قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

الصدق في الإسلام.. تعريفه ودرجاته وأنواعه

الصدق في الإسلام.. تعريفه ودرجاته وأنواعه
الصدق في الإسلام.. تعريفه ودرجاته وأنواعه
×

الصدق في الإسلام، قال النبي الكريم قال في حديثه الشريف "عمل الجنة الصدق" وقال "أربع إذا كن فيك لا عليك ما فاتك من الدنيا، حفظ أمانة وصدق حديث، وحسن خليقة، وعفة في طعمة".

تعريف الصدق
الصدق هو قول الحقومطابقةالكلامللواقع، والصدق يعد من محاسن الإيمان، ودعاالإسلام كافة إتباعه حتى يكونوا صادقين.

مقدمة عن الصدق
الصدق من أهم الصفات الخلقية التي يجب أن يتحلى بها الإنسان ، والأديان السماوية والمذاهب الوضعية أكدت على فضيلة الصدق ، وأن المتدبر لآيات القرآن الكريم يجد أن الصدق صفة لازمة للأنبياء والمرسلين والمؤمنين، كما أن فضيلة الصدق تشمل جميع مناحي الحياة، حيث تكون في القول والعمل وفي تحقيق مقومات الدنيا.

مفردات الصدق في القرآن
قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن القرآن تحدث عن مخرج الصدق ومدخل الصدق ووعد الصدق ومبوأ الصدق ولسان الصدق.

وأضاف جمعة، أن القرآن الكريم ذكر مدخل الصدق ومخرجه، في قوله تعالى "وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ" فالخروج لمساعدة المحتاج هو مخرج الصدق والخروج للمعصية هو مخرج الكذب.

وأضاف، أن القرآن تحدث كذلك عن مبوأ الصدق، فقال تعالى "وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ" وهو المنزلة الحسنة في الدنيا، وعن مقعد الصدق وهو المنزلة الحسنة العالية في الآخرة وهو الجنة، وكذلك تحدث عن وعد الصدق وهو الجنة، وتحدث القرآن عن لسان الصدق وهو الثناء الحسن، فقال تعالى على لسان سيدنا إبراهيم "وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ"، وقال تعالى " وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا" كما قال تعالى "وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق".

أهمية الصدق
أكد الشيخ عبد العزيز النجار، أحد علماءالأزهر الشريفأن الأمور السيئة والبعد عن الله أصبح من الأمور المنتشرة في المجتمع، مؤكدا أنه أصبح يقال أن الصدق من الامور الغريبة والشاذة وكأن صاحبها به عيب.

وأضاف النجار خلال لقاء له لبرناج صباح البلد عبر فضائية صدى البلد أنالمؤمن كاملالإيمانلا يكذب في حديثه، لأن الكذب من خصال المنافقين، فعنأبي هُرَيْرَةَرضي اللهُ عنه، عَنِالنَّبِيِّ صَلى الله عليه وسلمقَالَ:(آيَةُ المُنَافِقِ ثَلاَثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ،وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ،وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ)

وتابع أحد علماءالأزهر الشريفأنكثير اليوم بقوم بالغش في البيع والشراءولذلك البركة نزعت مؤكدا أنهبسببالكذبوالغش والخيانة، وكتمان العيوب محقاللهبركة أي ربح ولو كان كثير.

وأشارالنجار إلى أن الصدق يعد أسرع طريق إلى الجنة ورضا الله ومرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة فقد قال النبي "إنالصدقيهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا".

وقال أحد علماء الأزهر أن الله سبحانه وتعالى قد وضح فضل الصدق وصاحبه فيالقرأن الكريموقال «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه " وقد قال "وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا».

درجات الصدق
أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن الله سبحانه أخبر أن الكذب فعل الكافرين فقال عز من قائل: «إِنَّمَا يَفْتَرِي الكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الكَاذِبُونَ» (النحل : 105).

وقال «جمعة» عبر صفحته على «فيسبوك»، إنه لم يقتصر الأمر على طلب الصدق من المسلم فحسب، بل أمر الله تعالى أن يكون المسلم دائما مع الصادقين فقال سبحانه وتعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ» (التوبة : 119).

