لكوني مؤمنة أن دور رجال الأعمال في المجتمع لا يقل في أهميته عن دور الإعلام أو أي دور يُسهم في إنجاز المشروعات القومية في البلاد والمشاركة فيها.. 

وطالبت المُعلنين، من رجال الأعمال في الفضائيات، عن "الكومباوندات" الراقية التي يقومون بالتسويق لها، كأحد استثماراتهم في الدولة، ونتفق أن من حق كل مواطن أن يسكن في المكان الذي يعجبه، ولكن علينا ألا ننسَ أنه يعيش بيننا أناس لا يستطيعون حتى أن يحلموا بمثل هذه الحياة المُتْرَفة.. وهؤلاء هم من تُنَّفِذْ الدولة لهم الآن مُبادرة حياة كريمة، وتُحاول أن تُغَيِّر وجه حياتهم لتستبدلها بحياة كريمة لائقة بآدمية الإنسان.. فهذه المبادرة تستهدف أكثر من 4584 قرية يمثلون 58% من إجمالي سكان الجمهورية، وبتكلفة تقديرية 515 مليار جنيه.

وقد أخبرتني إيمان سعد الشريف، المديرة التسويقية لمؤسسة الزهراوان، كيف أن مؤسستها وبعض مؤسسات المجتمع المدني، تقوم بالتزامن مع مبادرة تطوير القرى الفقيرة وفي استجابة سريعة من قوى المجتمع المدني للتعاون مع الدولة تحت شعار "مع بعض حنعدي الصعب".

من قلبي: أطالب رجال الأعمال من هنا، أن يُفكِّر كل واحد فيهم في نقل ولو مشهد صغير من مشاهد هذه الكومباوندات الراقية التي تُعرَضْ على المواطنين محدودي الدخل من خلال شاشات التلفاز، أن يُبادر بتوفير نادٍ رياضي ترفيهي أو مركز شباب متطور، بناء نموذج مُصَغَّر من مراكز التسوق، كمساهمة في إيجاد فرصة عمل لسكان القرى والريف، إنشاء مركز لمحو الأمية وتعليم بعض اللغات لمن يرغب، مكتبة كبيرة في كل قرية من القرى المستهدف تطويرها لتثقيف أهل القرية من خلال ندوات وحلقات نقاشية.. أعتقد أن كل ذلك من شأنه أن يُشعر المواطن بأهميته في الدولة وعدم إحساسه بالتمييز أو النقص، إلى جانب عدالة التوزيع التي سيشعر بها جميع فئات المجتمع.

من كل قلبي: رجال الأعمال كثر، ولو أنفق كل واحد فيهم جزء من زكاة ماله لصالح مشاريع الدولة، فلن يكفيها حقها عليه، فمصر من صنعت هؤلاء العظماء، ومنهم الكثيرين بالفعل يساهمون مع الدولة لرفعتها.. وأعتقد أن كل فرد يعيش على أرض مصر لديه ما يُقدِّمه لتصبح مصرنا أم الدنيا.
#تحيا_مصر #تحيا_مصر #تحيا_مصر.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط