قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

كيف ستتغير أمريكا بعد فشل محاكمة ترامب؟.. كامالا هاريس قد تواجه خطر العزل .. نجوم جدد في سماء الكونجرس .. وحسابات معقدة تواجه بايدن والديمقراطيين

×

* هل يعود ترامب لملاعب السياسة أم الجولف؟
* لماذا نأى بايدن بنفسه عن محاكمة ترامب
* سبب زيادة عدد معارضي ترامب رغم انتصاره في الكونجرس

حازت محاكمة عزل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على اهتمام كبير على الرغم من أن النتيجة كانت متوقعة، ببراءته من اتهامات التحريص على التمرد على خلفية اقتحام مبنى الكابيتول في واشنطن.

كان الهدف الفعلي من محاكمة عزل ترامب - الذي غادر منصبه بالفعل- هو حرمانه من الترشح للرئاسة أو أي منصب عام مجددًا، لكن كان الأمر يتطلب أن يصوت 17 عضوًا من الجمهوريين في الكونجرس ضد ترامب، وكان ذلك من المستبعد حدوثه.

اختتم مجلس الشيوخ الأمريكي إجراءات مساءلة الرئيس السابق دونالد ترامب التي استمرت على مدار خمسة أيام. وجاء القرار النهائي موافقا للتوقعات؛ بعدم إدانة ترامب بتهمة "التحريض على العصيان" التي وجهت إليه بعد حادث اقتحام أنصاره مبنى الكونجرس الشهر الماضي.

فشل الديمقراطيون بمجلس الشيوخ في الحصول على 17 صوتا جمهوريا ضد ترامب. أيد 57 من أعضاء مجلس الشيوخ عملية العزل الثانية ورفض 43 من أعضاء مجلس الشيوخ الخطوة في تصويت تطلب أغلبية الثلثين في مجلس الشيوخ. وضوت 7 أعضاء فقط من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين بنعم للمساءلة الثانية.

ما تبعات فشل محاكمة ترامب؟
قالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن مسرح المحاكمة كان بمثابة تمهيد لمعارك سياسية قادمة بين الديمقراطيين في الحكم والجمهوريين الذين أصبحوا في خندق المعارضة بعد خسارة ترامب، وخسارتهم الأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب.

حذر السناتور ليندسي جراهام من أن الجمهوريين قد يتحركون لعزل نائبة الرئيس كامالا هاريس، بحجة أن محاكمة الرئيس السابق دونالد ترامب في مجلس الشيوخ بشأن استفزاز أعمال الشغب في الكابيتول "فتحت صندوق باندورا".

في حديثه على قناة "فوكس نيوز صنداي"، بعد يوم من تصويت مجلس الشيوخ بأغلبية 57 مقابل 43 صوتًا على تبرئة الرئيس السابق من تهمة واحدة تتعلق بـ "التحريض على التمرد"، قال الجمهوري من ولاية ساوث كارولينا إن دعم نائبة الرئيس لصندوق ينقذ المحتجين خلال الصيف قد يتركها عرضة لنفس العقوبة.

تصريحات جراهام تشير إلى دعم هاريس لصندوق مينيسوتا للحرية، قبل أن تصبح نائبة الرئيس بايدن، مما ساعد المتظاهرين على دفع الكفالة عند إلقاء القبض عليهم.

بالنسبة لدونالد ترامب، مثلت تبرئته انتصارا له، ولا يزال صاحب الـ74 عامًا مؤهلا لخوض سباق الرئاسة مجددا عام 2024 إذا هو أراد ذلك، في ظل احتفاظه بقاعدة جماهيرية كبيرة وإن انخفضت شعبيته بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة من ولايته.

وعارض معظم الجمهوريين في مجلسي النواب والشيوخ إجراءات العزل. ويواجه الجمهوريون الذين خالفوا هذا التوجّه داخل الحزب انتقادات لاذعة.

وفي بيان صحفي، احتفل ترامب ببراءته، وأدان الديمقراطيين، قائلا إن مشواره السياسي بدأ للتوّ. لكن ترامب السياسي لم يخرج من هذه المعركة سالمًا تماما؛ إن صور مؤيديه - وعلى رؤوسهم قبعات تحمل شعار حملته الانتخابية وبأيديهم رايات تحمل صوره مقتحمين الكابيتول- ستظل لاصقة به، كلما دخل معركة سياسية في المستقبل.

وعلى الرغم من أن براءة ترامب جاءت بشكل أساسي من دعم الجمهوريين له، إلا أن "بي بي سي" أشارت إلى أن إدانة ترامب في المحاكمة السابقة من الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ اقتصرت على عضو واحد فقط، ميت رومني، أما في المحاكمة الثانية، فقد انضم إلى رومني 6 جمهوريين آخرين.

