إبراهيم رضوان يكتب: إسكندرية بلا مثقفين!

كانت الفيلسوفة هيباتيا هي آخر مثقفة بالإسكندرية، ثم ساح دمها بشوارع الشاطبي على يدي متطرفي العصور الوسطى الذين إرتدوا عباءة التدين وحكموا عليها بالقتل واتهموها بالهرطقة في الذات المسيحية، بعد ذلك لم تأت أو يأت مثلها في جرأتها ومواقفها الصلبة من مختلف القضايا ، هكذا خلت الإسكندرية من المثقفين، لإن المثقف الحقيقي من وجهة نظري هو الذي يقف على يسار السلطة أي سلطة من أجل تصويبها ويكون له رأي ومريدين ، أما مثقفي المدينة إن وجدوا فهم يقفون على أبواب الدولة يستجدونها معاشات ومقرات وشهادات تقدير.. هل يوجد مثقف حقيقي بشهادة تقدير من الدولة أم يكون ذلك من الناس مجموع المتلقين والمريدين  حد يفهمني ..؟

الآن جماعة مثقفي الإسكندرية أو من يطلقون على أنفسهم هكذا مصطلح في أزمة مستمرة بسبب مبنى"الاتيليه " الذين يلتقون فيه، هذا المبنى الفخم كان ملكا لناس وعاد لهم بحكم المحكمة، فما المشكلة ؟ مشكلة كبرى، إنهم في حالة إستنفار تام من أجل عدم تسليم البيت وحث الدولة للتدخل!

أنا لا أفهم ما يحدث، الملاك أعادوا ما لهم بحكم محكمة، وأنتم أصبحتم خارجا، فما علاقة الدولة بذلك؟ وهل كنتم يوما ما مع الدولة بموافقكم ؟ هل كنتم مثلا ضد حكم الإخوان؟ هل أصدرتم بيانا ضد توزيع كوبونات فتح الله في إنتخابات مجلس النواب الأخيرة؟ أبحث عن موقف لكم مع الدولة والمجتمع والناس فلا أجد .. 

كنت أتوقع أن تبادر مكتبة الإسكندرية بتخصيص جزء من مبانيها لكم ، ولكن لم يحدث ولن يحدث لأن المكتبة أصلا أصبحت مبنى بلا مضمون ولا هوية وكل من يعملون بها يعتبرون أنفسهم في إعارة لدول الخليج بما في ذلك مديرها أو أمينها أو رئيسها ..

يا ناس عيب .. خليكم مع الحق .. أصحاب الملك استردوه .. أما أنتم فلا فابحثوا عن مكان آخر بعيد عن الدولة .. هداكم الله ..