الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد سالم يكتب: فذلكة عفيفي المُمنطقة

أحمد سالم
أحمد سالم

لا يجب أن تستدعي كل خلايا عقلك المتزنة وجينات انتمائك الصادقة عند الاستماع إلى تحليلات المشجع الزملكاوي أحمد عفيفي، وبالأخص عندما يعرض المقارنات بين النادي الأهلي والزمالك، لأن عفيفي لن يترك لك فرصة للتفكير أو حل الألغاز أو حتى عدّ الاستفهامات التي يطرحها وكأنك في حصة فيزياء أمام مدرس لديه عقدة أصلا من شرح المادة.

 

ليس هناك أسهل من الفذلكة التحليلية وقلب التواريخ والكلام الممنطق الذي يبدو مهندما في غير موضعه، بينما لا طائل منه ولا نتيجة ولا يغير من الواقع شيئا، فقط يحمل همزات ولمزات تثير التعصب وربما القيء.


بكل بساطة، قد أتحول إلى هذا الكائن العفيفي ببعض الحيَل والألغاز والكلمات المتقاطعة التي تثير فضولا للحل، بينما التفكير فيها يمثل مضيعة للوقت.. سأقول لك مثلا " ماذا لو كان هناك في ذاك اليوم .. من لا يجب أن يكون .. لأنه كان يصيح في وادٍ آخر .. تُرى هل كان سيظهر بنفس المظهر أم سيحتاج إلى مصنع غزل خاص لتخييط شباكه ؟.. و إن كنت لا تعلم أن المقدمات تقود إلى نتائج.. فهذه الجملة غير مناسبة لك؟.


نادي الزمالك بكل ما يملك من تاريخ وفن وهندسة، أكبر من أن يتحدث باسمه وعلى قناته الرسمية مهندس محبوس بتعصبه بين خطين حُمر لا يرى خارجهما، لا يؤمن بأن الكرة تمنح من يستحق، لا يعرف أن نظرية المؤامرة وحدها ليست كفيلة بصناعة كل هذه الفوارق، لا يستطيع أن يواجه إلا نفسه تحت فلسفة أنا حُر وأنت حُر وكلنا أحرار في الهبد والتهبيد.


أذكر يوما ما عندما فتح الدكتور عمرو عبد الحق الشاشة لظهور عفيفي، وسأله عن انتمائه ليبادر بالإجابة دون تفكير أو تريث "أنا متطرف زملكاوي"، عندها لم يكن عفيفي يملك هذا الهندام اللغوي والاسترخاء النفسي، وبلاغة التحوير ومَلكة الفذلكة، لكنه امتلك الحقيقة المطلقة التي عبر بها عن نفسه في وصف صريح قد لا يستسيغ أن يستخدمه حاليا على شاشة قناة ناديه الرسمية.


والسؤال هنا.. كيف تحول الإعلام الرياضي في مصر إلى تلك الحالة من النبذ والتلقيح بكلام لا يُفهم ظاهره من باطنه وباتت الشاشة تستوعب من التعصب ما ترفضه مواقع التواصل الاجتماعي نفسها، هل كان يجرؤ أي إعلامي أهلاوي أو زملكاوي أن يهاجم فريقا مصريا يلعب في بطولة عالمية أمام أكبر ناد في العالم، فقط لأنه "محروق وبيغلي من جوة".


الصمت الطويل.. كانت نصيحة عفيفي للفريق الخاسر في مباراة القرن وجماهيره، لكنه لم يستطع لذلك سبيلا فقاد حملة من الثرثرة وتزعم بكائية بيضاء روجت لفساد التحكيم الأفريقي ونظرية المؤامرة وقلّب في أوراق التاريخ التي كانت سببا منذ بدء الخليقة في رأسية محمود علاء الطائشة التي قابلها أفشة بقاضية في مرمى أبو جبل .. كانت الخطة مدروسة ومُحكمة من جانب الكاف والأدوار موزعة ومتفقا عليها سلفا مع ساعة الصفر وكيفية التنفيذ .. هل هناك عاقل في العالم يصدق هذا الكلام .. حتى الرمز الزملكاوي المعلم حسن شحاتة رفض تلك المحاولات وقلل من نظريات المؤامرة التي تقلب الحقائق بينما لم يزل يصدقها عفيفي ودراويشه.


لا يجب أن يندفع الزملكاوية، أصحاب الذوق الراقي والانتماء الحقيقي لوجهات نظر تُسوق الـ "ولا حاجة" وتسيح في فلك التآمر لتبرير الهزائم، بينما تغيب أصوات أخرى عاقلة قد تعود بنادي الزمالك إلى عهده المضيء وتصل به إلى مبتغاه من أمثال حسن شحاتة وحازم إمام وغيرهما من أبناء الزمالك المنتمين فعلا وقولا وضميرا واتزانا وعقلا بلا تشدق أو فذلكة.