الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وليد نجا يكتب: الإنسان.. ثروة مصر الحقيقية

صدى البلد

الأمن الوطني في أبسط صورة هو تأمين الدولة من داخلها وحمايتها من التهديد الخارجي بما يكفل  لشعبها حياة مستقرة توفر لها أسباب النهوض والنمو والتعبير عن هويتها بين الأمم وممارسة حريتها في أستغلال طاقتها البشرية وثرواتها الطبيعية للوصول إلى تحقيق أهدافها في التقدم والإزدهار والسلام، ولا تزال التجربة المصرية في تحقيق الأمن بالتنمية تفاجئ الجميع بإستراتيجيات وأنماط  جديدة ومبتكرة  للتعامل مع كافة القضايا  من خلال دراسة التحديات والإشكاليات علي كافة المستويات وصناعة سياسات طبقا للقدرات المتاحة وبذل أقصي جهد ممكن في الدراسة والمتابعة ومراعاة التوازن وأستخدام المصارحة والمكاشفة الإيجابية التي تبني وتفعل مبدأ المشاركة المجتمعية تفعيل مبدأ " الماديات" وفي نفس الوقت تفعل قيادتنا السياسية مبدأ "العبادات " في تقوي الله واإرساء قواعد العدالة الإجتماعية وعلي مر العصور جمهورية مصر العربية تحكمها سيكولوجية  فطرية متوارثة ضمن عقيدتنا الوطنية تحدد طبيعة العلاقة بين الشعب المصري وقيادتة السياسية وهي علاقة حب وااحترام  أطلق عليها كباحث فلسفة "الحاكم الفرعون" بمعني أن  حاكم مصر منصبه تحيطة هالة من التقديس والااحترام فهو نصير الضعفاء وقاهر الأعداء وغيرها من الصفات الجميلة المرتبطة بالخلق الحسن واامتلاك القوة والروحانيات وعلي مر العصور وحتي الاآن لم تستطع الثقافات المحيطة بنا أن تغير تلك العقيدة والرؤية وااعتبرها كباحث  سرا من أسرار الله سبحانة وتعالي مثلها مثل سر التحنيط وبناء الأهرامات وجميع المراكز العلمية تقف عاجزة عن فك سر تلك العلاقة، مع مراعاة الفوارق في القدرات والاإمكانات الشحصية لرؤساء مصر  علي مر العصور فحكم مصر زعماء  تركوا بصمات يذكرها التاريخ بحروف من نور ولا يمكن حصرهم  وأذكر منهم  مينا موحد القطرين وأحمس قاهر الهكسوس  ومحمد علي مؤسس مصر الحديثة والسادات بطل الحرب والسلام وصولا للعصر الحديث ولدولة 30 يونيو.


وأتحدث هنا عن تحقيق العدالة الإجتماعية في مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ونتحدث عن ملف إعادة بناء مصر وفق خطة  علمية مدروسة  وهي خطة تنمية  مصر لعام 2030 و ملف تطوير العشوائيات من الملفات التي يتم تطويعها سياسيا عبر قنوات أهل الشر ليس من أجل الحل ولكن من أجل نشر الأحقاد والصراعات الطبقية  وتهديد الأمن  والسلم المجتمعي وتلك المناطق تمثل قنابل موقوتة في حالة تركها وعدم التعامل معها  وهو ملف ممتد  منذ سنوات عديدة تتعدي الأربعين عاما وتزيد  وتتنوع  العشوائيات بين مناطق إسكان غير آمن ومناطق إسكان عشوائي ومناطق إسكان غير مخطط وهناك اسباب كثيرة لتلك الظاهرة ومنها زيادة معدلات النمو السكاني والنقص في عدد الوحدات السكنية وزيادة الطلب عليها نتيجة الهجرة السريعة من الريف إلى المدينة،حيث كانت تتركز الخدمات قبل 30 يونيو في المدن الرئيسية والمراكز والقري لاتوجد بها خدمات وإمكانيات مماثلة، ومن تلك المفردات نجد أن القيادة السياسية المصرية عندما تتعامل مع مشكلة  تدرسها جيدًا وتضع الحلول والخطط  وتوزع المهام والااختصاصات في إطار رؤيا شاملة وتوفر الاإمكانات المادية وتتحرك وتنفذ علي الأرض  وتتعامل طبقا للواقع وتعدل طبقا للصالح العام  بما يحقق طموحات وأحلام المواطنين ثم تترك ما تم  من أنجاز علي الأرض يتحدث عن نفسه، فملف القضاء علي العشوائيات متشعب بين القضاء علي أسباب تلك الظاهرة  ومنع تكرارها  مرة أخري فتلك من اهم التحديات وقد قامت الدولة في أطار التعامل مع ذلك الملف من خلال صندوق تطوير العشوائيات بوضع خطط وااستراتيجيات تتوافق مع طبيعة كل منطقة  فهناك العديد من الخطط ومنها علي سبيل المثال  إستراتيجية التمكين بالتحسين يتبعها صندوق تطوير العشوائيات حيث يدخل منطقة  ويتحمل تكلفة التخطيط التفصيلي لها ويقوم بإستخراج  رخصتي الهدم والبناء، وإزالة المخلفات، ووضع التصميمات المعمارية والإنشائية للمباني، بينما يدخل صاحب العقار شريكا لمطور عقاري يتحمل تكاليف البناء و»هذه الاستراتيجية تم تنفيذها في 24 ألف وحدة سكنية، في القاهرة والإسكندرية وهناك إستراتيجية أخري مع بسطاء الحال وقد نجحت الدولة المصرية في توفير حوالي 250 ألف شقة بالمجان لقاطني المناطق العشوائية الخطرة  ومنها مدن بشاير الخير وغيرها وأتحدث عن زيارة السيد الرئيس بتاريخ 7/2/2021 إلى منطقة عزبة الهجانة بمحافظة القاهرة لبحث أعمال التطوير وذلك بحضور الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الحكومة عدد من الوزراء ومنهم اللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية والدكتورة هالة زايد وزير الصحة والدكتور طارق شوقى ووزيرة التخطيط ووزير الكهرباء وآخرين لها الكثير من الرسائل الهامة حيث إن تلك الزيارة هو تتويج لخطط ودراسات تم أعدادها مسبقا  وتلك الزيارة هي للمتابعة الميدانية وللمصارحة والمكاشفة بحجم تلك المشكلة في كافة ربوع مصر وهي مشكلة العشوائيات وأن الدولة تعمل علي توفير كافة الإمكانيات لتحسين جودة الحياة لمواطنيها وأن التطوير لا يعني عدم مراعاة مطالب المواطنين حتي المخالفين منهم  وأن توفير مساكن بديلة قبل البدء في فتح المحاور والطرق تدل علي مدي التقدير والأحترام الذي تتعامل بها الدولة مع مواطنيها وتلك الإجراءات تصب في مرتكز الولاء والأنتماء للدولة المصرية وتلك أحدي دعائم وركائز الأمن القومي المصري وتواجهة مصر تحدي أخر وهو الحفاظ علي ماتم أنجازة وعدم تكرار العشوائية مرة أخري وفي اليوم الثاني للزيارة قام الرئيس بزيارة للعاصمة الأدارية الجديدة  في رسالة واضحة للجميع لا لبس فيها أن مصر دولة حقيقة تنظر إلي المستقبل وتبني وتعمر وأن القيادة المصرية تتعامل مع الجميع من خلال تفعيل مبدأ المواطنة وسيادة القانون فبناء الأنسان  المصري والحفاظ علية هو ثروة مصر الحقيقة فهو القائد والمعلم .