وتابع: وليس الصدق هو قولك الحق وحسب، بل من الصدق أيضًا أن تصدق بالله وكلامه، وقد أمر الله بذلك النوع من الصدق في قوله تعالى: «قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ» [آل عمران : 95].

وواصل: وأخبرنا ربنا أن أعلى درجات الصدق هي كلماته سبحانه: «وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لاَّ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ» [الأنعام : 115]، وقال ربنا لنبيه صلى الله عليه وسلم: «عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الكَاذِبِينَ» [التوبة : 43].

وأردف: وطلب الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن يسأله الصدق في المدخل، والمخرج في هذا الحياة الدنيا: «وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا» [الإسراء : 80].

وأشار إلى أن الله تعالى أخبر أن الصدق منة يمتن الله بها على عباده الصالحين، وأنبيائه الكرام عليهم السلام فقال: «وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِياًّ» (مريم : 50).

واستطرد: وأخبر القرآن الكريم حكاية عن إبراهيم عليه السلام سؤال ربه الصدق دائما: «وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ» [الشعراء : 84]، وأخبر سبحانه حكاية عن موسى أنه يحتاج إلى من يصدقه، ويخشى من المكذبين له ولرسالته، فقال تعالى: «وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ» [القصص : 35].

وألمح إلى أن الله سبحانه وتعالى بين أن الفتن والابتلاءات لا تكون إلا لتمحيص الناس، ومعرفة الصادقين والكاذبين فقد قال جل وعلا: «وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الكَاذِبِينَ» [العنكبوت : 3]. وقال سبحانه: «لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا» [الأحزاب : 8]، مؤكدًا أنه في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الكثير من الأحاديث التي تدعو إلى الصدق.

أنواع الصدق
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الإمام الغزالي تكلم عن أنواع الصدق وفندها في خمسة أنواع.

وأضاف جمعة، في تصريح له، أن النوع الأول أو الدرجة الأولى: صدق اللسان؛ فاللسان يجب أن يكون صادقًا أورد عدة أحاديث تبيّن ما هو الصدق، وما هو الكذب منها حديث رسول الله ﷺ «ليس بكذّاب من أصلح بين اثنين فقال خيرًا أو أنمى خيرا»، متابعا: "يقول الرجل لأخاه عن شخص أخر يريد الصلح بينهما: يا راجل ده بيمدح فيك، ده بيقول فيك شعر وهو ما بيقولش ولا حاجة، لكنه ما بيوقعش بين الناس ده مش كذاب، ده نوع من أنواع الإصلاح وليس نوعًا من أنواع الكذب.

أما الدرجة الثانية : الصدق في النية ، والدرجة الثالثة أو النوع الثالث: الصدق في العزم، في التوجه، في القصد المؤكد .

أما الدرجة الرابعة: الوفاء بالعهد، مدح الله تعالى الذين يوفون بعهدهم يقول: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ ،وهناك الناس التي تخون أو التي ضد الوفاء ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (76) فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴾.يعني كأنه قد كذب في العمل لأنه خان هذا، والدرجة الخامسة : الصدق في الأعمال.

ويمكن أن نقسم هذه الأقسام الخمسة إلى اثنين: قسم السر وقسم العلن، هو تكلم عن اللسان، عن النية، عن العزم، عن الوفاء بالعهد، عن العمل، فهناك أشياء عن الوفاء بالعهد الناس تعرفها وتراها ، اللسان الناس تسمعه، النية والعزم في السر ، ولذلك هو أورد بيتين :
إذا السر والإعلان في المؤمن استوى * فقد عزّ في الدارين واستوجب الثنا
فإن خالف الإعلان سرًا فما له * على سعيه فضلٌ سوى الكذب والعنا

وتابع: إذا أصبح باطنك مثل ظاهرك استوجب ذلك الثناء من الله، والثناء من الناس، وإذا الإعلان خالف السر ونوع من أنواع النفاق فأنت فضّلت الكذب على الصدق، إذًا الصدق قد يكون باللسان، وقد يكون بالعمل ﴿لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ إذًا الصدق ليس في اللسان فقط، بل أيضًا في موافقة السر للعلن.