ولفتت إلى أن الناخبين الـ6، أعيد انتخابهم للتوّ، ومن ثم لن يضطروا إلى مواجهة الناخبين قبل ست سنوات، حيث يواجهون تحديًا في مجلس الشيوخ؛ فالتصويت بإدانة ترامب كفيل بإضاعة أصوات كثير من ناخبي الحزب ممن سيرون في ذلك خيانة لحزبهم.

وفي الولايات المتأرجحة أصواتها بين الجمهوريين والديمقراطيين، يخشى الأعضاء الجمهوريون من أثر تصويتهم ببراءة ترامب على سير الانتخابات العامة في العام المقبل، التي قد يستخدم فيها خصومهم الديمقراطيون مقاطع فيديو تصوّر أحداث العنف التي شهدها حادث اقتحام الكابيتول.

وسيتوقف كثير من الأمور على ما سيفعل ترامب مستقبلا؛ وما إذا كان سيعاود الظهور مجددا على الساحة السياسية الأمريكية، مذكّرا أنصاره وخصومه على السواء بتلك المعارك السياسية مع اقتراب الانتخابات المقبلة؟ أم أنه سيختار الاعتزال في النوادي الخاصة وملاعب الغولف التي يمتلكها؟ بحسب "بي بي سي".

أما بخصوص مديرو المحاكمة، تناوب فريق من 9 نواب على مدى 5 أيام على استعراض مقاطع فيديو لأحداث الشغب التي وقعت في السادس من يناير الماضي مصحوبة بخرائط للكابيتول تُظهر كم كان المقتحمون قريبين من ساسة أمريكيين، بينهم نائب الرئيس السابق مايك بنس.

ذكر تقرير "بي بي سي" أن الأضواء باتت الآن على مديرو المحاكمة الذين بدأوا في التحول إلى نجوم سياسيين، وأوضحت: "وستظل افتتاحية النائب جيمي راسكين للمحاكمة عالقة في الذاكرة، لا سيما لحظة اختناق صوته وهو يستذكر حديثا جرى بينه وبين ابنته عن لحظة إنقاذه وإخراجه من مبنى الكابيتول. ويعدّ عضو الكونجرس جو نيجوس نجما صاعدا في سماء الحزب الديمقراطي، وقد أضاف دوره في محاكمة ترامب إلى نجوميته. أما المفاجأة الكبرى في هذا الفريق فكانت ستاسي بلاسكيت. وبوصف بلاسكيت مفوضة عن جزر العذراء لا تملك حق التصويت، فهي لا تملك بالتبعية نفوذا كبيرا في الكونجرس، لكنها مع ذلك ظهرت بقوة أثناء محاكمة ترامب".

كيف نفهم موقف بايدن؟
حرص الرئيس الأمريكي جو بايدن على عدم الظهور كثيرا في محاكمة سلفه، لدرجة أن مسؤولي البيت الأبيض صرحوا بأن بايدن لم يكن يتابع إجراءات المحاكمة، وإنما كان مشغولا بقضايا أخرى على رأسها فيروس كورونا، حيث يؤمن بايدن بأن مستقبله السياسي يعتمد على نجاحه في التعامل مع قضايا كالوباء، والاقتصاد، وغيرهما مما يهتمّ له الأمريكيون، وليس على نتائج محاكمة ترامب.

وعندما علّق بايدن على المحاكمة، اكتفى بالإشارة إلى مقاطع فيديو جديدة تظهر مشاهد عنف في مبنى الكابيتول أثناء اقتحامه - وهي مشاهد تواتر بثُّها في نشرات الأخبار التليفزيونية.

ولم تؤثر المحاكمة كثيرا على أجندة مجلس الشيوخ؛ فلم تتعطل أعمال المجلس سوى ثلاثة أيام عمل، وباختتام إجراءات المحاكمة، يستأنف مجلس الشيوخ التصديق على تعيينات شخصيات الإدارة الأمريكية الجديدة - وكلها أمور تستدعي سرور بايدن وفريقه.

لكن إذا رأت قاعدة الناخبين الديمقراطيين أن ثمن عدم تعطيل أجندة بايدن السياسية كان هو الفشل في إدانة ترامب -عبر محاكمة متسرعة بلا شهود - فإن بايدن حينئذ قد يدفع ثمنا سياسيا.

وسيطر هاشتاج "# Trump2024"، على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، في الساعات التي تلت إعلان براءة الرئيس السابق دونالد ترامب من تهمة التحريض على التمرد التي وجهت إليه بسبب اقتحام أنصاره مبنى الكابيتول في 6 يناير الماضي.

ووفقًا لصحيفة "إندبندنت" البريطانية، دعت العديد من التغريدات التي نشرت هاشتاج Trump2024#، الرئيس السابق إلى العودة للحياة السياسية مجددًا من خلال الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فيما بدا أن نسبة كبيرة أيضًا أعربت عن سخريتها من الضغط من أجل عودة ترامب.

وحسب الصحيفة البريطانية، كان المستشار السابق لترامب، سيباستيان جوركا من بين أولئك الذين غردوا ونشروا الهاشتاج، مطالبًا الرئيس السابق بالعودة.