الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ابن «أبولو».. قصة حياة «أفلاطون» وفلسفته وتأثيره على الحكام

أفلاطون - صورة أرشيفية
أفلاطون - صورة أرشيفية

يعد أول مؤسس لأول معهد للتعليم العالي في العالم الغربي وهي أكاديمية  "أثينا" كما أنه واضع الأسس الأولى للفلسفة الغربية والعلوم ، ويعتبر فيلسوف يوناني كلاسيكي ، إضافة إلى كتابته  لعدد من الحوارات الفلسفية في مختلف الموضوعات وقد تتلمذ على يد "سقراط" وتأثر بفبسفته وأفكاره .

ولد "أرستوكليس بن أرستون" والمعروف "بأفلاطون" عام 427 ق.م وقد كان من أسرة أرستقراطية عريقة ، حيث كان نسب والده يرجع إلى أحد ملوك أثينا ، وقد عاش أفلاطون في فترة ازدها أثينا من النواحي الثقافية حيث كانت الثقافة اليونانية في أزهى عصورها . 

وقد ظهر نبوغ أفلاطون وأسلوبه ككاتب أثناء حواراته ومناقشاته والتي بلغت 30 حوارا والتي تناولت مختلف المواضيع في مجالات الفلسفة والتي شملت (نظرية المعرفة ، المنطق ، اللغة ، الرياضيات ) حيث اعتمد عليها في نظرياته وفلسفته ونبغ في هذه المعارف والمجالات .

كان "أفلاطون" يحاول أن يطبق أفكاره وفلسفته ، على الرغم أنه لم يشترك بشكل مباشر في الحياة السياسية ، كما كان يسعى  إلى تغيير النظام السياسي وجعل الفلاسفة ملوكًا ، فقد كان مقتنعًا بأن السياسة على يد الفيلسوف ستحول العالم في اتجاه فكرة الخير ، وقد سافر إلى "سيراكيوز" وعقد صداقة هناك مع صهر الحاكم "ديونسيوس" الكبير والذي كان يدعى "ديون" ، ولكن الحاكم خاف من الإثارة السياسية، فطرد أفلاطون، وعندما توفي ديونيسيوس في عام 367 ق.م، أرسل ديون لأفلاطون لكي يأتي ويقوم بتوجيه ديونيسيوس الصغير .

اقرأ أيضا :


 استمر تأثير أفلاطون على الحاكم لفترة قصيرة، وأغلب الظن أنه قد وجهه للدراسة الهندسية باعتبارها علمًا أساسيا للحاكم المثالي وبعد فترة قصيرة اتهم ديون بالتطلع للحكم وأطيح به، وعندها عاد أفلاطون لأثينا وفي عام 361 ق.م، سافر أفلاطون إلى صقلية للمرة الثالثة في محاولة منه لعقد صلح بين ديونيسيوس وديون، ولكن محاولاته باءت بالفشل، ووجد نفسه في خضم حرب أهلية نجا منها بصعوبة، وهكذا انتهى مشواره السياسي بالفشل .
 ‏
 ‏وقد قضى أفلاطون الأربعين عامًا الأخيرة من حياته في أثينا متفرغا للعلم والتدريس حتى أنه لم يتزوج، حيث عاش في مدرسته محاطًا بتلاميذه، وكان يعيش حياة مرفهة، وقد هاجمه ديوجنيس الكلبي لكثرة التحف الموجودة في منزله ، و كان يقوم بتطوير أفكاره باستمرار ، كما قام قبل وفاته بوقت قصير بإجراء بعض التعديلات في الجزء الأول من مؤلفه "الجمهورية" والذي كان قد كتبه قبل بضع سنوات  .
 ‏
 ‏توفى "أفلاطون" في نفس يوم ميلاده وفي نفس اليوم الذي ظهر فيه أبولو في الأرض ، وفقا لمعتقدات الاغريق وهكذا ربط الأسطوريون بين أفلاطون وإله الشمس ، وسادت أفكار بأنه ابن أبولو وقد أقيم له ضريح بعد موته، وأصبح تلاميذه يحتفلون سنويًا بعيد ميلاده ووفاته، حيث كانوا يعتبرون ذلك اليوم مقدسًا، لأن الآلهة أنجبت فيه أفلاطون هدية منها للبشرية وفقا لمعتقداتهم .